في خضم التطورات الميدانية المعقدة التي شهدتها محافظة شمال سيناء ووسطها خلال الأيام القليلة الماضية، وأبرزها نزوح عشرات الأسر القبطية نتيجة توعدهم من تنظيم ما يعرف بـ "ولاية سيناء"، الفرع المصري لتنظيم "داعش"، تحدثت مصادر أمنية لـ "الجريدة" عن انتصارات كبيرة حققها الجيش المصري بالاشتراك مع عناصر الشرطة المدنية خلال عمليات دهم لجبل الحلال الذي يقع على بعد نحو 60 كيلومترا من مدينة العريش عاصمة شمال سيناء.

وعلمت "الجريدة" من مصدر أمني مطلع أن "الجبل الذي يقع في نطاق المنطقة ج، منزوعة السلاح، يحوي مغارات وكهوفا وشقوقا يصل عمقها إلى نحو 300 متر بات معظمها في قبضة الجيش، وأن اعتداءات التنظيم الإرهابي على الأقباط رد فعل على نجاحات الجيش".

Ad

ولفت المصدر إلى أن "القوات اكشتفت كهوفا في الجبل فيها سبل إعاشة كاملة من مياه صالحة للشرب وأغذية، إلى جانب ضبط مولدات كهربائية ومكيفات هواء وأجهزة اتصالات تعمل بتقنية عالية يمكنها إجراء اتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، وجوازات سفر لأشخاص غير مصريين ومبالغ مالية من عملات أجنبية مختلفة، وكميات كبيرة من السلاح والمواد المتفجرة"، وتابع: "شرفاء سيناء دعموا الجيش في التعرف على أسرار الجبل".

وأوضح الخبير الاستراتيجي، اللواء حسام سويلم، مدى خطورة ترك جبل الحلال في أيدي العناصر الخارجة على القانون، وقال لـ "الجريدة": "الجبل بات مأوى لتجار المخدرات والعناصر الإرهابية وعناصر البدو المشمسين، المطرودين من القبيلة، وسيطرة الجيش على الجبل ضرورية".

ولفت سويلم إلى أن "تلك العناصر تستخدم الجبل في عمليات التهريب وتخزين المواد المتفجرة والذخائر، فضلا عن أن الفترات الماضية شهدت زيادة اتجار تلك العناصر في مخلفات الحروب التي شهدتها سيناء عامي 1956 و1973"، مشيرا إلى أن "الجيش ضبط خلال دهمه الجبل مراكز قيادة ومخابئ في كهوف الجبل التي تصل إلى نحو 300 كهف".

ووصف القيادي السابق في تنظيم "الجهاد"، نبيل نعيم، جبل الحلال بـ "المحمية الطبيعية للعناصر الإرهابية"، لافتا في تصريحات لـ "الجريدة" إلى أن "العناصر التكفيرية تلجأ للاختباء في الجبل، كون الضربات الجوية عديمة التأثير، وأن السيطرة على الجبل لن تكون إلا عبر عمليات الدهم، وهو ما قام به الجيش"، وقال: "الجبل به مجار مائية كبيرة مخزنة من مياه السيول، يستخدمها التكفيريون في الشرب وزراعة بعض المحاصيل مثل البطاطس"، وأشار إلى أن سيطرة الجيش على الجبل بمنزلة ضربة قاصمة للإرهابيين، خاصة أن هناك تقارير تتحدث عن توصل الجيش لمركز قيادة التنظيم في الجبل.