في تطور ينذر باقتراب معركة شاملة متعددة الأطراف، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، المدعومة أميركياً، اتفاقها مع روسيا على تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع غرفة عمليات «درع الفرات» المدعومة من تركيا والمحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمدينة منبج إلى قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال المجلس العسكري التابع لميليشيا «قسد»، في بيان، إن تسليم القرى الواقعة على خط التماس مع «درع الفرات» والمحاذية لمنطقة الباب في الجبهة الغربية لمنبج لقوات حرس الحدود التابعة للدولة السورية، هدفه «حماية المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب والدماء وما تحمله من مآس، وحفاظاً على أمن وسلامة مدينة منبج وريفها»، وكذلك لمنع القوات التركية من فرض سيطرتها على المزيد من الأراضي السورية.

Ad

وأضاف المجلس، الذي تشكل ميليشيا وحدات الحماية الكردية عموده الفقري، أن القوات السورية «ستقوم بمهام حماية الخط الفاصل بين قوات مجلس منبج العسكري ومناطق سيطرة الجيش التركي ودرع الفرات».

ويأتي تسليم القرى بالتزامن مع تمكن فصائل الجيش الحر بدعم جوي وبري تركي في الأيام الماضية من السيطرة على قرى من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة منبج بعد اشتباكات مع «قسد» ومجلسها العسكري المتحالف مع الولايات المتحدة.

وسلمت «قسد» الشهر الماضي 6 مدن وبلدات هي «تل رفعت، منغ، ماير، تل جبين، معرسته الخان، حردنتين»، إلى نظام الأسد، والسماح بعودة «مؤسسات الدولة وذلك برعاية روسية.

تهديد تركي

وعلى الفور، هدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بضرب مقاتلي «قسد» في حال لم ينسحبوا من منبج، قائلاً: «قلنا من قبل إننا سنضرب وحدات حماية الشعب الكردية إذا لم تنسحب» من المدينة الواقعة قرب الحدود التركية، مطالباً بخروجها من هذه المدينة بأسرع ما يمكن. وأضاف، في مؤتمر صحافي بأنقرة، «أننا سنتوجه مباشرة بعد مدينة الباب إلى مدينة منبج»، مشيراً إلى «أننا بحثنا مع رئيس هيئة الأركان الأميركي جوزيف دانفورد وعدد من المسؤولين مسألة التعاون المشترك بالعمليات المُقبلة».

واستطرد جاويش أوغلو: «أننا أكدنا للقيادات الأميركية السابقة والحالية أنّ وجهة نظر تركيا لا تتغير، ولا نقبل باستخدام تنظيم إرهابي لضرب آخر»، مؤكداً أن «تحرير منطقة منبج سيتم من أجل تسليمها لسكانها الأصليين».

ونفى الوزير التركي «الاتفاق مع روسيا على تسليم القرى الخاضعة لفصائل المعارضة للنظام السوري»، موضحاً أن أنقرة اتفقت مع موسكو على أن قوات الأسد وفصائل المعارضة يجب ألا تحارب بعضها بعضاً في منطقة الباب، وأنه لا يمكننا الاستمرار بجهود الحل السياسي دون فرض الهدنة بينهما.

معركة الرقة

وفي الرقة، أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان تلقيه معلومات تؤكد وجود نحو 2500 من «داعش» في معقله بسورية، مؤكداً أن من الممكن أن ننفذ عملية تحريرها من التنظيم بالتعاون مع موسكو وواشنطن إذا اقترحت روسيا ذلك.

وفي وقت سابق، أعلن القائد العسكري للتحالف الدولي الجنرال الأميركي ستيفن تاونسند، أمس الأول، أن الأكراد، الذي تعتبرهم تركيا مجموعة إرهابية تهدد أمنها القومي، سيشاركون في الهجوم لاستعادة الرقة، ذات الغالبية العربية.

وفي رد على تلك التصريحات، اعتبر جاويش أوغلو أن مشاركة وحدات حماية الشعب الكردية في هجوم على الرقة يعتبر بمثابة «تعريض مستقبل سورية للخطر».

قصف خطأ

وأكد الجنرال الأميركي أن عدداً من المقاتلات الروسية ومقاتلات النظام قصفت بعض القرى التابعة لحليفتها «قسد» عن طريق الخطأ قرب مدينة الباب، مشيراً إلى أن القوات الأميركية كانت على بعد أقل من 5 كلم من القرى المستهدفة.

ونفت زارة الدفاع الروسية، التي تم تبليغها سريعاً بالخطأ عبر خط خاص مخصص لمنع التصادم بين الطرفين، «شن غارات على المواقع التي حددها الأميركيون»، مؤكدة «أننا نعول على استمرار التعاون مع لمحاربة داعش».

معركة تدمر

وفي حمص، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس انسحاب «داعش» من قسم كبير من تدمر بعد تلغيمها بشكل مكثف واتجه إلى الأحياء السكنية بانتحارييه، مشيراً إلى أن قوات النظام، التي دخلت المدينة الأثرية بدعم جوي روسي، لم تستطع التول إلى العمق أو جزئها الشرقي».

مفاوضات جنيف

وفي إطار محادثات جنيف، التي من المقرر أن تختتم جولتها الرابعة اليوم وسط أنباء عن تمديدها، حققت الوفود المشاركة تقدماً محدوداً للمرة الأولى بعد أسبوع من الاجتماعات ورأى كل جانب بادرة أمل في صياغة جدول الأعمال وفقاً لما يريد.

وفي حين اعتبر المبعوث الدولي ستيفان ديميستورا أن يوم أمس كان مهماً، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الهيئة العليا للمفاوضات بإفساد محادثات السلام، مؤكدة أنها ترفض الدخول في حوار شامل مع وفد النطام.

وعقب لقائه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أكد وفد المعارضة أن مفاوضي الأسد تعرضوا لضغوط من الروس للتطرق إلى مسألة الانتقال السياسي. وذكر مصدر قريب من وفد النظام، أن هناك اتفاقاً على أن يشمل جدول الأعمال مناقشة «الإرهاب» وهي كلمة فضفاضة تستخدمها دمشق لوصف كل المعارضة المسلحة.

النفوذ الإيراني

في لقاء مع عدد من الصحافيين، أشار رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري إلى أن هناك ملفين مشتركين مع الإدارة الأميركية هما «محاربة الإرهاب وتحديد النفوذ الإيراني»، معتبراً أن من المناسب للرئيس دونالد ترامب أن يفكر في تبني عملية سياسية حقيقية تسهل عليه إنجازها خصوصاً أن الشعب السوري ينتظر دوراً إيجابياً ويسعى إلى بناء علاقة شراكة لمعالجة كل الملفات العالقة وتصحيح أخطاء الإدارة السابقة» التي وصف مواقفها بـ«المخزية».