بعد نحو أسبوعين من توليه حقيبة وزارة التربية والتعليم، انتقد الوزير المصري طارق شوقي، نظام امتحانات «البوكليت» الذي أقره سلفه الهلالي الشربيني، قبيل مغادرته الوزارة، وهو نظام يجمع الأسئلة والإجابة في ورقة امتحان واحدة، ويعتمد على الإجابة بطريقة الاختيار بين الصح والخطأ، دون أسئلة مقالية، لكن شوقي أثار مؤخراً حالة جدل بوصفه فكرة هذا النظام بالـ«عبيطة».

وفي حين اعتبر مراقبون أن الهدف الرئيس من تطبيق نظام «البوكليت»، هو القضاء على ظاهرتي الغش وتسريب الامتحانات، خاصة في مرحلة الثانوية العامة، التي تشهد تفعيل هذا النظام للمرة الأولى نهاية العام الدراسي الحالي، مطلع يونيو المقبل، فإن الوزير الجديد قال في تصريحات له، خلال مؤتمر صحافي، في جامعة القاهرة مطلع الأسبوع الجاري: «كثرة الحديث عن البوكليت غير مطلوبة، لأنه فكرة عبيطة (ساذجة)».

Ad

وقوبلت التصريحات الأخيرة بحالة من الدهشة من جانب طلاب الثانوية وأولياء أمورهم، الذين كانوا ولايزالون ينتقدون «البوكليت»، واعتبر البعض أن تصريح الوزير كان صادماً، لأنه يتهكم من نظام أقره الوزير السابق، بما يعكس إصدار قرارات وزارية غير مدروسة.

إلى ذلك، رفض وكيل لجنة التعليم في البرلمان، عبدالرحمن برعي، تصريحات الوزير، مؤكداً أن نظام «البوكليت» تم إقراره بناءً على دراسات علمية للحد من ظاهرة الغش الإلكتروني وتسريب الامتحانات، بالإضافة إلى أنه متبع في كثير من دول العالم، مشيراً أن اللجنة البرلمانية تنتظر التعرف على رؤية الوزير بشأن تطوير التعليم وأرسلنا تكليفاً رسمياً للوزير لكي يحضر إلى البرلمان لكنه لم يستجب.

بينما أكد الخبير التربوي كمال مغيث، أن تصريحات الوزير تمثل رأيه الشخصي، لأن «البوكليت» أُقر في عهد الوزير السابق، بما يشير إلى أن الوزير الحالي يسعى إلى تطوير المنظومة فعلياً وليس شكلياً، حيث إن «البوكليت» ليست له صلة بتطوير التعليم، بل مجرد تغيير لشكل الامتحان دون تغيير المناهج وطرق التدريس، مضيفاً: «اللافت أن الوزير لم يسع لإلغاء البوكليت، ما يشير إلى أن مصدر الفكرة جهات سيادية تصر على تطبيقه في الثانوية العامة».

في السياق، قالت مؤسسة «تمرد على المناهج التعليمية»، عفاف عدوي، إن أولياء الأمور والطلاب مصدومون من عدم استجابة الوزير لمطلبهم بإلغاء «البوكليت»، موضحة أن الطلاب استسلموا للأمر الواقع عقب فشل المناقشات مع الوزير، وقالت لـ«الجريدة»: «أخطاء الوزراء يتحملها الطلاب وأولياء الأمور، لأنهم هم الذين يتحملون نتائج الفشل في النهاية، ويجب أن تكون هناك استراتيجية واضحة لتطوير التعليم».