الرئيس الأميركي دونالد ترامب... ملك «بالم بيتش»!

نشر في 07-03-2017
آخر تحديث 07-03-2017 | 00:03
يسهل الوصول إلى دونالد ترامب: يكفي أن نملك 200 ألف دولار لنصبح جزءاً من ناديه الحصري «مارالاغو»! منذ انتخابه، زاد طلب الانتساب إلى الأخير بنسبة قياسية وارتفعت الأسعار. يستفيد كريستوفر رودي، مالك ومؤسس المجموعة الصحافية المحافِظة «نيوز ماكس»، من العروض الخاصة بالأعضاء القدامى، وهو يُعتبر صديق الرؤساء.
«باري ماتش» وتقرير مشوّق عن رئيس البيت الأبيض وشغفه «ببالم بيتش».
بحلول الساعة الثامنة من إحدى الأمسيات في «مارالاغو»، وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى النادي مع زوجته ميلانيا. مبتسماً كان يمشي بخطوات بطيئة نحو طاولته، فيما بدا حراسه الشخصيون خلفه أشبه بحاجز شفاف لا يمنع الناس من رؤيته.

نهض الجميع لإلقاء التحية على الرئيس. هكذا هي الحياة في «مارالاغو»!

معقل الأثرياء

جزيرة «بالم بيتش» التي تشمل 10 آلاف نسمة تُعتبر أبرز معقل لأصحاب المليارات في الولايات المتحدة. لا يستطيع أن يدخل إليها أيٌّ كان، والمال ليس كافياً للحصول على هذا الامتياز، بل يجب أن يتمتّع الشخص بأصلٍ عريق.

بنى رجل الأعمال النافذ في مجال البترول هنري فلاغلر أول منزل يشبه الفنادق الباريسية في بداية القرن العشرين. وفي عام 1933، اشترى رئيس الولايات المتحدة السابق جون كينيدي فيلا لاتينية التصميم في جادة «نورث أوشن».

شروط صعبة

لطالما كان أصحاب المليارات يزدرون بدونالد ترامب، لكنهم لم يهدفوا بذلك إلى إثارة استيائه. ذكر الرئيس في كتابه Surviving at the Top (الصمود في المراتب العليا) أنه كان يكره الورثة دوماً لكنه تناسى بذلك أنه واحد منهم، إذ جمع والده ثروته من عمله في مجال العقارات.

كانت مشكلة ترامب الحقيقية تتعلّق بالرسوم الباهظة لصيانة المنازل. لذا حاول في البداية أن يقسم عقاره إلى مساحات متعددة، ثم قرّر تحويله إلى نادٍ خاص.

في «بالم بيتش»، تدور الحياة الاجتماعية في أماكن مماثلة، لكن شروط الدخول صعبة جداً. وحدهم الأشخاص الأنغلوسكسونيون البيض والمنتمون إلى طائفة البروتستانت يستطيعون الدخول، فيما يُمنع اليهود مثلاً، مع أنهم أسسوا نادي «بالم بيتش كانتري كلوب» حيث يشكّلون الغالبية حتى الآن.

الحسابات المصرفية

لكن يتميّز نادي «مارالاغو» منذ نشوئه عام 1995 باستقباله جميع الناس (تقريباً) من دون التمييز بينهم على أساس العرق أو الدين. وحدها الحسابات المصرفية والعلاقات النافذة مؤثرة.

بدأ ترامب بحفر نفق يصل إلى المحيط مباشرةً وأضاف زينة ذهبية إلى أعلى الأعمدة في صالة الرقص على الطريقة الفرنسية من القرن الثامن عشر، فضلاً عن أنه بنى صالة ثانية في الحديقة. باختصار، تُعبّر تفاصيل المكان كافة عن شخصيته.

كذلك لا يتحمّل ترامب أن ترفض له البلدية أي طلب. في أحد الأيام وضع علماً أميركياً عملاقاً على المساحة العشبية في عقاره، فاعتبرته البلدية عالياً جداً. وافق على إزالة السارية لكن بقي العلم ظاهراً. على صعيد آخر، يكرهه كثيرون بسبب ميله إلى عدم دفع فواتيره. مع ذلك، من بين أصحاب المليارات في «بالم بيتش» ثمة من لا يكنون له مشاعر البغض، إذ صوّت 55% من الناخبين في الجزيرة لصالحه في عام 2016. لكن يستاء بعض الجمهوريين من نزعته الشعبوية.

أصبحت منطقة «بالم بيتش» اليوم جنّة بالنسبة إلى أصحاب المليارات أكثر من أي وقت مضى وتشمل المنطقة شرطة فاعلة جداً. كان مايكل جاكسون بحث يوماً عن عقار له في هذه المنطقة لكنه لم يهتم إلا بقصر «بريكرز» الشهير الذي يشمل 538 غرفة ولم يكن للبيع.

منذ سنة، باعت شركة عقارات تسعة منازل ضخمة بأكثر من 15 مليون دولار. تذكر صحيفة «بالم بيتش ديلي نيوز» المحلية الضرائب العقارية المفروضة على أصحاب المليارات من أمثال نيلسون بيلز وهنري كرافيس. ومنذ شهر، اشترى الخبير المالي كين غريفين فيلا مقابل 85 مليون دولار. يأتي معظم الناس الذين يملكون عقارات في هذا المكان من «وول ستريت» ومن صناديق التحوط. لكن يبقى الفنانون نادرين، من بينهم الكاتب ريتشارد باترسون الذي يملك منزلاً جميلاً ومُطِلاً على المحيط يعود إلى فترة العشرينيات. كذلك، أُعيد بيع منزل جون لينون حديثاً مقابل 23 مليون دولار. باختصار، يمكن اعتبار «بالم بيتش» نقيضاً لهوليوود.

في هذا العالم، يشعر ترامب بأنه سمكة كبيرة في الماء ويعتبر «مارلاغو» عائلته، بحسب قول توني هولت كرامر المنتسِبة بدورها إلى النادي. كانت هذه المرأة «الاشتراكية» مقدِّمة ومنتِجة سابقة في كاليفورنيا وأنشأت حركة داعمة لترامب وتظنّ أن فرص مارين لوبان في فرنسا جيدة.

مهبط طائرة خاص

في عام 2015، طالب ترامب بمبلغ 100 مليون دولار كتعويض من دار البلدية بسبب ضجيج الطائرات التي تمرّ فوق عقاره. منذ أنتخب رئيساً، حين يأتي إلى «بالم بيتش» تصبح السماء منطقة جوية محظورة لأسباب أمنية. سيستفيد الآن أيضاً من مهبط طائرة خاص به وحده، ما يتعارض مع التقاليد المحلية الشائعة كافة.

حقق دونالد ترامب حلمه أخيراً: أصبح الرئيس الأميركي الراهن ملك «بالم بيتش»!

منطقة «بالم بيتش» اليوم أصبحت جنّة بالنسبة إلى أصحاب المليارات

في «بالم بيتش» يشعر ترامب بأنه سمكة كبيرة في الماء
back to top