«رساميل»: زيادة مرتقبة لأسعار الفائدة الأميركية

واصلت أسواق الأسهم العالمية خلال الأسبوع الماضي أداءها الجيد واتجاهها التصاعدي حيث سجل مؤشر MSCI العالمي ارتفاعاً بنسبة %0.4. وقد شهد الأسبوع تسجيل أسواق الأسهم الأوروبية الأداء الأفضل بالمقارنة مع الأسواق الأخرى وذلك بعدما حقق مؤشر Stoxx 600 مكاسب بنسبة %1.4، كما حقق كل مؤشر DAX الألماني وFTSE البريطاني وسوق الأسهم السويسري مكاسب بنسبة %1.8 في وقت ارتفع فيه مؤشر CAC الفرنسي بنسبة %3.1.

أما في الولايات المتحدة فقد حققت أسواق الأسهم مكاسب بفضل الزيادة الوشيكة في أسعار الفائدة المتوقعة خلال مارس الجاري وتحسّن أرباح شركات مؤشر S&P 500.

وحسب التقرير الأسبوعي الصادر عن شركة رساميل للاستثمار، فإن المستثمرين تابعوا يوم الجمعة عن كثب الكلمة التي ألقتها رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي جانيت يلين في محاولة لقراءة ما بين السطور وتحليل كلمتها لمعرفة ما إذا كانت قضية رفع أسعار الفائدة ممكنة خلال الشهر الجاري، وتوصل المستثمرون مع انتهاء كلمة يلين إلى قناعة بأن الاحتياطي الفدرالي الأميركي سيعمد إلى رفع أسعار الفائدة في شهر مارس الجاري، وبالإضافة إلى ذلك، ومن خلال اختيارها للكلمات، فإن الأسواق تعتقد أن الفدرالي الأميركي سيقوم برفع أسعار الفائدة أربع مرات خلال هذا العام وذلك بعدما كان متوقعاً رفعها ثلاث مرات فقط. وقالت رئيسة الفدرالي الأميركي إن الانتظار فترة طويلة جداً قبل رفع أسعار الفائدة قد يؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد أو يدفعه إلى الركود، مشيرة إلى أن احتمال رفع أسعار الفائدة في مارس الجاري قد يكون مناسباً في حال واصل الاقتصاد مسيرته الإيجابية.

وتساعد مؤشرات الاقتصاد الكلّي على تحديد ما إذا كان الاقتصاد لا يزال على مساره، خصوصاً أنها توفر صورة وصفية عن الوضع وتعكس حالة الاقتصاد، وفي هذا المجال فقد شهد الأسبوع الماضي إصدار مجموعة من البيانات الاقتصادية التي أظهرت وصول طلبيات السلع المعمّرة وطلبيات السلع الرأسمالية إلى مستوى أعلى مما كان متوقعاً، أما البيانات الخاصة بالاستهلاك الشخصي فقد تجاوزت أيضاً التوقعات، كما فاقت البيانات الخاصة بثقة المستهلكين في الولايات المتحدة التوقعات.

ومما لا شك فيه أن هذه البيانات الإيجابية التي تجاوزت التوقعات ترسم صورة متفائلة لوضعية أسواق البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة، وبناء على ذلك فإن مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي يرى إيجابيات كثيرة في مؤشرات الاقتصاد الكلي التي تم نشرها خلال الأسبوع الماضي، وفي حال استمرت على هذا النحو حتى الاجتماع المقبل للجنة السياسات المفتوحة في البنك المقرر يومي 14 و15 الجاري فإن إمكانية رفع أسعار الفائدة خلال هذا الشهر ستكون مرتفعة.

أوروبا

أما في أوروبا فقد حقق مؤشر STOXX Europe 600 مكاسب بنسبة ٪1.4 الأسبوع الماضي، بعد أن وصلت المعنويات الاقتصادية في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها في غضون ست سنوات مدفوعة في الغالب من قبل القطاع الصناعي التي ارتفعت فيه مستويات الإيجابية إلى أعلى مستوياتها. وبفعل بيانات اقتصادية نشرت الأسبوع الماضي ارتفع استقرار معدل التضخم في إسبانيا عند مستوى ٪3، الأمر الذي انعكس على مؤشر IBEX الإسباني الذي حقق مكاسب بنسبة ٪3.53 للأسبوع، وكان ارتفاع التضخم موضوعا مشتركا في منطقة اليورو بعدما أدى ارتفاع الأسعار مدفوعاً بأسعار الطاقة إلى اقتراب التضخم من المعدل المستهدف للبنك المركزي الأوروبي، وبذلك يكون معدل التضخم في أسعار المستهلكين قد وصل إلى المستوى المستهدف للمرة الأولى في غضون أربع سنوات.

وفي أخبار الشركات فقد أعلنت شركة Almirall الإسبانية لصناعة الأدوية عن تحقيق إيرادات بقيمة 764 مليون يورو، متجاوزة بذلك تقديرات المحللين التي كانت تتوقع وصول الإيرادات إلى 752 مليون يورو، إلا أن ربحية سهم الشركة لم تتوافق مع التقديرات وذلك بسبب تكاليف عمليات الاستحواذ التي نفذتها، وقد وصلت ربحية سهم الشركة إلى 0.48 يورو بالمقارنة مع التقديرات التي كانت تتوقع وصولها إلى 0.56 يورو، كما حققت شركة ENGIE الفرنسية، الناشطة في مجال تزويد الغاز الطبيعي والطاقة، أداء جيداً خلال العام الماضي بعدما تجاوزت إيرادات الشركة التقديرات. وقد ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة ٪11.21 خلال الأسبوع، وبنسبة ٪4.63 منذ بداية العام.

بدورها أعلنت شركة أنظمة المكابح Brembo عن نمو مبيعاتها بنسبة ٪11 في عام 2016، وقد شهد سهم الشركة ارتفاعاً بنسبة ٪14 منذ بداية العام وحتى الآن، وتعمل الشركة على تزويد أنظمة المكابح لفريق لسيارات فيراري وغيرها من السيارات ذات المستوى الأرفع، أما في ألمانيا فقد أشار بيان غير رسمي من قبل موظفين لم يكشفوا عن هويتهم اقتراب Deutsche Bank من زيادة رأس المال بأكثر من 10 مليارات يورو عن طريق طرح أسهم وبيع جزء من وحدة إدارة الأصول، ومن شأن هذه الزيادة إذا حصلت تعزيز وضعه بدلا من بيع وحدة Postbank التابعة له، ويخطط البنك حالياً للتركيز على إعادة دمج الأعمال المصرفية الاستهلاكية.