عمّ اللون الأحمر محصلة الأسبوع الماضي في مؤشرات أسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي، لكنها خسائر محدودة في مجملها، نجا منها مؤشر سوق المنامة، الذي حقق نمواً جيداً بنسبة 1.3 في المئة، وتوزعت الخسائر بين البقية، وكان أكثرها تراجعاً مؤشر سوق دبي بنسبة 1.8 في المئة، تلاه مؤشر سوق أبوظبي، وجاء ثالثاً مؤشر سوق قطر بنسبة 0.9 في المئة، وخسر الكويت "السعري" نسبة 0.8 في المئة، ثم مسقط بنصف نقطة مئوية، وتراجع "تداول" السعودي بنسبة 0.4 في المئة.

Ad

مؤشر المنامة يصل إلى 10%

واصل مؤشر سوق المنامة انطلاقته هذا العام، وبشكل تدريجي، حيث بلغت مكاسبه بنهاية الأسبوع الماضي كمحصلة أسبوعية نسبة 1.3 في المئة تعادل 17.83 نقطة، ليقفل على مستوى 1341.54 نقطة رافعاً رصيده من المكاسب هذا العام إلى حوالي 11 في المئة، ورغم تراجعات الجلسة الأخيرة فإن المحصلة خضراء، والسيولة في مستويات جيدة حيث بلغت محصلتها 4 ملايين دينار بحريني، استحوذ سهم الأهلي المتحد على 25 في المئة منهان تلاه سهم الاثمار وبنسبة 22 في المئة، ليرفعا مساهمة القطاع المالي فيها إلى 55 في المئة، وجاء قطاع الخدمات ثانياً باستحواذه على نسبة 17 في المئة من السيولة الإجمالية لهذا الأسبوع، وانفرد هذا العام مؤشر سوق المنامة بنموه التدريجي، الذي انخفضت معه عمليات جني الأرباح نظراً إلى السيولة المحدودة قياساً بمعدلات سيولة بقية الأسواق القريبة منه.

وأصدر بنك البحرين المركزي اذونات خزانة بقيمة 35 مليون دولار هذا الأسبوع، دعماً للسيولة المحلية، بينما على الطرف الآخر استقرت أسعار النفط دون اتجاه واضح ومالت إلى التغيرات المحدودة وللأسبوع الثالث على التوالي، حيث يتراقص برنت حول 56 دولاراً والخام الأميركي الخفيف نايمكس حول 53 دولاراً دون تطورات لافتة حتى إقفال المؤشرات الخليجية، ودخولها عطلة نهاية الأسبوع.

دبي وخسائر تتعمق

بعد أن تراجع الأسبوع الماضي مؤشر دبي وسجل ضعفاً واضحاً كانت شرارة من ضعف النتائج السنوية لشركاته، عاد وتراجع خلال الأسبوع الماضي وخسر نسبة 1.8 في المئة، وهي الأكبر خليجياً ليفقد 67.1 نقطة مقفلاً على مستوى 3583.66 نقطة، وكان أثر النتائج المالية السنوية للشركات المدرجة مخيماً على أداء مؤشر سوق دبي المالي، التي كان آخرها بيانات شركة "أربتك" العقارية، والتي تفاقمت الخسائر لتصل إلى 3.5 مليارات درهم، مما دعا إلى خفض رأس المال لإطفاء الخسائر، ثم العودة إلى جذب استثمارات جديدة وزيادة رأس مال جديد لتضغط مثل هذه الأخبار على قطاع العقارات في الإمارة، وتتراجع بعض الأسهم، إضافة إلى سهم الشركة المعنية، وكانت مجمل النتائج أداة ضغطت على مؤشر دبي أضعفت ارتباطه بالأسواق العالمية وأفقدته فرصة الاستفادة من نمو الأسواق الأميركية، خصوصاً "داو جونز" الذي تخطى مستوى 21 ألف نقطة للمرة الأولى دون عمليات جني أرباح تذكر عدا جلسة الخميس، التي غابت خلالها الأسواق المالية الخليجية لدخولها عطلة نهاية الأسبوع مبكراً.

وأصاب أبوظبي ما طاول مؤشر دبي، حيث تراجع هذه المرة جنباً إلى جنب مع دبي، لكن بخسارة أقل، لكنها الثانية خليجياً وبنسبة 1 في المئة ليفقد 46.82 نقطة، ويقفل على مستوى 4596.39 نقطة، وجاء تراجعها بعد تأثير تحول بيانات "دانة غاز" إلى خسارة وبنسبة تراجع بلغت 161 في المئة قياساً على العام الأسبق، الذي جاء قبل نتائج "أربتك" في دبي، الذي بطبيعة الحال يؤثر على تقديرات أداء العديد من الشركات الخليجية العقارية، التي تستثمر في دبي أو الإمارات عموماً.

الدوحة ومسقط

سجل مؤشرا سوقي الدوحة ومسقط تراجعاً محدوداً خلال الأسبوع الماضي، حيث خسر السوق القطري نسبة 0.9 في المئة، تعادل 98.15 نقطة ليتراجع إلى مستوى 10721.15 نقطة، وقد يكون تحول الأسواق العالمية إلى الأسواق المتقدمة بعد مكاسب داو جونز عامل ضغط على الأسواق الناشئة خصوصاً، أن نتائج بعض شركاتها السنوية جاءت غير مرضية لمستثمريها، الذين يقارنون فرصاً بديلة في أسواق رابحة خصوصاً الأميركية قبل بداية جني الأرباح.

وكانت نتائج مؤشر سوق مسقط محدودة وبنصف نقطة مئوية فقط حيث خسر 28.05 نقطة ليقفل على مستوى 5815.06 نقطة، وشهدت الساحة الاقتصادية والسياسية المحيطة بالسوق العماني هدوءاً بعد هدوء أسعار النفط، التي سجلت 53 دولاراً لأسعار النفط العماني خلال الأسبوع الماضي.

السعودي بين «تداول» و «نمو»

رغم تداولات مؤشر سوق "نمو" الموازي السعودي المتواضعة قياساً بتداولات السوق الرئيسي، وشروط الدخول والاستثمار به والتي لا تتيح فرصة للمستثمر العادة بالدخول إليه لكنه حاز نصيب الأسد من الاهتمام في أولى تعاملاته بداية الأسبوع الماضي، وبعد تحقيقه نمواً بنسبة 20 في المئة خلال الجلسة الأولى، و5.5 في المئة خلال الثانية ليخف الاهتمام بالسوق الرئيسي "تداول"، وتبدو تداولاته أفقية مع ميلها إلى التراجع لينتهي أسبوعه المشترك الأول مع "نمو" بخسارة بنسبة 0.4 في المئة تعادل 29.51 نقطة، ليقفل على مشارف مستوى 7 آلاف نقطة وتحديداً عند 7016.66 نقطة.

تراجع السوق الكويتي

قد تكون تراجعات مؤشرات بورصة الكويت الرئيسية أقل اهتماماً بتراجعات مستوى السيولة والنشاط لدى المتداول في السوق الكويتي، حيث تراجع مؤشر السوق "السعري" بنسبة 0.8 في المئة خلال أربع جلسات بعد عطلة الأعياد الوطنية ليخسر 57 نقطة، ويقفل على مستوى 6767.04 نقطة، وخسر كذلك الوزني نقطة مئوية هي 4 نقاط ليقفل على مستوى 424.54 نقطة وتراجع "كويت 15" نسبة نصف نقطة مئوية هي كذلك 4 نقاط ليقفل على مستوى 970.49 نقطة.

وكانت التراجعات الأكثر أهمية هي تراجعات السيولة والنشاط خصوصاً أن الجميع يتطلعون لأن تكون بمستوى شهر يناير، وهو ما لم يحصل حيث انفضت السيولة بنسبة 51.4 في المئة، وتراجع النشاط بنسبة 54.1 في المئة، كذلك عدد الصفقات بنسبة 40.8 في المئة، واستمر الهدوء في مستوى الأخبار عدا البيانات المالية السنوية، التي تتدفق متباينة بين إيجابي وسلبي وتؤثر مباشرة على السهم المعلن، ويبقى حوالي 120 سهماً دون إيضاحات وشفافية عن النتائج المالية السنوية حتى قبل شهر من نهاية الفترة المسموح بها لإعلانات النتائج السنوية التي تنتهي بنهاية هذا الشهر.