بورصة الروبيان... ركود حاد وارتفاع في الأسعار

ركود حاد تشهده بورصة "الروبيان" بسبب اختفاء «الكويتي» من الأسواق، وعدم قدرة المستورد على سد الفراغ الذى خلفه غياب المحلي، ورغم أنه تتوفر في الأسواق العديد من الأنواع المستوردة منها الإيراني والهندي والسعودي والباكستاني، إلا أن أسعار الروبيان نار، حيث تترواح ما بين 3 و6 دنانير.

ويأتي الروبيان الإيراني الـ "جامبو" في المقدمة بـ 6 دنانير، والوسط من 4.5 إلى 5 دنانير، فيما سعر السعودي "مزارع" 3 دنانير، والهندي 3 دنانير، والباكستاني 2.5 دينار.

لكن هناك عمليات تزوير وتدليس تدور في السوق، حيث بعض التجار يلجأون إلى الصيد من المياه الاقليمية الكويتية، رغم الحظر المفروض عليه من قبل الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، ويقومون ببيع الروبيان الكويتي تحت لوحات (روبيان إيراني) بأسعار تتراوح من 5 إلى 6 دنانير.

"الجريدة" رصدت حركة البيع والشراء في سوق السمك بمنطقة شرق... وفي ما يلي التفاصيل:

بداية، أكد مسؤول مبيعات بسوق السمك أبوهيثم رسولي أنه من الطبيعي أن يقل الإقبال على الروبيان في هذا الوقت من السنة، وأن شكوى المواطنين من غلاء الأسعار تعود لتوقف تدفق الروبيان الكويتي إلى الأسواق، وهو النوع الأهم الذي يفضله الناس ويقبلون عليه، بخلاف الأنواع المستوردة مثل الإيراني والهندي والسعودي والتي لا يقبل عليها الزبائن لقلة جودتها وارتفاع سعرها، مبينا أن سبب غلاء هذه الأنواع يعود لتكاليف الشحن والنقل.

وأضاف رسولي لـ "الجريدة" أنه رغم أفضلية المحلي على المستورد إلا أن سعر المحلي يكون أرخص في بعض الأحيان، مما يعطيه ميزة إضافية مقارنة بالمستورد.

من جهته، يرى محمد حمد (مصري)، دلال، أن إحجام الزبون عن شراء المستورد يسبب ركوداً في السوق، خصوصا مع غلاء سعره مقارنة بالجودة والطعم، موضحا أن هذا الركود يستمر حتى بداية الموسم الجديد مطلع شهر أغسطس.

وبين حمد أن الأسعار بشكل عام يحكمها العرض والطلب، وتحديدها يكون من خلال المزاد الذى يقام على سلات الروبيان، مضيفا أن بداية الموسم تشهد انخفاضاً في الأسعار لتوافر المنتج، ويتراوح سعر السلة ما بين 50 و60 ديناراً، ومع مرور الوقت يقل السمك في البحر فيرتفع السعر ليصل إلى 90 دينارا فأكثر.

ولفت إلى أن نهاية الموسم الحالي شهدت وصول سعر السلة والتي تزن 23 كيلوغراما تقريبا إلى 130 دينارا.

أما محمود ندا، بائع بسطة، فعبر عن حزنه لغياب الروبيان المحلي وعدم إقبال الزبائن على المستورد، لأنه فقد مصدر رزق مهما، مبينا أن الكويتيين يفضلون الروبيان الكويتي ويتجاهلون الأنواع الأخرى.

وأضاف ندا: "نحن نعرض في الفترة من يناير إلى نهاية يوليو الأنواع المستوردة، لكن الزبون لا يقبل عليها، ما يسبب لنا خسائر، لكننا نعوض هذه الخسائر في الموسم الذي يشهد زحاماً شديداً على بسطة الروبيان".

وذكر أن النوع المحلي يأتي على رأس القائمة من حيث القيمة الغذائية والطعم "الطيب"، يليه الإيراني، ثم الهندي والسعودي والباكستاني، مؤكدا أن الأسعار شهدت زيادة عن الموسم الماضي، وأن شهري يناير وفبراير عادة ما يشهدان ركوداً في حركة البيع والشراء.

بدوره، تساءل المواطن نواف العميري: كيف تكون الكويت دولة ساحلية وترتفع فيها أسعار الأسماك بهذ الشكل؟! وأضاف العميري: "نأكل روبيان البحر الكويتي فقط، لأنه طازج وطبيعي، أما الانواع الاخرى فلا أعرف مصدرها، لذلك أتجنبها، كما أن 4 أو 5 دنانير للكيلوغرام من الروبيان المستورد غير مناسبة"، مبينا أن الطريقة الأفضل التي يجب أن يتبعها المواطنون لتقليل الأسعار هي الإحجام عن الشراء فترة من الوقت، مما سيضطر البائع إلى خفض ثمن سلعته.

رصدت «الجريدة» من خلال جولتها أن بعض عديمي الضمير ينتهكون الحظر المفروض على الروبيان الهندي، حيث يتم تهريبه إلى السوق المحلي ويعرض للزبائن على أنه باكستاني، وهو ما يعرض صحة المواطنين للخطر بسبب ظهور مرض البقع البيضاء الفيروسي فى الروبيان الهندي، حيث حظرت بعض الدول الخليجية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الاستيراد من الهند.

وعبر المواطن حمد بوناصر عن اندهاشه من غلاء أسعار الروبيان المستورد، وأرجع السبب إلى جشع التجار وغياب الرقابة، مطالبا المسؤولين بضرورة تحديد أسعار مناسبة للسلع وعدم ترك الأمر بيد التجار وإيقاع العقوبة على المخالفين.

وأضاف بوناصر: «لو أن المستورد بنفس طعم وجودة المحلي ما اعترضنا على السعر، لكن كونه بهذا السوء فإن سعره إذا تعدى 2.5 دينار يعتبر غاليا جدا، وهذا غير مقبول».