أفاد تقرير "الشال" بأنه مع انقضاء شهر فبراير، انتهى الشهر الثاني من عام 2017، ومازالت الغلبة للأداء الموجب لأسواق العينة، ففي ذلك الشهر، حقق 11 سوقاً أداء موجباً، بينما حقق 3 أسواق أداء سالباً، في حين كان أداء شهر يناير موجباً لـ 9 أسواق، وسالباً لـ 5 أسواق. وكانت حصيلة أداء أول شهرين من السنة الحالية، بناء على تقرير (الشال) 11 سوقاً في المنطقة الموجبة و3 أسواق في المنطقة السالبة، مما يعني ارتقاء سوقين من المنطقة السالبة في نهاية شهر يناير، إلى المنطقة الموجبة مع نهاية شهر فبراير.

وفي التفاصيل، فإن أكبر الرابحين في شهر فبراير كان السوق الأميركي الذي حقق مكاسب في شهر واحد بحدود 4.9 في المئة، ليستمر في كسر أرقامه القياسية، ومعظم الدعم له يأتي من وعود الرئيس "ترامب" بسياسات مالية توسعية، أي زيادة الإنفاق العام مع خفض الضرائب، رغم تحذير المجلس الاحتياطي الفدرالي "البنك المركزي الأميركي" بالبدء مبكراً في سياسات نقدية إنكماشية، أي تعجيل زيادة أسعار الفائدة. وثاني أكبر الرابحين كان السوق الهندي، وهو بلد بات يحقق أعلى معدلات النمو الاقتصادي للاقتصادات الناشئة، وثالث أكبر الرابحين هو السوق البحريني، وجاء استمراراً لأدائه الموجب والقوي في شهر يناير الفائت.

Ad

وجاء ترتيب أكبر الرابحين في أول شهرين من العام الحالي مختلفاً قليلاً، فإذا استثنينا مكاسب مؤشر الكويت السعري البالغة في شهرين نحو 18 في المئة، لأنه مؤشر قياس خاطئ، يظل أكبر الرابحين هو السوق الكويتي، الذي حقق مؤشره الوزني مكاسب بنحو 11.6 في المئة، رغم خسائر شهر فبراير، يليه سوق البحرين بمكاسب بنحو 10.6 في المئة، ثم السوق الهندي بمكاسب بنحو 8 في المئة.

السوق السعودي

أكبر الخاسرين في فبراير، كان السوق السعودي، الذي فقد مؤشره نحو -1.8 في المئة استمراراً لخسائر شهر يناير، ثاني أكبر الخاسرين كان السوق الكويتي، الذي فقد مؤشره الوزني نحو -0.8 في المئة، وثالث أكبر الخاسرين كان سوق دبي، الذي فقد مؤشره نحو -0.3 في المئة، أي إن الأسواق الثلاثة الخاسرة في شهر فبراير كلها من منطقة الخليج.

والحصيلة للأسواق في المنطقة السالبة منذ بداية العام الحالي، كانت، خسائر بحدود -3.3 في المئة للسوق السعودي ليحتل قاع المنطقة السالبة، ثم السوق الفرنسي وسوق مسقط ثاني وثالث المنطقة السالبة، وإن بخسائر طفيفة جداً وبحدود -0.1 في المئة للسوق الفرنسي و-0.05 في المئة لسوق مسقط.

والقراءة في أداء أول شهرين من العام الحالي، لا تصل بنا إلى خلاصة منطقية، فالسوق الكويتي في صدارة الرابحين، والسوق السعودي في قاع المنطقة السالبة، وبقية أسواق إقليم الخليج وتلك المتقدمة، متداخلة في الأداء ما بينهما.

وأكثر الأسواق المتأثرة افتراضاً بسياسات الإدارة الأميركية الجديدة، هي متقاربة في ترتيب الأداء، فالسوق الأميركي خامساً في الأداء الموجب، يليه مباشرة وسادساً السوق الصيني، ثم الألماني سابعاً، بينما الياباني والفرنسي ضمن المراتب الأربعة الأخيرة.

ذلك في تقديرنا يعكس حالة من غياب القدرة لدى المتعاملين على الوعي باحتمالات تطورات المتغيرات الكلية، يصاحبها رغبة في أخذ مخاطر لتحقيق مكاسب على المدى القصير.

ولا يبدو أن الأداء سيكون مختلفاً في شهر مارس، فخطاب نهاية الشهر الفائت للرئيس الأميركي، كان مختلفاً وباتجاه التهدئة، رغم ترديده لوعود الحملة الإنتخابية، لذا من المرجح أن يكون الاتجاه في شهر مارس هو غلبة الأداء الموجب لمعظم الأسواق، لكن، من دون مكاسب كبيرة للرابحة، أو خسائر كبيرة لتلك الأسواق الخاسرة.