«سناب شات»... منافس «فيسبوك» الجديد!

نشر في 07-03-2017
آخر تحديث 07-03-2017 | 00:04
No Image Caption
يحقّق تطبيق «سناب شات» رواجاً هائلاً بين مواقع التواصل الاجتماعي، ويبدو أن الشركة المسؤولة عنه تتمتّع بالخصائص كافة التي تسمح لها بالتألق وبجذب مزيد من المستثمرين.
يجذب تطبيق «سناب شات» فئة الشباب خصوصاً، ويستميل محبّي صور «السلفي» الذين يريدون الابتعاد عن مراقبة أهاليهم وأفراد عائلاتهم على موقع «فيسبوك».

عند فتح التطبيق، تشتغل كاميرا الهاتف لالتقاط صورة ذاتية أو تسجيل لقطة مع مؤثرات خاصة (تغيير الوجه والصوت)، أو مع فلاتر (شعارات، رسوم). بعد ذلك، يكفي أن يشارك المستخدم أصدقاءه تصميمه قبل أن يختفي المحتوى بعد مشاهدته.

بدأ هذا التطبيق يزعج «فيسبوك». يتفوّق ابتكار مارك زوكربيرغ على «سناب شات» في عدد المستخدمين (أكثر بثماني مرات تقريباً) وقيمته في السوق (أكثر بسبعين مرة)، لكن بدأ «فيسبوك» يفقد زخمه بين فئة الشباب. لذا تراقب الأسواق المالية في الفترة الأخيرة شركة «سناب» المبتدئة كي تعرف مدى قدرتها على منافسة الشبكة العملاقة.

مقاربتان مختلفتان

ينزعج المستثمرون من ابتعاد مخترع «سناب شات» عن الأضواء حتى الآن، ورفضه تقديم معلومات مفصّلة. أصبح إيفان سبيغل (26 عاماً) أصغر شاب ملياردير في عالم التكنولوجيا بعدما اخترع التطبيق في عام 2011. كذلك يرفض تحديد أي هدف منظور أو التكلّم عن الأرباح المستقبلية بعدما خسرت شركة «سناب» 481 مليون يورو في عام 2016.

يعود مبدأ السرية في الأصل إلى سياسة الشركة المبتدئة التي نشأت في صيف عام 2011 تحت اسم «بيكابو». كان التطبيق حينها مجرّد مشروع دراسي أطلقه ثلاثة طلاب في كاليفورنيا. ثم تعاون سبيغل معهم وغيروا الاسم إلى «سناب شات»، وسرعان ما بدأ التطبيق ينافس «فيسبوك». لا تُطلَب معلومات شخصية عند التسجيل، ولا يظهر إعلان على الشاشة، وتختفي الصور المتبادلة بين الأصدقاء بعد مشاهدتها. فيما يسعى سبيغل إلى حماية خصوصية المستخدمين، يعتبر زوكربيرغ أن الحياة الخاصة لم تعد جزءاً من المعايير الاجتماعية المعاصرة. يستعمل الشابان إذاً مقاربتين مختلفتين بالكامل في طريقة استكشاف المعطيات الشخصية. لكن مع توسّع شركة «سناب» وزيادة شهرتها، تلاحقت الاكتشافات المحرجة عن حياة سبيغل الخاصة.

في عام 2014، تسرّبت رسائل تشير إلى نيّته إعادة شراء شركة مبتدئة جديدة فضلاً عن مشاريع سرية أخرى لا يعلم بها معظم العاملين لديه، من بينها تطوير نظارة متصلة بالإنترنت لتصوير الفيديوهات أو إنشاء شركة موسيقية. اعترف سبيغل بأنه امتعض من كشف هذه المعلومات، وهو لا يتقبل أن يسرق الناس أسرار الآخرين وينشروها.

في المقابل، يعتبر مارك زوكربيرغ أن الشفافية وحدها تستطيع جعل المجتمع أكثر تسامحاً. لذا يحرص الأخير على إبلاغ فريقه بمشاريعه خلال جلسات يتبادل فيها الحاضرون الأسئلة والأجوبة.

نقاط مشتركة

لكن لم يمنع هذا الاختلاف في وجهات النظر الشابين من اللقاء. هما يتقاسمان عدداً من النقاط المشتركة كالثروة واستعمال وسائل الإعلام، وواجها معاً قضايا رفعها ضدهما شركاء سابقون. عرض زوكربيرغ ثلاثة مليارات دولار للاستيلاء على التطبيق الجديد، لكن رفض سبيغل العرض. منذ ذلك الحين، تغيّرت استراتيجية «فيسبوك» ولا تكفّ الشبكة العملاقة عن نسخ بعض الخصائص التي اشتهر بها منافسها.

يجد البعض صعوبة في فهم ما دفع سبيغل إلى رفض ذلك العرض المغري، لكن يتفنّن الأخير في صرف الأموال. في هذا السياق، تكشف وثائقه عن ارتفاع مصروف جيبه إلى 250 يورو في الأسبوع حين كان في عمر السابعة عشرة، بعد طلاق والديه. لكنه لم يكتفِ بهذا القدر. بطلبٍ من والده، وضع ميزانية شهرية لمصاريفه بحسب مشاريعه ورحلاته وملابسه وكلفة صيانة سيارته... سرعان ما بات يحتاج إلى ألفي يورو شهرياً. وحين طلب سيارة باهظة ورفض والده طلبه، انتقل إلى منزل والدته التي اشترت له سيارة أحلامه بالتقسيط. بعد بضعة أيام، أوقف بتهمة القيادة بسرعة تتجاوز الحدود المسموح بها.

سبيغل الغامض

أثرت هذه الحوادث كلها في صورة الشاب الذي يعتبره البعض شخصاً مادياً ومتعجرفاً، وصاحب نزوات. لكن يؤكد أحد المقربين منه أنه يختلف كثيراً عن الصورة التي يأخذها الناس عنه.

يظهر سبيغل في مناسبات نادرة مع حبيبته العارضة ميراندا كير، لكنه يحافظ على خصوصية علاقته بها ولم ينشر أي صور لخطوبته منذ فترة قصيرة.

بالنسبة إلى تطبيقه، فإنه رغم الشهرة كلها لم ينتشر تطبيق في أوروبا بقدر انتشاره في الولايات المتحدة، لذا يحتاج سبيغل إلى استمالة المعلنين والمستخدمين لتحسين وضعه هناك. إذا بقي النمو ضعيفاً وتكررت الخسائر، قد يختفي بالسرعة التي تختفي فيها منشورات «سناب شات»!

back to top