كما كان متوقعاً، أسدلت الأمم المتحدة الستار على الجولة الرابعة من مفاوضات السورية في جنيف دون تحقيق أي خرق يذكر، أو حتى مناقشة أي بند من جدول الأعمال، الذي حدده قرار مجلس الأمن، وسط أنباء عن تحديد جولة جديدة خلال بضعة أسابيع.

وبعد 8 أيام من الاجتماعات، أعلن مبعوث الامم المتحدة ستيفان ديميستورا انتهاء المفاوضات، التي ركزت على بحث جدول أعمال يؤسس لجولات أخرى لم يتم الاتفاق عليه بعد بسبب الهوة الواسعة بين وفود الحكومة والمعارضة، التي لم تلتق وجهاً لوجه إلا في الجلسة الافتتاحية.

Ad

ولا يزال الخلاف قائماً حول إضافة ملف الإرهاب، الذي تطالب دمشق منذ اليوم الأول بإضافته على جدول الأعمال، الأمر الذي ترفضه المعارضة وتصر على بحث انتقال سياسي، يتضمن تشكيل هيئة حكم ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور للرئيس بشار الأسد.

والتقى ديميستورا، الذي لم ينجح في عقد جلسة تفاوض مباشر واحدة، للمرة الأخيرة الوفود الأربعة المشاركة في جولة المفاوضات، التي بدأت في 23 فبراير الماضي، والممثلة للحكومة ولأربع جهات معارضة، أبرزها وفد الهيئة العليا للمفاوضات برئاسة نصر الحريري، الذي أكد أن اجتماع اليوم الثالث ركز على "الانتقال السياسي، وهذه النقاشات تتطور أكثر كل يوم".

وبعد اجتماعات رسمية في مقر الأمم المتحدة، واصل ديميستورا مباحثاته غير الرسمية مع الأطراف المشاركة حتى وقت متأخر من ليل الخميس- الجمعة.

وبعد لقاء جمع مبعوث الأمم امتحدة بوفد "منصة القاهرة"، أكد المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي، أن ديميستورا "لم يتوقع أي اختراقات ولا نحن، لكن نعتقد أنه نجح في الحفاظ على الزخم السياسي لهذا المسار"، موضحاً أنه إذا "أنهى الجانب الإجرائي، الجولة القادمة التي أعتقد ستكون قريبة، سيكون الخط فيها مفتوحاً لإنجاز تقدم سياسي".

وفي حين تعول الهيئة العليا للمفاوضات على ضغوط روسية على دمشق من أجل الدفع قدماً بالعملية السياسية، التقى وفد الجعفري نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ومجموعة من المسؤولين الروس، في لقاء هو الثاني المعلن بين الطرفين الأسبوع الحالي.

وعشية انتهاء "جنيف 4"، سخر رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات من إعلان النظام وحليفته موسكو استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية للمرة الثانية في غضون عام، معتبراً أنه يقوم بلعبة توم وجيري مع تنظيم "داعش".

وفي وقت سابق، اتهم رئيس وفد النظام بشار الجعفري هيئة المعارضة بأخذ عملية جنيف "رهينة" لرفضها إدراج الإرهاب على جدول الأعمال، محملاً وفدها المسؤولية في حال فشلها.

وعقب لقائه مبعوث الأمم المتحدة، قال الجعفري: "الكثير من أعضاء مجموعة الرياض هم إرهابيون بنظرنا، وقد قدمنا صوراً وأدلة وبراهين للسيد ديميستورا حول صحة ما نقول"، مضيفاً: "طرحنا على السيد ديميستورا جدول أعمال يتضمن أربع سلال على التوازي بمعنى أن لها نفس القيمة ونفس الثقل بالتساوي".