في مفاجأة من العيار الثقيل، صرّح رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أمس بأن أنقرة لا تمانع فرض سيطرة الجيش السوري الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد على مدينة منبج شمال البلاد، مؤكدا أن «الأراضي السورية يجب أن تكون للسوريين».

وقال يلدريم في تجمّع بمدينة سينوب: «لا ننظر كتطور سلبي إلى دخول الجيش السوري لمنبج وخروج وحدات الأكراد السوريين من المدينة، فالأراضي السورية يجب أن تكون للسوريين»، معتبرا مدينة منبج مفتاحية لحل الأزمة السورية.

Ad

وكان رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي أعلن الجمعة الماضي أنه «وفقا للاتفاقات التي تم التوصل إليها بمساعدة قيادة القوات الروسية في سورية، سيتم إدخال وحدات من القوات المسلحة التابعة للجمهورية العربية السورية بدءا من 3 مارس، إلى الأراضي التي تسيطر عليها وحدات الدفاع الكردية».

وقبله أعلن مجلس منبج العسكري الخميس اتفاقه مع الجانب الروسي على تسليم القرى الغربية في ريف منبج لقوات حرس الحدود التابعة للحكومة السورية.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركي إردوغان كان أعلن أن الهدف التالي لجيشه بعد الباب هو منبج إن لم يخرج الأكراد منها.

إلى ذلك، نزح نحو 66 ألف شخص جراء المعارك الأخيرة ضد تنظيم «داعش» في محافظة حلب بشمال سورية، بحسب ما كشف تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس.

ويتضمن هذا العدد «نحو 40 ألفا من مدينة الباب وبلدة تادف المجاورة، إضافة إلى 26 ألفا من شرق الباب» في محافظة حلب، وفقا للتقرير.

ومني الجهاديون بخسارة ميدانية بارزة قبل أكثر من اسبوع مع طردهم من مدينة الباب، ابرز معاقلهم في المحافظة بعد ان سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المعارضة القريبة منها في حملة «درع الفرات» التي بدأت في أغسطس الماضي.

وأفاد التقرير بأن 39766 شخصا نزحوا من المدينة وفروا شمالا إلى مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى معارضة، لا يزالون غير قادرين على العودة بسبب القنابل والألغام التي زرعها الجهاديون قبل انسحابهم.

وأضاف أن 26 ألفا آخرين هربوا منذ 25 فبراير من شرق الباب، حيث تقود قوات النظام السوري معارك ضد «داعش».

وفر عدد كبير من هؤلاء إلى مناطق محيطة بمدينة منبج التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وشاهد مراسل فرانس برس في منبج طوابير طويلة شكلتها عشرات العائلات على الحواجز الامنية على مداخل المدينة، حيث توافدوا في دراجات نارية وسيارات وحافلات صغيرة محملة بالاطفال الى جانب الحقائب والاكياس. وفتش عناصر قوات سورية الديمقراطية امتعة النازحين قبل اجازة مرورهم.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد بأن القوات السورية تسعى الى التوسع شمالا نحو بلدة الخفسة التي تضم محطة لضخ المياه تغذي بشكل رئيسي مدينة حلب التي تعاني منذ نحو خمسين يوماً من انقطاع المياه جراء تحكم الجهاديين بالمضخة.

وقصفت الطائرات السورية والروسية أمس مواقع الجهاديين لدعم القوات السورية البرية التي اصبحت على مسافة 14 كلم تقريبا من الخفسة بحسب المرصد. وأعلن المرصد أن «ثمانية من قوات النظام قتلوا في هجوم انتحاري قرب دير حافر الواقعة على الطريق الرئيسي بين حلب والرقة».

وأفاد أيضا بأن ستة أشخاص، بينهم خمسة أفراد عائلة واحدة، قتلوا في غارات جوية في محافظة ادلب شمال غرب.

على صعيد آخر، أعلنت وكالة انباء الأناضول أمس العثور على قائد الطائرة الحربية السورية الذي قفز بمظلة قبل تحطم طائرته السبت قبل الماضي في محافظة هاتاي على الحدود بين تركيا وسورية، مضيفة أنه على قيد الحياة وتم إسعافه، من دون تفاصيل إضافية.

إلى ذلك، قالت تركيا انها عثرت على الطيار السوري الذي تحطمت طائرته داخل الارضي التركية، وقال فصيل سوري معارض انه اسقطها. وأرسل الطيار الى المستشفى للعلاج، بينما قال نائب رئيس الوزراء التركي، نور الدين جانيكلي، إنه من المبكر الآن الحديث عن تسليمه لدمشق، لكن بلاده تبحث هذا الأمر.

في سياق آخر، أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أمس، أن بلاده تدعم بشدة العمليات الجوية الروسية في سورية، وأن طهران مستمرة في تعاونها مع الطيران الروسي في قاعدة «نوغة» في همدان غربي إيران.

وقال دهقان لوكالة «فارس نيوز» المقربة من الحرس الثوري إن «إيران لم تسلم أي قاعدة جوية لأي بلد، لكن فيما يتعلق بروسيا فإن طهران ستستمر في تعاونها بقاعدة نوغة مع الطيران الروسي طالما تقتضي ظروف المعارك بسورية».

وكان وزير الدفاع الإيراني قد شنّ هجوماً على روسيا في أغسطس الماضي، بسبب إعلانها استخدام هذه القاعدة.