سباق روسي - أميركي على «قسد»... واشتباك سوري - تركي

• نزوح 30 ألف مدني من ريف حلب
• إصابة قائد التدريب الروسي بتدمر
• دمشق تقر جدول «جنيف 5»

نشر في 05-03-2017
آخر تحديث 05-03-2017 | 00:05
انتشار قوات النظام في محيط مدينة تدمر القديمة أمس الأول    (أ ف ب)
انتشار قوات النظام في محيط مدينة تدمر القديمة أمس الأول (أ ف ب)
مع تمكن المحادثات السياسية في جنيف من التوصل إلى جدول أعمال واضح لجولة خامسة يجري التحضير لها هذا الشهر، تتجه الأنظار إلى مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تسابق النظام السوري وحليفته موسكو مع واشنطن على دعمها بقوافل إنسانية ومدرعات مصفحة.
في أوج التوتر والاشتباكات المتقطعة بين فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة (قوات درع الفرات) والمجموعات الكردية في الشمال السوري، تلقت قوات سورية الديمقراطية (قسد) دفعة جديدة من المدرعات والمقاتلين الأميركيين، غداة حصولها للمرة الأولى على دعم من نظام الرئيس بشار الأسد وحلفائه الروس يشمل قوافل إنسانية وسيارات مصفحة.

وبعد يومين من إعلان مجلس منبج العسكري، التابع لـ«قسد» عن اتفاق مع الجانب الروسي على تسليم القرى الغربية في ريف منبج لقوات حرس الحدود التابعة للنظام، وصلت قافلة جديدة من المصفحات الأميركية والمقاتلين الأميركيين أمس، إلى شمال منبج.

وقبل ساعات، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف ديفيس أن دمشق وحليفتها موسكو ترسلان «قوافل إنسانية إلى مدينة منبج تشتمل على سيارات مصفحة».

وإذ رفض التعليق على هذه المبادرة، شدد ديفيس على أن ما تريده واشنطن في الوقت الراهن هو أن تسعى «كل الأطراف» الموجودة في شمال سورية إلى «دحر تنظيم الدولة الإسلامية قبل كل شيء» وليس أن تتقاتل في ما بينها.

ومن شأن إرسال هذه القوافل، بما تشتمل عليه من سيارات مصفحة، إلى «قسد» يثني أنقرة، التي توعدت الخميس الماضي، بضرب الأكراد في حال لم ينسحبوا من منبج، عن تنفيذ تهديدها ودخول حليفي واشنطن في حرب مفتوحة.

تسليم واشتباك

وأكدت «البنتاغون» قيام حلفائها الأكراد بإبرام اتفاقات تنازلوا فيها عن أراض لروسيا ونظام الأسد، في خطوة اعتبر مسؤولون عسكريون أميركيون أن سببها لا يزال غير معروف، موضحين أنها تعني أن مستشاري «البنتاغون» الموجودين في المنطقة سيجدون أنفسهم أقرب إلى القوات الروسية وجنود النظام.

ومع تجدد الاشتباكات بين «قسد» والمعارضة المدعومة من تركيا في المناطق الواقعة غرب منبج وسط انتشار عسكري أميركي في شمالها، تمكنت فرقة «المنتصر بالله» المنضوية في صفوف غرفة عمليات «درع الفرات» أمس الأول، من أسر أربعة عناصر من مرتبات المخابرات الجوية التابعة لقوات الأسد وقتل آخر، بعد معارك بين الطرفين في محيط قرية السكرية شرقي مدينة الباب بريف حلب ونشر المكتب الإعلامي للفرقة صورة للأسرى.

نزوح وفرار

وفي تطور لافت، نزح خلال أسبوع أكثر من ثلاثين ألف مدني، معظمهم من النساء والأطفال، من ريف حلب الشرقي هرباً من كثافة القصف المدفعي والغارات السورية والروسية المواكبة لهجوم تشنه قوات النظام لطرد تنظيم «داعش»، الذي يخوض حالياً معارك على ثلاث جبهات، ضد النظام وحلفائه، و«قسد» وفصائل «درع الفرات».

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس، بأن معظم النازحين توجه إلى مناطق مدينة منبج وريفها، موضحاً أنه رغم خسائر التنظيم، فإنه لا يزال يحتفظ بسيطرته على مساحات واسعة في ريف حلب الشرقي غالبيتها عبارة عن قرى وبلدات صغيرة وأراض فارغة.

وبحسب المرصد، فإن من أبرز تلك البلدات دير حافر والخفسة، الواقعة غرب نهر الفرات، وتضم محطة لضخ المياه تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب، التي تعاني منذ نحو خمسين يوماً انقطاع المياه.

ألغام تدمر

وفي حين تواصلت عملية إزالة الألغام من تدمر في حمص، أفادت صحيفة «إزفستيا» على موقعها الإلكتروني، أمس الأول، بإصابة قائد إدارة التدريب العسكري الروسي في المنطقة الغربية الجنرال بيتر ميليوخين بجروح خطيرة نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مركبته بالمدينة الأثرية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية، أن الجنرال ميليوخين بترت قدماه وفقد عينه ونقل إلى موسكو بصورة عاجلة، وأنه يتلقى العلاج في قسم العناية المركزة في مستشفى بوردينكو.

وفي حماة، قتل 11 مدنياً على الأقل وأصيب أكثر من 45 شخصاً أمس جراء غارات، رجح المرصد أن تكون روسية، استهدفت سوقاً للماشية في قرية عقيربات الواقعة تحت سيطرة الجهاديين في الريف الشرقي.

مفاوضات جنيف

سياسياً وغداة إعلان مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا التوصل إلى جدول أعمال «واضح» من أربعة عناوين ستكون محور جولة خامسة سيدعو لها هذا الشهر، أكد كبير مفاوضي النظام بشار الجعفري أمس، أن الشيء الوحيد الذي تحقق في الجولة الرابعة التي دامت عشرة أيام هو الاتفاق على جدول أعمال، مشدداً على أن دمشق تريد التفاوض مع وفد موحد للمعارضة.

قال الجعفري، إن الملفات الأربعة في جدول الأعمال، التي أوضح ديميستورا أنها تشمل الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب، سيتم بحثها «في شكل متواز»، مضيفاً أن دمشق ما زالت تبحث ما إذا كانت ستعود للجولة القادمة.

واعتبر مندوب روسيا ألكسي بورودافكين أمس، أن ورقة المبعوث الأممي مقبولة بالنسبة لجميع أطراف العملية التفاوضية، مؤكداً أنها يمكن أن تمثل أساساً للعملية التفاوضية حول التسوية السلمية للأزمة.

back to top