استهدفت مقاتلات أميركية لليوم الثاني على التوالي مواقع لتنظيم القاعدة في اليمن ما أسفر عن ثمانية قتلى من المتطرفين، حسبما أعلن مسؤولون ومصادر قبلية الجمعة.

Ad

وأشارت المصادر القبلية إلى أن غارات قبل الفجر استهدفت ثلاثة منازل في وادي يشبم بالقرب من مديرية الصعيد في محافظة شبوة (جنوب) أحدها يعود إلى سعد عاطف، زعيم التنظيم في شبوة.

كما أكد مسؤولون أمنيون مقتل ثمانية جهاديين في هذه الغارات، بينما قالت مصادر قبلية أن نساءً وأطفالاً أصيبوا بجروح.

ورد المتطرفون بإطلاق صواريخ مضادة للطائرات، بحسب المصدر نفسه ومسؤولين أمنيين وأشاروا إلى مشاركة مروحيات أميركية في الغارات.

وتحدث أحد سكان مديرية الصعيد عن «ليلة رهيبة».

في وقت لاحق، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة فرانس برس أن الضربات أصابت مواقع على غرار تلك التي استهدفت مخابئ للأسلحة والمقاتلين والمعدات العسكرية الخميس.

وأكد توجيه نحو «عشر» ضربات في اليمن الجمعة ما يرفع عدد الغارات إلى «نحو ثلاثين» خلال يومين.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس «أن هذا جزء من خطة لاقتفاء أثر هذا التهديد الفعلي، والتأكد من الحاق الهزيمة بهم وحرمانهم من فرصة التآمر وشن هجمات إرهابية من مناطق غير خاضعة لسلطة».

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».

وأضاف ديفيس «بينما نتحدث كثيراً عن تنظيم داعش، إلا أن أيدي تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ملطخة بدماء أميركية».

من جهته، قال مصدر أميركي رفض كشف اسمه أن تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» لديه الآن بين «ألفين وثلاثة آلاف مقاتل، وربما أكثر من ذلك بقليل».

وأكد على أن عناصر التنظيم المتطرف يتواجدون في بعض القبائل اليمنية.

وأوضح في هذا السياق «من الصعب أحياناً معرفة أين تبدأ القبيلة وأين ينتهي تنظيم القاعدة».

في المقابل، أشار المصدر إلى أن أعداد المقاتلين الغربيين أصبحت أقل مقارنة مع أعوام خلت.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت شن نحو عشرين غارة الخميس على تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» بواسطة طائرات بدون طيار ومقاتلات جوية في خطوة تشكل مؤشراً إلى تكثيف واشنطن جهودها في محاربة المجموعة المتطرفة.

الأكثر خطورة

وتواصل واشنطن منذ أعوام تنفيذ غارات جوية بطائرات من دون طيار تستهدف فرع التنظيم في اليمن والذي يُعتبر الأكثر خطورة، لكن وتيرة الغارات ازدادت في الأشهر الأخيرة.

ورفض المسؤولون العسكريون الأميركيون تأكيد معلومات نشرتها القاعدة أن سفناً حربية وفرقاً خاصة شاركت في ضربات الخميس.

وكان ديفيس اعتبر أن «القاعدة تستفيد من المناطق الخارجة عن نطاق السلطة في اليمن من أجل إعداد أو توجيه هجمات ارهابية ضد الولايات المتحدة وحلفائها»، وشدد على أن «القوات الأميركية ستواصل العمل مع الحكومة اليمنية من أجل التغلب على القاعدة».

في 29 يناير الماضي، أدى انزال للقوات الأميركية الخاصة ضد التنظيم المتطرف في محافظة البيضاء بوسط اليمن إلى مقتل نساء وأطفال بالإضافة إلى أحد الجنود الأميركيين فضلاً عن مسلحين.

وأكد المسؤول في البنتاغون أن أهداف الجمعة تم تحديدها قبل غارة 29 يناير، لكن جمع بعض المعلومات الاستخباراتية أكد ما كان معروفاً بالفعل عن الأهداف الأخيرة.

وقال «ما كنا نعرفه عن هذه المواقع تم تأكيده».

وقد وجه مركز الأبحاث «مجموعة الأزمات الدولية» مؤخراً انتقادات إلى الضربات الأميركية ضد القاعدة في اليمن.

واعتبر أن جهود محاربة التنظيم المتطرف «ستتقوض إذا كانت دول مثل الولايات المتحدة تقوم بعمليات عسكرية تتجاهل الظروف المحلية وتؤدي إلى ارتفاع في أعداد القتلى المدنيين».

واستفادت المجموعات الجهادية كالقاعدة وتنظيم داعش، من النزاع بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين، لتعزيز نفوذها خصوصاً في جنوب اليمن.

بدأ النزاع في اليمن العام 2014، وسقطت العاصمة صنعاء بأيدي المتمردين في سبتمبر من العام نفسه، وشهد النزاع تصعيداً مع بدء التدخل السعودي على رأس تحالف عسكري في النزاع في مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على أجزاء كبيرة من البلد الفقير.