وضع رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق آلان جوبيه، أمس، حداً لتكهنات أشارت إلى سعي حزب «الجمهوريين» اليميني إلى منحه بطاقة الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية بدلاً من فرانسوا فيون، الذي يتمسك بأحقيته في خوض السباق رغم فضيحة تتعلق بوظائف، وأعلن رفضه خوض الانتخابات.وقال جوبيه (71 عاما): «أؤكد بشكل نهائي، لن أكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية»، مضيفاً «لقد فات الأوان بالنسبة إلي»، موضحا أنه ليس قادراً في الوقت الراهن على «تحقيق لم الشمل اللازم حول مشروع يوحد الصفوف».
لكن جوبيه تحدث بلهجة حادة عن فيون، الذي فاز عليه في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، وانتقد «تعنته». وقال إن «إطلاق تحقيقات قضائية بحقه، ونظام دفاعه القائم على التنديد بمؤامرة مفترضة، وبرغبة في اغتياله سياسيا، قاد إلى طريق مسدود».وجاء انتقاد جوبيه شديد اللهجة قبل ساعات من اجتماع اللجنة السياسية للحزب.وفيما تدور تساؤلات عما سيخرج عنه اجتماع اللجنة، الذي سيناقش الوضع المتأزم والبدائل الممكنة لوضع فيون السيئ، أفادت مصادر بأن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي اقترح على فيون وجوبيه أن يلتقيا «للتوصل إلى مخرج مشرف وجدي لوضع لا يمكن أن يستمر».وأكد ساركوزي لبعض أعضاء الحزب اليمني، مساء أمس الأول، أن «الأمر انتهى بالنسبة لفيون».وطلب مقربون من ساركوزي من فيون المرشح للرئاسة الفرنسية الغارق في فضيحة وظائف وهمية، أن يختار «خلفا له».وأوضح مقربون من ساركوزي، عقب اجتماع مع الرئيس السابق، أن «النهج السياسي لدى فيون هو النهج السليم، لكنه لم يعد قادرا على الاحتفاظ بوحدة الأسرة السياسية لليمين والوسط، لذلك نطلب منه تحمل مسؤولياته واختيار خلف له بنفسه».وكان فيون الذي تسجل شعبيته تراجعاً كبيراً، أكد أمس الأول، بعد ساعات من جمعه عشرات آلاف الأنصار في باريس خلال النشرة المسائية لقناة «فرانس2» العامة، أنه لن يسحب ترشحه، وأنه «الوحيد الذي يقرر».وأبدى المرشح اليميني تمسكه بموقفه إثر الحشود التي عبرت عن دعمها له، قائلا إن عددهم 200 ألف، في حين قدرت الشرطة عددهم بـ40 ألفا.ومع إقراره «بجانب من المسؤولية» في «المعاناة» التي يمر بها، فإن فيون (63 عاما) لايزال مقتنعا بأن مشروعه «هو الوحيد الذي يمكن أن يتيح نهوضا وطنيا».ويتوقع أن يتم توجيه الاتهام قريباً لفرانسوا فيون في قضية تلقي زوجته واثنين من أولاده رواتب عن وظائف وهمية كساعدين برلمانيين له تقدر بـ900 ألف يورو.في غضون ذلك، حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس من أن «التهديد» المتمثل بفوز مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في الانتخابات الرئاسية وارد، إلا أنه تعهد بالقيام بكل ما هو باستطاعته لمنع حدوث ذلك.وترجح استطلاعات الرأي تصدر زعيمة «الجبهة الوطنية» لوبن في الدورة الأولى من الانتخابات، إلا أنها تستبعد فوزها في الجولة الثانية لصالح الوسطي ماكرون المشجع لقطاع الأعمال.
دوليات
«فرنسا»: جوبيه لن يترشح وساركوزي يضغط على فيون
07-03-2017