الكويت تمر في منعطف عوج، وعليها أن تستعجل الخروج من عنق الغرشة التي وجدت نفسها فيها، بسبب المؤزمين، لتتفرغ لمواجهة التحديات.

والتحديات التي تواجه الكويت أشرس من الشراسة وأكبر من الكبر، نسأل الله العون... أول هذه التحديات المحافظة على الرقم العالمي في كمية الألعاب النارية، المسجل باسم الكويت في أحد احتفالاتها. وهو أمر قد يبدو لكم بسيطاً، لو نظرتم إليه من بعيد، لكنه لو تعلمون عظيم، فهو يتطلب شراء كراتين مكرتنة، وعلب معلبة، وكباريت، وعفاريت، ثم تجهيز المخازن التي تستوعب كل هذه الكميات، ثم توفير الحراسة عليها كي لا تُسرق، ثم البحث عن مسرح للاحتفال، وإحضار مذيع من ذوي الصوت الجهوري الأجش، وميكروفون، وسماعات، وقصة طويلة لا يُعرف أولها من آخرها ولا أمها من أبيها.

Ad

التحدي الآخر، هو الدخول في سباق مع الزمن لحل الأزمة المزمنة وإيجاد خلطة أسفلتية تمنع تطاير الحصى في الشوارع، وهو أمر توليه حكومتنا الرشيقة أهمية قصوى، لذلك قرأنا مئات التصريحات الرسمية عن هذا الأمر، وقد نسجل رقماً قياسياً عالمياً آخر في عدد التصريحات حول الخلطة السرية (هكذا أسمتها الحكومة) وقد لا نسجل. مقاليد الأمور في يد المولى، وعلينا أن نبذل الأسباب ونقبل النتائج، علينا أن نواصل التصريح ونترك الباقي على الخالق سبحانه.

ولن ننسى تصليح برادات المياه في المدارس، وتغيير الكراسي المتهالكة في المرافق الحكومية، ورصف شارع المضخة في المنقف، ثم إعادة طلائه، ثم تبديل حمامات البيوت الحكومية الجديدة، ثم وثم وثم...

التحديات استراتيجية وكبيرة وخطيرة، كما تعلمون، فهل نحن قدّها؟ لا شيء يصعب على الله، المهم ألا تبرد همّتنا، ولا يتضاءل عزمنا... والتوفيق بالله.