مصر| نازحو سيناء بين صعوبات «المؤقت» ورفض «العودة»
الإسماعيلية تكتظ بـ 128 أسرة ووزيرة التضامن تستعد لـ«دعم شهري»
بينما بدأت أكثر من مئة من الأسر المسيحية مغادرة أرضها وممتلكاتها وأعمالها في العريش، "شمال سيناء"، لتستقر في مساكن "مؤقتة" في محافظة الإسماعيلية، "90 كيلو شمال شرق القاهرة"، ومحافظات أخرى، عبَّر نازحون أقباط، فروا من حملة "داعش سيناء" التي استهدفتهم الأسبوع الماضي بهدف تهجيرهم، وأسفرت عن قتل 7، بينهم اثنان حرقت جثتاهما، عن رغبتهم في عدم العودة إلى ديارهم في العريش.ألفت صموئيل، هي أرملة الأب روفائيل، كاهن كنيسة مار جرجس بالعريش، الذي تم اغتياله عقب انتهائه من الصلوات، ليكون أول شهيد قبطي يسقط في شمال سيناء، ويتوالى بعده الشهداء تاركين زوجاتهم وباقي الأسر في مواجهة رصاص الإرهاب الغادر، الذي أجبرهم على النزوح بعيداً عن "أرض الدم"، تقول ألفت: "زوجي قتل برصاصات عدة في الرأس والرقبة، ومش عايزين نرجع العريش تاني، بسبب الدم اللي سال على أرضها".ألفت، قاومت دموعها وهي تقول، إن "الوضع في العريش كان صعباً خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين 2013، وأن زوجها الراحل اضطر لترك المكان شهراً، وحين عاد وجد الكنيسة كتلة فحم، بعد حرقها على يد الجماعات المتطرفة، إلى درجة أن مساعد قيادة أمنية طلب منه ترك الكنيسة، لكنه رفض وكانت النتيجة اغتياله".
وفي حين سجَّلت 7 محافظات، استقبالاً لأسر الأقباط النازحين من سيناء، خلال الأيام الماضية، ووصل العدد إلى نحو 150 أسرة، من أصل 600 كانت تستقر في سيناء، افترضت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، خلال تصريحات الأسبوع الماضي، أن يستمر الأقباط في مساكنهم الجديدة مدة "ليست بالقصيرة"، وقالت: "لو طالت مدة إقامة الأسر خارج بيوتها فسيصرف دعم نقدي شهري للعائلات بالتنسيق مع محافظ شمال سيناء".وفي حين أكدت مصادر داخل الكنيسة الأرثوذكسية، تلقيها مزيداً من طلبات الأسر القبطية مغادرة سيناء، قال راعي كنيسة الأنبا بولا بالإسماعيلية يوسف شكري لـ"الجريدة": "وزارة التضامن سجلت 114 أسرة وبعدها توقفت عن التسجيل، وحدث اكتظاظ للأعداد في الإسماعيلية ووصلت إلى 128 أسرة، وكل الأقباط رحلوا من مدينة السويس وانتقل بعضم إلى بورسعيد، لتسجل 24 أسرة وآخرين سافروا بشكل فردي إلى الدقهلية والقاهرة وجارٍ تسجيل هذه الأعداد الفردية".وأضاف شكري: "وزارة الشباب وفّرت سكناً للأسر، لكن بعد اكتمال الأعداد استأجرت الكنيسة شققاً للنازحين وتستمر المحافظة في استقبال الأسر الفترة المقبلة، بالتنسيق مع المحافظة ووزارة التضامن ورئاسة الوزراء".وكان نشطاء أقباط شنّوا هجوماً، في صفحات التواصل الاجتماعي، على البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بسبب رفضه اعتبار خروج الأقباط من سيناء "تهجيراً".