خرج الوضع الساكن نسبياً في إقليم كردستان العراق عن هدوئه، بعد الصدامات المحدودة (الرمزية) بين الأكراد على حدود إيران وتركيا، والتي عكست بطريقة غير مباشرة حرص طهران وأنقرة على حسم بعض الخلافات استباقاً لمرحلة جديدة توشك أن تبدأ بمجرد نهاية "داعش".

طرفا النزاع في هذه الصدامات هما حزب الاتحاد الوطني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، الزعيم الكردي الذي يحظى بشعبية في كركوك والسليمانية على حدود إيران التي يعد حليفها التلقيدي، وإلى جانبه حزب العمال الكردستاني التركي الحليف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وطهران أيضاً.

Ad

وفي الطرف الآخر، يقف الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، الذي يحظى بشعبية في أربيل ودهوك امتداداً إلى سورية وتركيا التي بات حليفاً لها منذ أعوام.

الصدامات وقعت في شمال كركوك، إذ احتلت وحدات من بيشمركة طالباني، الخميس الماضي، محطة ضخ النفط الكبرى التي تربط العراق بموانئ تركيا، وأوقفت إمدادات النفط بضع ساعات، في خطوة يشير المراقبون إلى أنها تعني أن الأكراد المقربين لطهران أخذوا ضوءاً أخضر بالسيطرة على نفط كركوك وانتزاعه من حزب البارزاني.

وبعد يوم واحد تحركت بيشمركة البارزاني، الحليفة لتركيا، محاولة السيطرة على مدينة سنجار العراقية المحاذية لسورية وتركيا بهدف انتزاع جزئها الواقع تحت تصرف حزب "العمال الكردستاني" المقرب لنظام الأسد وطهران.

وحدث اشتباك بين "وحدات حماية سنجار" التابعة لحزب العمال الكردستاني و"وحدات روج آفا" الموالية لبارزاني، أسفر عن مقتل 7 من الأولى.

وتعد سنجار منطقة تاريخية تقطنها الطائفة الايزيدية التي انقسم شبابها في قتال "داعش" بين حزبي البارزاني و"العمال الكردستاني".

وامتدت هذه الصدامات إلى سورية، إذ اعتدى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يملك جناحاً عسكرياً قوياً، على مقرات تابعة لفرع حزب بارزاني وأحزاب متحالفة معه، واعتقل العشرات من النشطاء والقياديين.

يأتي ذلك في وقت تشهد منطقة منبج شمال سورية توتراً شديداً بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) الكردية القريبة من حزب العمال الكردستاني من جهة، وبين تركيا وفصائل "درع الفرات" السورية المتحالفة معها من الجهة الأخرى.