وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، في ثاني يوم من زيارته التاريخية التي بدأها أمس الأول لأكبر بلد مسلم من حيث تعداد السكان، دعوة عامة إلى المسلمين لـ «رص الصفوف» من أجل مواجهة الإرهاب والتطرف والسعي إلى تحقيق السلام العالمي.

وقال الملك في خطاب ألقاه أمام البرلمان الإندونيسي في العاصمة جاكرتا، أمس، إن «التحدي الذي نواجهه الآن، وخصوصا المسلمين، هو الإرهاب والتطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للدول»، داعيا إلى تكثيف الجهود من أجل محاربة الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه «لمصلحتنا جميعا».

Ad

وأشاد سلمان بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أن زيارته أثمرت عن توقيع اتفاقيات مهمة لكلا الطرفين.

وزار العاهل السعودي جامع الاستقلال في جاكرتا، وهو أكبر مسجد في جنوب شرق آسيا، برفقة الرئيس جوكو ويدودو، حيث أديا الصلاة معا.

وسيبقى الملك والوفد المرافق في جاكرتا حتى اليوم، قبل التوجه لقضاء عطلة في منتجع جزيرة بالي ذات الغالبية الهندوسية.

وتأتي زيارة الملك سلمان إلى إندونيسيا مع تنامي نفوذ الجماعات الإسلامية وفيما يتخذ الزعماء المسلمون موقفا صارما من القضايا الإسلامية بما يتعارض مع النموذج المعتدل للإسلام الذي تطبقه إندونيسيا.

وزاد قلق إندونيسيا بشأن الأمن بعد سلسلة من الهجمات على مدى العام المنصرم، ألقيت مسؤوليتها على أنصار «داعش»، ونشرت ما لا يقل عن 9 آلاف من أفراد الشرطة والجيش من أجل زيارة الملك التي تستغرق 12 يوما.

وبدأ الملك في ماليزيا مطلع الأسبوع جولة آسيوية تستمر ثلاثة أسابيع، في سياق جهود المملكة من أجل تنويع اقتصادها للحد من الاعتماد على النفط.

وإلى جانب توقفه في بروناي سيزور اليابان والصين وجزر المالديف، قبل أن يتوجه إلى الأردن.

وفي وقت تشارك السعودية في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ويشن ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» وجهاديين آخرين في سورية، تواجه إندونيسيا تهديدا متجددا بسبب دعوات التجنيد التي يطلقها التنظيم المتطرف، إذ توجه مئات من مواطنيها إلى الشرق الأوسط للقتال في صفوف الجهاديين.

في غضون ذلك، قال السفير السعودي بجاكرتا، أسامة الشعيبي، إن «ضباطا من الجيشين السعودي والإندونيسي سيتدربان في كل من البلدين من أجل التصدي لتنظيم داعش، وهو موضوع رئيس كان مطروحا على جدول الأعمال ضمن المعاهدات التي وقعها العاهل السعودي والرئيس الإندونيسي».