القطري أغنى خليجي
![د. عبدالله محمد الصالح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1477062485728137100/1477062498000/1280x960.jpg)
فعند تدفق الأموال كالأنهار إلى خزائن الدولة، هنا تدخلت الشيخة موزة بتوجيهها إلى الاستثمار في البشر، وبذلك أسست مؤسسة قطر، وهي اليوم تضم ٦ جامعات أميركية وواحدة بريطانية وواحدة فرنسية، وبذلك يتحقق الحلم بحيث يجتمع عند القطري المال والعلم في آن واحد، وبما أن قيادة قطر جسورة وترمي إلى وضع بصمة لها على الخريطة الدولية فقد تقدمت لاستضافة كأس العالم لسنة ٢٠٢٢، وهي بمثابة أيقونة التاج على الإنجازات القطرية التي لم تسبقها أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.ويبقى السؤال الذي يطرحه كل محب: ماذا بعد النفط والغاز؟ هل أحسنت قطر استثمار فوائض أموالها؟ بحثت عن إجابة لهذا السؤال فوجدته يقع في تأسيس جهاز قطر للاستثمار، والذي يدير الصندوق السيادي القطري بقيمة ٣٣٥ مليار دولار، هذا عدا استثمارات ضخمة في أوروبا، منها شراء هارودز، وبرج شارد الذي يعتبر أكبر برج في أوروبا، وشراء حصص كبيرة في عدد من البنوك والشركات ذات العوائد المدرة.وتوج هذا العمل الدؤوب بارتفاع عوائد الدولة من ٨ مليارات دولار في ١٩٩٥ إلى قرابة ٢٠٠ مليار دولار في ٢٠١٣، وهذا انعكس على مدخول الفرد القطري الذي كان ١٦ ألف دولار في السنة فقفز إلى ٩٥ ألف دولار، وكل ما سبق تحقق في حقبة أمير واحد في ١٨ سنة فقط، ولهذا يا أكارم، القطري هو أغنى خليجي بلا منازع، وهنيئا لهم هذه القيادة والريادة، فلا يوجد أجمل من أن يذكرك شعبك بالخير.