لا يختلف اثنان على أهمية المهرجانات والمعارض بأنواعها التي تقام في مختلف دول العالم، وهذه الأهمية تنبع من أن هذه المهرجانات تحظى برعاية الدولة أو جهة رقابية تابعة لها، وذلك ضماناً لجودة المهرجان وما يحتويه، لذلك تحرص الكثير من الدول على المشاركة إما مباشرة أو من خلال جهات يتم تفويضها بصورة أو بأخرى، ومن أشهر المهرجانات أو المعارض التجارية أو الثقافية في منطقة الشرق الأوسط القرية العالمية في دبي التي نجحت حكومة دبي وإلى حد كبير في تنظيمها، ووفرت كل الإمكانات لنجاحها، فأصبحت قبلة لكل الزائرين للإمارة، ولذلك نجد حرصا في السنوات السابقة على مشاركة بعض الدول ومنها دولة الكويت. وقد سبق أن زرت هذه القرية في السنوات السابقة، وخصوصاً جناح دولة الكويت، حيث كانت المشاركة ناجحة وواجهة مشرفة للدولة، وفي هذه السنة صدمت للتراجع الكبير في مستوى المعروضات والتحول في أهداف المشاركة التي غدت فقط لتحقيق الأرباح، ومنها جناح دولة الكويت الذي لا يشير لا من قريب ولا من بعيد للكويت، فالإدارة موكلة لمجموعة من التجار الوافدين، والمعروضات والأسماء لا علاقة لها بالكويت.
وقد زرت الجناح في ليلة العيد الوطني فوجدته كئيبا يلفه الحزن، وأعداد الزائرين قليلة، فيما المدينة تغص بالزائرين، وسألت من ادعت أنها المسؤولة عن الجناح، وهي من جنسية عربية شقيقة: لماذا لا نشاهد أي مظاهر احتفال بالأعياد الوطنية الكويتية؟ فردت "هيو الأعلام"! ولكن يا سيدتي للعلم كل الأجنحة تضع أعلاما لدولها، ولكن أين أنتم من توزيع أعلام وبروشورات عن الكويت؟ أين الأغاني والأناشيد الوطنية، وكل جناح يعرض التراث الفني لوطنه، خصوصاً ونحن نعيش فرحة الأعياد الوطنية؟ واحتدم النقاش بتدخل أحد الكويتيين المعترض على أسلوبهم أيضاً، والتساؤل أين المنتج الوطني؟ ولماذا لم تستغلوا وجود هذا الجمهور الغفير للترويج للكويت دولة ومجتمعا؟ فردت عليّ الشركات الكويتية لا تدفع 38 مليون إيجار الجناح، والسؤال الموجه لهم وللسفارة الكويتية في الإمارات، وقبلها الجهة المسؤولة في الكويت سواء وزارة الإعلام أو وزارة الخارجية: من منح الموافقة للمشاركة وتحقيق الأرباح على حساب دولة الكويت وسمعتها؟ وهل أصبحت سمعة الكويت سلعة رخيصة وتباع وتشترى لمن يدفع أكثر؟ وأين الكفاءات الوطنية سواء القطاع العام أو الخاص لإدارة الجناح لتحقيق الأهداف الوطنية للترويج للدولة، مع عدم تناسي تحقيق الأرباح، حتى تسند الإدارة لوافد لا يهمه سوى تحقيق الربح؟ يا من يهمهم الأمر: الكويت ليست علامة تجارية ليضاعف البعض أرباحهم، وإذا كنا غير قادرين أن نشترك في المهرجانات إلا عبر الوافدين فعدم المشاركة أولى، وكذلك العتب أيضا يوجه للإخوة أبناء الإمارات وحكومة دبي، كيف سمحت لهم بتمثيل دولة الكويت؟ وهل حصلوا على موافقة السفارة؟ وعلم يصل لكل من ذكرت ويتعداهم لغيرهم الكويت يا سادة كانت وستبقى ما بقي الزمان ليست للبيع، و"يا كويت أنت درة هالزمان"، والحافظ الله يا كويت.
مقالات - اضافات
الكويت ليست للبيع يا سادة
03-03-2017