تمثل زهرة الياسمين التي تزرع في ضاحية مادوراي الهندية نمط الحياة فيها، وتجسد لوناً من ألوان الفن لا ينفصل عن التراث المحلي المرتبط بالعبادة والحكمة والثقافة المعاصرة والقديمة في الهند.وتقف دانا لاكشمي طوال اليوم بالقرب من موقف حافلات مدينة بيريار، وسط ضاحية مادوراي، وهي تحمل قلادات ملفوفة تفوح بالعطر من براعم بيضاء من زهرة الياسمين، التي تعرف محلياً باسم زهرة "ياسمين مادوراي"، وتتكون الواحدة من حوالي مئة زهرة تفوح بعبير أخاذ، ويتراوح سعرها بين 30 و40 روبية. وتبدأ لاكشمي يومها مع بزوغ الفجر، ولا تنتهي من عملها أحياناً قبل التاسعة مساءً.
ويعد منظر بائعي زهور الياسمين من أمثال دانا لاكشمي مألوفاً في هذه المدينة، التي تعتبر مزاراً شهيراً في ولاية تاميل نادو، حيث تنتشر فيها رائحة الياسمين العبقة التي تعد أهم ما يميز تلك المدينة.لكن الياسمين لا يزرع فحسب في مادوراي، بل يمثل أيضاً أسلوب حياة كاملاً، وهو يعد أيضاً شكلاً من أشكال الفن. ويضع كثير من النساء في تلك الولاية خيطاً من زهور الياسمين على شعورهن، كعلامة للحظ الحسن.وتظهر زهور الياسمين في رسوم ونحوت معبد قديم هناك، بينما وجدت نماذج وزخارف الياسمين طريقها إلى المجوهرات المحلية التقليدية، خاصة العقود، والحلقان، والأساور.ويزين المؤمنون بالهندوسية آلهتهم بباقات من الزهور، بينما لا تكتمل مراسم الزواج في المنطقة إذا لم تزين باقات الياسمين كل مكان في صالة العرس.وعلى الرغم من تعدد أنواع الياسمين في ولاية تاميل نادو، فإن زهور ياسمين مادوراي محبوبة بشكل خاص على الصعيدين المحلي والعالمي.
أخر كلام
الهندوس يزينون آلهتهم بالياسمين
05-03-2017