لليوم الثاني على التوالي ضربت مقاتلات وطائرات مسيرة بدون طيار "درون" مواقع وعناصر تابعة لتنظيم "القاعدة" في اليمن أمس، وسط أنباء عن عمليات إنزال للقوات الأميركية الخاصة في أبين وشبوة.

وأفادت مصادر بمحافظات البيضاء وشبوة وأبين أن طائرات أميركية من دون طيار وأخرى عمودية شنت أكثر من عشر غارات جوية على مناطق نوفان وعقبة زعج في قيفة رداع، بمديرية القريشية، إلى جانب منطقة يكلا بمديرية ولد ربيع، بالبيضاء وسط البلاد.

Ad

وفي محافظة شبوة شرقي البلاد، شنت الطائرات الأميركية من دون طيار أكثر من 35 غارة جوية على وادي يشبم في مديرية الصعيد التي تقطنها قبيلة العوالق.

واستهدفت سلسلتان من الغارات ثلاثة منازل في وادي يشبم. أحد هذه المنازل يعود إلى سعد عاطف القيادي في التنظيم المتشدد في شبوة.

وقال سكان إن قوات أميركية نزلت إلى قرية وادي يشبم بعد منتصف ليل الخميس- الجمعة واشتبكت مع عناصر "القاعدة".

وبعد ذلك بنحو ثلاث ساعات أفاد سكان بمنطقة جبل موجان بمحافظة أبين المجاورة لشبوة بتنفيذ طائرات ضربات جوية،

وتحدثوا عن وقوع اشتباكات بين عناصر "القاعدة" والجنود الأميركيين استمرت نصف ساعة تقريباً، ثم تجددت نحو الخامسة صباحا.

ورد الجهاديون بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات. وتحدث أحد سكان مديرية الصعيد عن "ليلة رهيبة" من الاشتباكات والقصف.

كما أصابت الضربات منزل الزعيم المحلي الجنوبي ناصر النوبة، الذي قال في تصريح إنه كان على مسافة 100 متر من القتال في موجان بأبين.

وقبيل فجر الخميس، شنّت الولايات المتحدة نحو 34 غارة ضد "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، في أبين وشبوة والبيضاء مخلفة خسائر مادية وبشرية، من خلال طائرات بدون طيار ومقاتلات جوية، وهو أمر غير مألوف، مما يشكل مؤشراً على تكثيف واشنطن جهودها في محاربة المجموعة المتطرفة.

وأعلنت مصادر أمنية وقبلية مقتل 12 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى "القاعدة" بغارات، أمس الأول، في حين لم تتضح الخسائر التي خلفها هجوم أمس.

غموض وفشل

في هذه الأثناء، رفض مسؤولون عسكريون أميركيون تأكيد معلومات نشرها "القاعدة" بأن سفنا حربية وفرق "كوماندوز" شاركت في ضربات أمس الأول.

وعلق المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، جيف ديفيس، بأن "القاعدة تستفيد من المناطق الخارجة على نطاق السلطة في اليمن، من أجل إعداد أو توجيه هجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها".

وشدد على أن "القوات الأميركية ستواصل العمل مع حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، من أجل التغلب على القاعدة".

في المقابل، أعلن التنظيم المتطرف "إفشال محاولة إنزال قامت بها القوات الأميركية فجر الخميس عن طريق ساحل البحر العربي قبالة شاطئ قرية النخيلة القريب من قرية موجان بمدينة أبين"، التي أعاد التنظيم السيطرة على عدد من المناطق فيها.

وأشار بيان التنظيم إلى أن "طيرانا أميركيا مكثفا شوهد يغطي الأجواء وآخر تابع للتحالف العربي"، موضحا أنه "جرى التنبه للعملية العسكرية بعدما شاهد أبناء المنطقة الساحلية بعض الأضواء تنبعث من الجبال القريبة من الساحل".

وفي 29 يناير الماضي، أدى إنزال للقوات الأميركية الخاصة في محافظة البيضاء إلى مقتل نساء وأطفال، بالإضافة إلى قائد الجنود الأميركيين.

انتهاكات حوثية

إلى ذلك، عقدت بعثة المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة مؤتمراً صحافياً حضره وفد عسكري رفيع من قوات التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن.

وتناولت البعثة آخر التطورات في جهود التحالف لاستعادة سلطة الحكومة المعترف بها دوليا وحماية المدنيين واغاثتهم، وكشفت انتهاكات الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح لـ"7 هدن".

وقال مدير إدارة التخطيط والعمليات في القوات المشتركة، اللواء مسفر الغانم، إن "الإجراءات التي تتخذها قوات التحالف لتفادي وقوع أي أخطاء بحق المدنيين دقيقة وعالية جداً، لكن الطرف الآخر يستخدم الأطفال في ميادين القتال".

ويعد استخدام الانقلابيين للأطفال ليس بجديد، فمؤخراً دانت الخارجية الفرنسية الأمر، وفقاً لما أشار إليه المفوض السامي لحقوق الإنسان، وهذا ما أكده السفير السعودي عبدالله المعلمي.

وقال المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة: "الذي يستخدم الأطفال في النزاعات المسلحة هم الطرف الآخر، وأود أن أؤكد أن المملكة وقوات التحالف لا تحتجز في الوقت الحاضر أي طفل من الأطفال الذين ضبطوا على جبهة القتال وهم يحملون السلاح".

في السياق، تمكنت القوات المسلحة السعودية من قتل 8 مسلحين، وأسر 4 قناصين بينهم ضابط في الحرس الجمهوري الموالي لصالح، وذلك على الحدود الجنوبية للمملكة مع اليمن باتجاه مديرية الملاحيط.

من جهة أخرى، شن الرئيس اليمني السابق هجوما لاذعا على حزب "التجمع للإصلاح"، أكبر الأحزاب اليمنية المؤيدة لحكومة هادي.

وقال مخاطبا القبائل الموالية له في خطاب أمام قيادات من حزب "المؤتمر الشعبي" الذين ينتمون لمحافظة صنعاء: "أمنّوا أنفسكم ومناطقهم وتابعوا الخونة من مخلفات الإخوان".

وتوعد صالح أعضاء ومناصري "الإصلاح". وحض أنصاره من رجال القبائل على "تصفية" قراهم ومناطقهم من أعضاء الحزب، المقرب من تيار "الإخوان"، واعتقال أي شخص منهم، إلا إذا "أعلن التوبة أمام القبيلة".

ثبات روسي

من جهة ثانية، جدد السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، خلال لقاء مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، موقف بلاده الداعم للحكومة اليمنية الشرعية، ودعمها لدور الأمم المتحدة لإنهاء الصراح عبر استئناف مشاورات السلام بين الحكومة والمتمردين.