A Cure for Wellness ... يفتقر إلى التماسك
صحيح أن غور فيربينسكي صنع اسماً لنفسه مع أعمال ضخمة من إنتاج استوديوهات هوليوود، أبرزهاPirates of Caribbean وLone Ranger، إلا أنه تميّز دوماً بلمسة غريبة، متبعاً مبدأ «واحد لهم وواحد لي». تخلّلت مشاريعه أفلام مثل The Weather Man وRango. ولا شك أن A Cure for Wellness (علاج للرفاه)، فيلم رعب تدور أحداثه في منتجع سياحي في جبال الألب السويسرية، أحد الأعمال التي يعدّها لنفسه.
في A Cure for Wellness، ربما تشير كلمة «رفاه» ضمنياً إلى «الثروة». يهرب مصرفي واسع النفوذ في «وول ستريت» يُدعى بيمبروك (هاري غروينر) إلى منتجع سياحي سويسري، ثم يبعث برسالة إلى زملائه عن حقائق يعجز عن نسيانها ويؤكد لهم أنه لن يرجع. لذلك يُرسَل مصرفي مبتدئ شاب يُدعى لوكهارت (داين ديهان) ليعيده بغية تفادي حالة طارئة في العمل، ويتعرّض لتهديد من رؤسائه بابتزازه.يدخل لوكهارت مختالاً إلى المنتج كما لو أنه يملكه، إلا أن من الصعب إرغام رئيسه على استقلال الطائرة التالية عائداً إلى نيويورك. يتعرّض لوكهارت لحادث سيارة ويُصاب بكسر في ساقه، ويواصل الجميع تقديم ماء خاص له. عندما تدخل هذا المنتجع، من شبه المستحيل أن تغادر.يغوص لوكهارت في النهاية في قصة مريعة عن تاريخ هذا المكان وعن بارون مجنون وشقيقته البارونة والقرويين الذين أحرقوهما مع القصر.
الفيلم، الذي كتبه فيربينسكي وجاستن هايث، مستوحى من كتاب توماس مان The Magic Mountain)(1924. رغم ذلك، تبدو المخاوف التي يعالجها عصرية. يتناولA Cure for Wellness الرغبة في التوصل إلى علاج سحري لأمراض الحياة العصرية التي أطلت برأسها مع فجر نمط العيش الحديث. ويتميّز هذا العمل بطابعه العصري أيضاً، منتقداً الطرائق التي يستخدمها كثيرون اليوم في بحثهم عن الوضوح والعمق من خلال تطبيقات اليوغا، والأنظمة الغذائية، والتأمل الواعي. وهكذا ينجح الفيلم في تصوير الرغبة في الانعزال في وجه الحياة المَدنية العصرية التي لا ترحم، فضلاً عن الأساليب التي تُستغل بها هذه الرغبة.يضمّ العمل محاور ضمنية إنما قوية تدور حول الخطر والشر الكامنين في السعي وراء نقاوة الدم. كان البارون مهووساً بنقاوة دمه الملكي، حتى أنه لجأ إلى سفاح القربى وأصيب بالجنون، واستمرّت مبادؤه. ففي المنتجع، ينقون بهوس «سوائل» الجسم لغايات شريرة.
فيلم غريب
يشكّل A Cure for Wellness فيلماً غريباً، أُعد بإتقان مبالغ فيه. عمد أخيراً كثير ممن يرغبون في إضفاء لمسة قوية من الواقعية على أفلام الرعب، التي يعدونها، إلى التخلي عن هذا الانتباه كله إلى التفاصيل والتصاميم، والتركيبة، وحركة الكاميرا التي تميّز العمل. وتبدو تصاميم الإنتاج التي تكثر فيها ألوان الأزرق، والأخضر، والأصفر مميزة وغنية، فضلاً عن أنها تتلاءم مع عيني ديهان الزرقاوين الباردتين ومعالمه الباهتة.رغم ذلك، يستسلم A Cure for Wellness لغرائزه الأساسية، مقدماً لقطات من عنف مقزز ومشاهد دموية يتطلبّها هذا النوع من العمل.خلال الساعتَين ونصف الساعة، يواصل التوتر والخوف تراكمهما في الفيلم. ولكن في المشهد الأخير، ثمة هفوات واضحة في حبكة القصة وتطوراتها. وفي الختام، يتحوّل A Cure for Wellness إلى أحد أفلام استوديوهات «يونيفرسال» من ثلاثينيات القرن الماضي عن الوحوش.تبدو هذه المحاور واضحة وسطحية على حد سواء. ولا يقدّم لنا هذا العمل رسالة قوية. رغم ذلك، يبقىA Cure for Wellness غريباً كفاية ليولِّد لدى كثيرين افتتاناً وهوساً. ويزداد الفيلم تأثيراً مع اعتماده على أكثر ميوله غرابة، مع أنه يفتقر إلى التماسك. وهكذا يكون تحفة ناقصة، إلا أنه يبقى تحفة مميزة رغم ذلك.