اقتصاد رقمي في الفلبين ينجز معاملاته عبر الهواتف الذكية
كان حثّ الناس على استخدام «تاغ كاش» حيوياً من أجل نمو الأعمال. ويسمح هذا النظام للتجار بوضع برامج مكافآت ولاء لدفع الناس إلى الشراء، لكن يتعين على المستهلكين إيداع المال في التطبيق من أجل الشراء – مما يشبه الإشكالية الكلاسيكية هل «الدجاجة أم البيضة أولاً؟».
بلغت نسبة الفلبينيين الذين لا يملكون حسابات مصرفية 69 في المئة (سنة 2015). لكن الفلبين تتمتع أيضاً بسوق للهواتف الذكية هو الأسرع نمواً في دول "الآسيان" – ناهيك عن أنها عاصمة "السيلفي" في العالم. وقد أوجد هذا المزيج المتناقض فرصة مثيرة للاهتمام بالنسبة إلى رواد أعمال التقنية الرفيعة استغلها مارك فيرنون.يقول فيرنون: "عندما جئت إلى الفلبين قبل خمس سنوات، أردت وضع نظام مكافآت يكافىء الناس على مشاركتهم في العروض والقسائم على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم يكن هناك نظام بإمكانه توفير قدر قليل من المال عن طريق "أيه.بي.آي API"، لذلك لم يكن لدي من خيار سوى أن أوجد نظامي الخاص – وقد ولد نظام "تاغ كاش Tagcash" نتيجة تلك الحاجة. وهو منصة إلكترونية هدفها" بناء اقتصاد رقمي عبر عمليات غير نقدية"، وتعمل كمركز للمدفوعات وبرامج الولاء والتشاطر الاجتماعي.واستلهم فيرنون عمله من النجاح الذي حققه "وي تشات WeChat" للحوار في الصين، وقرر إنشاء منصة مماثلة في الفلبين تتضمن خيارات دفع عبر "تاغ كاش"، وهو يقول: "نظراً إلى أن الفلبين تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، كان من المنطقي أن نقوم بدمج عمليات الدفع والتحويل عبر الشبكة، وقد بدأنا الأمر عن طريق موقع إنترنت و"أيه.بي.آي"، وأوجدنا تطبيقات لذلك بحيث يكون في وسع أي شخص تحويل وإنفاق الأموال عبر رسائل فيسبوك".
لم يكن تأسيس "تاغ كاش" من دون عوائق. وقال فيرنون، إن المستخدمين كانوا مترددين في البدء في استخدام المنتج بسبب نقص الثقة وخصوصاً عندما كان الأمر يتعلق بعمليات مالية. ولاحظ فيرنون أن الناس كانوا يشترون أيضاً بمبالغ صغيرة جداً الضروريات. وعلى سبيل المثال، كان الشخص يشتري سيكارة واحدة في كل مرة بدلاً من علبة كاملة. ولكن شراء كميات صغيرة ينطوي على تكلفة أعلى. لذلك كان على فريق "تاغ كاش" إقناع الناس بتخزين المال عن طريق التطبيقات واستخدامه في وقت لاحق بدلاً من تكرار العمل على أساس كل عملية على حدة. ويقول فيرنون: "كانت الطريقة الوحيدة لعكس هذا الأسلوب هي إعطاء الناس العديد من الأسباب لإنفاق المال بصورة مباشرة عبر التطبيقات".
إشكالية «الدجاجة أم البيضة أولاً؟»
كان حثّ الناس على استخدام "تاغ كاش" حيوياً من أجل نمو الأعمال. ويسمح هذا النظام للتجار بوضع برامج مكافآت ولاء لدفع الناس إلى الشراء، لكن يتعين على المستهلكين إيداع المال في التطبيق من أجل الشراء – مما يشبه الإشكالية الكلاسيكية: "هل الدجاجة أم البيضة أولاً؟".ويعالج "تاغ كاش" تلك المشكلة عن طريق إيجاد موقع خدمات قوي يجعل حياة الناس أكثر سهولة. ويشمل ذلك شراء بطاقات لركوب الحافلات وحجز خدمات منزلية وبرامج تدليك وتقديم طلبات توصيل وتوفير دفعات إيداع.وتقوم الشركة أيضاً بتطوير مكون إقراض من ند إلى ند. ويقول فيرنون: "مع زيادة تلك الخدمات سوف يحتفظ مزيد من الناس بأموالهم في حساب تاغ كاش مما يعني اجتذاب تجار ليس عليهم دفع رسوم لتلقي دفعات ما يستبعد الاحتكاك". وقد سجل في المنصة 1500 تاجر على الرغم من عدم إقلاع استخدام تلك الطريقة بعد، بحسب فيرنون. لكن استخدام التجار ليس جزءاً من خطة التنمية المالية في "تاغ كاش". ويقول فيرنون، إن ترتيبات التجار وخدمات المعالجة مجانية لأن الفريق يريد تمكين شركات صغيرة "أون لاين" من الحصول على دفعات رقمية. ويضيف: "يجد التجار الصغار عبر الإنترنت أن من شبه المستحيل فتح حساب بطاقة ائتمان كما أن التكلفة عالية جداً، لذلك كيف سيتمكنون من تسلم دفعات؟ ولذلك جعلنا العملية مجانية ويمكن إنجازها خلال لحظات وتسلم الدفعات مجاناً، ونحن لا نعتزم تحقيق أموال من هذه الطريقة بل تشجيع استخدام المبالغ النقدية الرقمية وتحقيق مكاسب من خلال الخدمات المتعددة التي نقدمها عبر التطبيقات ومواقع الحوار. وعلى أي حال، فإن الناس في الوقت الراهن يستخدمون في أغلب الأحيان "تاغ كاش" من أجل شراء وقت بث وتسديد فواتير. لكن باعة التجزئة، الذين يريدون استخدام "تاغ كاش" لتبسيط أنظمة الدفع يستطيعون استخدام وحدة الشركة " كيو آر " للتحقق الفوري – كما أن النظام يقبل أيضاً دفعات عن طريق تطبيقات بيتكوين ويحول المبلغ بصورة آلية إلى العملة الفلبينية.وشددت الشركة أيضاً على الجوانب الأمنية وهي من المكونات الحيوية في تطبيقات أموال الجوال، وإقناع الناس بالثقة في المنصة. وأوضح فيرنون أن "الطريقة الوحيدة لمشاطرة معلومات العملية هي عبر تاغ كوين ويتعين على الشخص معرفة العنوان العام للمستلم بغية البحث عنه وليس ثمة معلومات إضافية ما عدا المبلغ، الذي تم تحويله تماماً، كما هو الحال مع بيتكوين.ويمكن أيضاً استخدام تاغ كوين من أجل رصد ومنع عمليات الاحتيال وليس بوسع أحد سحب المال إلا بعد عملية تحقق واسعة ودقيقة. كما يمكن استخدام ممثل هذه الإجراءات من أجل طمأنة العملاء بأن أموالهم في مأمن مع "تاغ كاش" ومساعدتهم على التأقلم مع أنظمة أموال الجوال بصورة أوسع. ● كيسي هاينز