برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، احتفلت جامعة الكويت، صباح أمس، بتخريج أوائل الطلبة الخريجين المتفوقين من الدفعة الـ46 للعام الجامعي 2015/ 2016، وكذلك احتفالها بمناسبة ذكرى اليوبيل الذهبي لإنشائها، وذلك على مسرح الشيخ عبدالله الجابر في الحرم الجامعي بالشويخ، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وحشد من الشخصيات الرسمية والجامعية.

وبهذه المناسبة، عبر وزير التربية وزير التعليم العالي، الرئيس الأعلى للجامعة، د.محمد الفارس، عن تقدير الجامعة وتشريفها بالرعاية الكريمة لسمو الأمير لحفل الخريجين المتفوقين في كلياتها المختلفة, مؤكدا أن «حضوركم الكريم بين أبنائكم المتفوقين من طلبة الجامعة كل عام هو دليل على حرص سموكم على شباب هذا الوطن واعتزازكم به باعتباره ذخيره لبلدنا».

Ad

اضاف أن «هذا الشرف يتعاظم هذا العام لتزامنه مع الاحتفالات الوطنية الممثلة بالاحتفال بالعيد الوطني للاستقلال وبعيد التحرير وانتصار الكويت على الغازي المعتدي، وبالاحتفال بتولي سموكم مقاليد الحكم، وتزامنه كذلك مع احتفال جامعة الكويت باليوبيل الذهبي، وذكرى مرور 50 عاما على إنشاء هذه الجامعة الفتية».

مناسبة عزيزة

وقال الفارس: «إن هذه المناسبة عزيزة، نستذكر فيها المراحل التي مرت على الجامعة، وما قام به الإخوة الأفاضل السابقون من عمل جبار لإنشائها يحدوهم في ذلك النية الصالحة والعمل الوطني الخالص، وقد تخرجت في جامعة الكويت أعداد كبيرة من أبناء وطننا العزيز، تبوأ بعضهم المناصب العليا في الدولة، كما تخرج فيها أعداد كبيرة من أبناء الخليج العربي حصدوا ثمار تخرجهم بتدرجهم في الوظائف، حتى ارتقوا إلى القيادات العليا للهرم الإداري ببلادهم من الوزراء والمديرين، ولم يقتصر ذلك على الكويت والخليج العربي، بل استفاد أبناء الوطن العربي من الدراسة في جامعة الكويت كذلك».

وتابع: «نعيش في عالم متسارع الخطى في ظل التطور التكنولوجي والعلمي الهائل الذي يعيشه العالم اليوم, إن وتيرة هذا التسارع أصبحت مذهلة، مما يصعب على بعض الدول اللحاق بهذا التطور، وعلينا في دولة الكويت أن نعي ذلك، وأن نضع في الحسبان أن هذا العالم المتسارع في الإبداع والتميز لن ينتظر اللحاق به، مما يفرض على كل الجهات المختصة في بلدنا كل في مجال عمله أن يبذل الجهد للتغيير والإصلاح والابتكار، بعد أن أصبح ذلك من ضرورات المجتمعات المتحضرة، وهذا ما نريد أن نوجه إليه نظر شبابنا الذي نفتخر بهم وبإنجازاتهم».

استثمار حقيقي

وأكد الوزير أن «تقدم الدول يقاس باهتمامها بالتعليم وبما تقدمه له من دعم، حيث تحرص على تخصيص نسبة عالية من ميزانياتها للتعليم باعتبار أبنائها هم الاستثمار الحقيقي لهذه الدول، وما نرجوه أن نحذو حذو هذه الدول، مع الحرص على أن يكون ما يصرف من ميزانية التعليم في مكانه الصحيح والمناسب، ووقف الهدر في ثروة الوطن العزيز».

وتوجه د. الفارس مخاطبا الخريجين والخريجات:» لقد اجتهدتم في دراستكم، فحصدتم ثمرة هذا الجهد، ولم تبخل الجامعة بتقديم العلم والمعرفة على يد أساتذة أفاضل قدموا لكم عصارة فكرهم، وكل ما يساعد على رقي فكركم وعلمكم، وقد قطعتم مرحلة مهمة في حياتكم، وعليكم ألا تقفوا عند ذلك، فأمامكم المستقبل مشرعا على مصراعيه في مواصلة الدراسات العليا، أو في العمل، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، والابتكار والتميز في العمل، وفي ذلك خدمة لوطنكم الذي وفر لكم كل وسائل العلم والمعرفة والمال في سبل تفوقكم، فلا يبقى بعد ذلك شيء إلا رد الجميل له بالعمل والإنتاج والمساهمة في تطويره».

إنجازات مهمة

من جانبه، قال مدير جامعة الكويت، د. حسين الأنصاري: نحتفل بعدة مناسبات، اولها الاحتفال بتكريم كوكبة جديدة من خريجي جامعة الكويت المتفوقين، ومستحقي درجتي الماجستير والدكتوراه للعام الجامعي 2015/ 2016، والمناسبة الثانية هي الاحتفال باليوبيل الذهبي لجامعة الكويت، والمناسبة الثالثة التي نتوج بها احتفال هذا اليوم التاريخي الأغر هي تشرف جامعة الكويت بإهداء سموكم الدكتوراه الفخرية، لما حققتموه من إنجازات ودور بارز ومؤثر في الحياة الكويتية والإسلامية والدولية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، وبما بذلتموه من جهود دؤوبة على الصعيد الإنساني، مما جعل الكويت مركزا إنسانيا عالميا وتسمية سموكم قائدا للعمل الإنساني».

وأضاف الأنصاري: «قدمت الجامعة خلال نصف قرن من عمرها، أعمالا متميزة وإنجازات مهمة في المجالات العلمية والبحثية والمجتمعية ساهمت بشكل فاعل في خدمة المجتمع والارتقاء به في كافة الميادين، وانتشر خريجوها الذين نفتخر بهم في مختلف قطاعات العمل والإنتاج، وتبوأوا المناصب الرفيعة وتحملوا مسؤولية العمل الوطني على مختلف الأصعدة ليس فقط في وطننا الغالي، بل في الدول الشقيقة والصديقة».

وبين أن الجامعة حظيت بالدعم والرعاية التامة من الدولة على مر العقود، فكان لذلك أثر كبير في نموها وتقدمها وتطورها، وأصبحت واحدة من الجامعات ذات السمعة الطيبة والعلاقات العلمية والثقافية الواسعة.

كلمة أوائل الخريجين

بدورها، ألقت الخريجة دلال القملاس من كلية الهندسة والبترول كلمة أوائل الخريجين المتفوقين، والتي قالت فيها: «إن سعادتنا اليوم يا صاحب السمو غامرة بتشريفكم لنا في رحاب جامعة الكويت قلعة العلم والعلماء، فأهلا وسهلاً يا والدنا العزيز وراعي نهضتنا، وشكرا لقلبك المفتوح دائما لأبنائك وبناتك شباب الكويت، فلك منا عاطر الثناء وصادق المحبة والولاء، ونحن يا صاحب السمو أبناؤك وبناتك نعاهدكم، ونحن في هذا المقام، على أن نكون بذرة حب وانتماء إلى وطننا الغالي الذي قدم لنا الكثير، وغمرنا بفيض الحب والحنان، إلى أن جاءت هذه اللحظات الكريمة التي نترجم فيها كل معاني الحب إلى بلدنا الغالي، ونهدي تفوقنا إليك يا حضرة صاحب السمو وإلى وطننا الحبيب، والذي جاء بعد عناء وجد واجتهاد، حتى نسهم في دعم مسيرة بلدنا الحبيب من أجل أن تكون الكويت دائما منارة العلم والعلماء».

لقطات من الحفل

• تشرفت جامعة الكويت بمنح سموه شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديرا وعرفانا لدوره البارز عبر مسيرته على مستوى دولة الكويت وعلى المستوى الإقليمي والإسلامي والعالمي.

• لفتة أبوية من سمو الأمير حرصه على تهنئة جميع الطلبة بمناسبة تفوقهم.

• عرض فيلم بعنوان «مسيرة جامعة الكويت»

• تكريم جيل الرواد الأوائل في جامعة الكويت.