افتتح أمس الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش ملتقى النحت الدولي الأول في المرسم الحر، بحضور الأمين العام علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة محمد العسعوسي.

وتستمر فعاليات الملتقى حتى 20 مارس الجاري ويشارك فيه نخبة من فناني النحت في العالم منهم البرازيلي الشهير المقيم في إيطاليا برينلو ريناتو، وزدرفاجو تسيننانوف من بلغاريا، وخليل الكلباني من عُمان، وطلال الطخيس من السعودية، ومحمد العادي من المغرب، ومن البحرين يشارك النحات فؤاد الفلاح.

Ad

ويشارك في الملتقى أيضا نخبة من النحاتين الكويتيين، منهم فهد الهاجري وجاسم بوحمد وعبدالحميد إسماعيل، وضيوف الشرف النحاتين عباس مالك وسامي محمد وخزعل القفاص.

وأكد د. بدر الدويش ان هذا الملتقى يؤكد دور الكويت الثقافي والفني، ويأتي في اطار حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على أن تنتقل خبرات الرواد أمثال جاسم بوحمد وسامي محمد وفواز الدويش وكثيرين في هذا النوع من الفن كذلك الشباب الكويتيين الذين يحبون أن يطوروا خبرتهم ويُمنحوا هذه الفرصة، لاسيما في وجود خبرات من النحاتين الكبار العالميين والعرب، الذين دُعوا للمشاركة.

وذكر الدويش أن عددا كبيرا من المنحوتات التي ستكون نتاج هذا الملتقى، ستعرض في المراكز المهمة في الكويت مثل مجلس الوزراء ومجلس الأمة والديوان الأميري، وستوفر نقطة ارتكاز جمالية لهذه الأماكن.

وأشار د. الدويش إلى أن المجلس الوطني شدد على الفنانين المشاركين في الملتقى بضرورة مراعاة تقاليد المجتمع في اعمالهم، وهم يعرفون ما هو مطلوب لهذا الإبداع، لذا سينحتون أشكالا تجريدية تمثل التراث والقيم الكويتية والعالمية، والمنحوتات ستكون لرموز معمارية في الكويت كقصر السيف.

وشدد على أن المجلس الوطني يضع للفنانين خطوطا ولا يدخل في التفاصيل والجزئيات، لأنه لا يمكن أن يكون هناك إبداع في ظل أي وصاية.

وأوضح أن «استخدام خامة الخشب خطوة أولى، وتباعا سيكون هناك خامات أخرى، ولكن حرصنا على الخشب لسهولة عمل المنحوتة».

وبين الدويش أن «الملتقى سينعقد كل عامين، لذا يمنح قاعدة مهمة للانطلاق، وما يقوم به المجلس الوطني المنظم والمشرف والمجلس الأعلى للتخطيط الذي يشرف على تنفيذ خطط الثقافة واعتماده لهذا المشروع عمل يستحق التقدير، كما أننا نتمنى التوفيق للجميع، ونؤكد مرة أخرى أن الكويت بهذا الإنجاز تؤكد مكانتها الثقافية والحضارية».

وبدوره قال محمد العسعوسي إن النحت من الفنون الأصيلة، والكويت عرفت العديد من النحاتين الكويتيين، كما أن تنظيم الملتقى الآن يعتبر استكمالا للمشهد التشكيلي بعد أن تجذر وأصبح علامة مميزة على الخريطة العربية والعالمية.

ولفت إلى أن تنظيم الملتقى باستضافة هذه المجموعة المختارة من الفنانين يؤكد اهتمام الكويت ممثلة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالفنون باعتبار أن النحت أحد هذه الاتجاهات الكويتية ويستحق كل هذا التقدم.

وشدد العسعوسي على أن «دولة الكويت تعطي أهمية كبرى للفنون كجزء أساسي من أساسيات بناء المواطن الكويتي، ولا أظن أن هناك معارضة في هذا الموضوع».

وعن نتاج الملتقى يقول: «هناك 20 منحوتة سينتجها النحاتون في نتاج الورشة هي لا تعبر فقط عن الموروث ولكنها تعبر عن أدوار إنسانية ورموز اجتماعية، إضافة إلى البعد عن فكرة التجسيد، كما أننا طرحنا فكرة الحرية للفنان لما يختاره من أعمال داخل الإطار العام للعادات والتقاليد واختياره للموضوع بحرية، كما أننا بحاجة لمجموعة من المبادرات ووضعها في أماكن يستطيع الإنسان الكويتي يراها في كل وقت».

ومن جانبه، اشاد النحات عبدالحميد إسماعيل «بمبادرة المجلس الوطني في إقامة هذا الحدث الكبير الذي نتمنى له كل النجاح، وأعتقد أن الفنانين المشاركين في هذا الملتقى سيقدمون خبرات كبيرة».

ويرى إسماعيل أن «النحات الكويتي له متطلبات صعبة نتمنى أن تتبناها الدولة، كما أننا نطمح إلى رؤية أعمالنا في الميادين وأن تنتشر أعمال النحات الكويتي، ونأمل من المجلس الوطني أن يتبنى هذا المفهوم، كما أننا غير مقيدين ولنا الحرية فيما نقدم».

ويرى فهد الهاجري أن «هذا الملتقى الذي دُعي إليه مجموعة من النحاتين الكبار مميز وسنستفيد من مشاركتهم وأعمالهم معنا».

وأضاف الهاجري أنه سيقدم في الملتقى منحوتة تجريدية تمثل دور الإنسان الكويتي في المجتمع، «وأتمنى أن تكون هناك نصب تذكارية في ميادين الكويت تخلد اسم النحات الكويتي».