أعاد إلغاء السلطات الألمانية لتجمعين كان يفترض أن يشارك فيهما وزيران تركيان تأجيج الخلاف بين أنقرة وبرلين العضوتين في الحلف الأطلسي، اللتين تشهد العلاقات التاريخية بينهما توتراً منذ محاولة الانقلاب في تركيا في يوليو الماضي.

واتهمت أنقرة برلين أمس بالعمل لصالح معارضي تعزيز صلاحيات الرئيس التركي من خلال إلغاء تجمعين، دعماً لرجب طيب إردوغان في ألمانيا، ما زاد من حدة التوتر بين البلدين.

Ad

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو أمام صحافيين في أنقرة "إنهم لا يريدون أن يخوض الأتراك حملة هنا، يعملون من أجل معسكر الـ"لا" (...) يريدون منع قيام تركيا قوية".

ويأتي هذا التوتر الأخير مع اقتراب موعد الذكرى السنوية لتوقيع معاهدة في 18 مارس 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي، لوقف تدفق اللاجئين الى أوروبا.

وتضاعفت حدة التوتر بعد توقيف وسجن مراسل صحيفة دي فيلت الألمانية في تركيا دنيز يوجل، الذي يحمل الجنسيتين الثلاثاء بتهمة "الدعاية الإرهابية"، وردت برلين بالاحتجاج لدى السفير التركي.

كما ألغت السلطات الألمانية لأسباب لوجستية أمس الأول تجمعا في غاغناو (جنوب غرب) لمؤيدي تعزيز صلاحيات اردوغان في الاستفتاء، الذي تنظمه تركيا في 16 أبريل حول تعديل دستوري.

وتم إخلاء بلدية غاغناو أمس بعد تهديد بوجود قنبلة وجهه شخص عبر الهاتف ندد بإلغاء التجمع، الذي كان سيحضره وزير العدل التركي بكر بوزداغ.

في موازاة ذلك، أعلنت مدينة كولونيا، أمس الأول، عدم السماح بعقد تجمع آخر كان مقرراً غداً، على أن يلقي خلاله وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبقجي كلمة.

ورداً على ذلك، أعلن بوزداغ عدوله عن زيارة المانيا، حيث كان من المقرر أن يلتقي نظيره هايكو ماس. وأمس، أعلن أن الغاء التجمع إجراء فاشي وتابع "الإرهابيون يتمتعون بحرية التعبير في المانيا لكن ليس وزير العدل؟".

كما استدعت السلطات التركية، أمس الأول، السفير الألماني إلى انقرة للاحتجاج على إلغاء التجمعين.

في هذا الإطار، تشكل المانيا التي تضم اكبر جالية تركية (ثلاثة ملايين نسمة) مجالا لا يمكن تجاهله في الحملة ما قبل الاستفتاء.

الشهر الماضي، ألقى رئيس الوزراء بن علي يلديريم كلمة اثناء تجمع في اوبرهاوزن (غرب المانيا) أمام آلاف مناصري النظام التركي، ما أثار انتقادات حادة من المعارضة الألمانية للحكومة بسبب السماح بانعقاده.