وسط سلسلة أزمات وضعت البيت الأبيض في قلب عاصفة إقالات، كثف مستشارو الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطهم لتطهير الإدارة من رجال سلفه باراك أوباما، واستبدالهم بأشخاص أكثر ولاءً.

ويعتقد عدد من مستشاري ترامب أن المعينين من جانب أوباما والمحسوبين عليه وراء التسريبات، بهدف إضعاف الإدارة الجديدة، في تكهنات تزامنت مع نشر صحيفة «نيويورك تايمز»، المعادية لسياسات الرئيس، مقالاً ذكرت فيه أن من عيّنهم أوباما نشروا معلومات حول علاقات أعضاء حملة ترامب الانتخابية بروسيا.

Ad

وانتقد ترامب، أمس، في تغريدة، تأخر الديمقراطيين في الموافقة على أعضاء حكومته بالكامل، واصفاً الأمر بـ«المثير للشفقة».

وذكرت مصادر مطلعة أن وزير الخزانة ستيفن منوتشين أبلغ مساعديه الجدد الشهر الماضي، في أول اجتماع مع كبار موظفيه منذ تعيينه، أنه لن يتساهل في مسألة التسريبات إلى وسائل الإعلام.

وقال مسؤولون، إنه تم تشديد سرية نظام الكمبيوتر الخاص بالبيت الأبيض، لمنع عامليه من الاطلاع على مذكرات يجري إعدادها لترامب، في خطوة تمثل ابتعاداً عما كان يحدث من قبل.

وفي وزارة الأمن الداخلي، قال مسؤولون، إن هناك مخاوف من نصب مصيدة لمن كان وراء تسريب مسودة تقرير مخابراتي حول الهجرة. وأثارت الحملة حالة من الانزعاج الشديد بين العاملين في الدولة الذين يقولون إنها تهدف، في ما يبدو، إلى محاولة الحد من تدفق المعلومات السلبية داخل الحكومة وخارجها لوسائل الإعلام.

وذكر تقرير أن المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر طلب من بعض المساعدين تسليم هواتفهم للبحث فيها عن أي مكالمات أو رسائل لصحافيين.

وبعد صفعة جديدة لإدارته شملت وزير العدل، ندد الرئيس الأميركي، أمس الأول، بحملة الاضطهاد التي يتعرض لها جيف سيشنز، على خلفية قضية الاتصالات، التي أجراها، مع مسؤولين روس، متهماً الديمقراطيين بالوقوف وراء تلك الحملة.

أما نائب الرئيس مايك بنس، الذي وجه انتقادات شديدة خلال خوضه حملة الانتخابات الرئاسية بجانب ترامب، إلى المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لاستخدامها بريداً خاصاً، حين كانت وزيرة للخارجية، فقد قام بالمثل.

وذكر تقرير صحافي أن بنس استخدم بريداً إلكترونياً خاصاً لمناقشة أمور عامة عندما كان حاكماً لولاية إنديانا، ومن بينها قضايا حساسة ومسائل تتعلق بالأمن الداخلي، مضيفاً أن الحساب البريدي تعرض للاختراق الصيف الماضي. لكن التقرير أشار إلى أن قانون إنديانا لا يمنع المسؤولين من استخدام حسابات البريد الإلكتروني الخاصة.

دفاعياً، أعلن ترامب خلال زيارة لحاملة الطائرات الجديدة جيرالد فورد، أمس الأول، أنه وعد قادة سلاح البحرية بالسعي إلى تلبية مطلبهم برفع عدد قطع أسطول البحرية من حاملات الطائرات إلى 12 حاملة، الأمر الذي دفع بالكرملين للتحذير من الإخلال بموازين القوى.