بعد نحو ثلاثة أيام من الزيارة الرسمية التي قام بها وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ديميتري روغوزين، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، رئيسة المجلس الفدرالي الروسي (الغرفة الأعلى للبرلمان)، فالينتينا ماتفيينكو، والتي تزور مصر على رأس وفد يضم عدداً من رؤساء اللجان وأعضاء المجلس الفدرالي.

المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير علاء يوسف، قال إن اللقاء بين الرئيس وماتفيينكو اتسم بما تتمتع به العلاقات المصرية- الروسية من تنوع وثراء، لافتاً إلى أن الرئيس أعرب عن أهمية ترسيخ الشراكة مع روسيا في مختلف المجالات اقتصادياً وتجارياً، عبر إقامة مناطق صناعية ومراكز لوجستية في مصر، التي تعتبر منفذاً متميزاً للمنتجات الروسية إلى الدول العربية والإفريقية.

Ad

وبينما تضمن برنامج الزيارة لقاء السيسي ورئيس حكومته شريف إسماعيل، ورئيس مجلس النواب علي عبدالعال، أكدت ماتفيينكو أن السلطات المصرية نفذت نحو 90 في المئة من الإجراءات المطلوبة، لاستئناف الرحلات الجوية الروسية.

وقالت خلال مؤتمر صحافي مع عبدالعال: «هذا الموضوع له خصوصية، فتحطم الطائرة الروسية كان مأساة في تاريخ روسيا، لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار جميع الإجراءات لتأمين المطارات».

وعلمت «الجريدة» أن الوفد الروسي ناقش أسباب رفض مصر التوقيع على وثيقة أمن المطارات. وأشار مصدر مُطلع إلى أنها تتحفظ على البند رقم (2)، الذي يُعطي لروسيا حق التفتيش داخل المطارات، وتطلب أن يكون التفتيش مشتركاً.

وأكد المصدر أن مصر تتحفظ أيضاً على البند رقم (5)، الذي يمنح الروس حق إنشاء مكتب أمني بمطاراتها، يكون من حقه متابعة عمليات التأمين داخلها، ويكون من حقه كتابة تقارير أمنية عن الأوضاع، مبيناً أن أجهزة الدولة تتمسك بأن يكون تفتيش الطائرات الروسية مشتركاً وليس مقصوراً على الجانب الروسي.

الباحث المُتخصص في الشأن الروسي، نبيل رشوان، قال: «كثرة الزيارات من قبل الجانب الروسي مؤشر على قرب اتخاذ قرار عودة العلاقات إلى ما كانت عليه من تحسن»، وتابع لـ«الجريدة»: «أتوقع صدور قرار استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا خلال الأسابيع المقبلة».

معسكرات اللاجئين

خارجياً، علمت «الجريدة» أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ناقشت مقترحاً يُلزم الجانب المصري إقامة معسكرات لاستيعاب مليون ونصف المليون لاجئ، مقابل مُساعدات ومنح مالية ومادية. وقالت مصادر مُطلعة: «هناك ضغوط أوروبية على مصر لإقناعها بقبول فكرة إنشاء معسكرات لاجئين في الجهة الغربية في البلاد المُطلة على البحر المتوسط».

ولفتت المصادر إلى أن ميركل ركَّزت خلال زيارتها الأخيرة على مناقشة المقترح، إلا أن الجانب المصري تحفظ على الاتفاقية، ووعد ببذل المزيد من الجهود لمنع الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.

كانت ميركل وصفت، خلال مؤتمر صحافي عقدته مع السيسي الخميس الماضي، مصر، بأنها دولة ممر إلى بلدان أوروبا، وأنه ينبغي دعمها في مجال التسليح البحري، لفرض المزيد من السيطرة على المنافذ البحرية لمنع الهجرة غير الشرعية، فيما أشارت تقارير غربية نشرت أمس، إلى أن ميركل توصَّلت خلال جولتها الأخيرة التي شملت مصر وتونس إلى اتفاق لمنع الهجرة غير الشرعية، مقابل دعم مادي إلى البلدين العربيين المطلين على المتوسط، يصل إلى 750 مليون يورو، لدعم القوات البحرية.

الاتحاد الأوروبي

وبينما يبدأ وزير الخارجية سامح شكري زيارة لبروكسل، اليوم، يلتقي خلالها 28 مسؤولاً بينهم وزراء خارجية دول «الاتحاد الأوروبي»، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق معصوم مرزوق، لـ«الجريدة»: إن مصر من الدول المُوقعة على اتفاقية 1951 المُتعلقة بدعم واستقبال اللاجئين، وهي بالفعل تستضيف نحو 5 ملايين لاجئ، وهذا عدد كبير جداً.

وأضاف مرزوق: «كل ما رشح من الجانب المصري يؤكد رفض الفكرة، لكنها تريد فقط دعماً لوجستياً من دول أوروبا المتضررة من الهجرة غير الشرعية لمنع الظاهرة أو الحد منها»، مُنتقداً القاهرة لعدم اهتمامها بإنشاء وكالة لدعم اللاجئين الموجودين لديها.

وزير الخارجية الأسبق، النائب البرلماني، محمد العرابي، استبعد وجود ضغوط أوروبية على مصر، لإلزامها باستقبال مزيد من اللاجئين، وفيما أعلن وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، اللواء فؤاد علام رفضه المقترح، رحب مساعد وزير الداخلية الأسبق، مجدي بسيوني، وقال لـ«الجريدة»: «فكرة رائعة تساعد على مراقبة اللاجئين من قبل أجهزة جمع المعلومات التي تجد صعوبة في رصد تحركات اللاجئين حال تم توزيعهم على المحافظات».

حرق منزل

ميدانياً، كثفت قوات إنفاذ القانون من وجودها في مناطق العريش وبئر العبد ورمانة والحسنة ونخل، عقب قيام مجهولين بإضرام النيران أمس في منزل مملوك لمواطن قبطي في حي المساعيد غرب العريش.

وذكر شهود عيان، أن «المجهولين أضرموا النيران في منزل مهجور مملوك لمنير الساحر بجوار المدرسة الفندقية».

وبحسب مصادر أمنية مُطلعة، وجهت الأجهزة الأمنية ضربة جديدة إلى الجماعات التكفيرية، عقب إلقاء القبض على ما يطلق عليه بـ«مفتي الجماعة»، دون أن يفصح عن المزيد من المعلومات المتعلقة بالعنصر الإرهابي، كما تم قتل عنصرين تكفيريين خلال حملة دهم في غرب العريش، فيما انخفضت مشاركة صيادلة شمال سيناء في انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة صيادلة مصر، أمس الأول، في مقر لجنة الانتخابات الخاصة بنقابة الصيادلة في محافظة الإسماعيلية، إحدى مدن القناة، حيث تم نقل المقر من العريش إليها، بسبب الظروف الأمنية.