آمال : الكويت تتغبلز بدفاشة

نشر في 07-03-2017
آخر تحديث 07-03-2017 | 00:24
 محمد الوشيحي الزميل غوبلز، عليه لعنة الله والإعلاميين جميعاً، وزير دعاية هتلر، أسس مدرسة إعلامية يشار إليها بالخبث والمكر والدهاء، قرأ عنها الكثير منا، وظن بعضنا أنها ماتت بموته، إلى أن اكتشفنا أن سلالتها لم تنقرض، بل على العكس من ذلك، تكاثرت كالقطط والأرانب، خصوصاً في الوطن العربي، أو الوثن العربي، كما سمّاه الشاعر أحمد مطر.

خذ عندك الإعلام الكويتي، إلا ما ندر، على سبيل المثال وسبيل القرف... اعتمدت بعض وسائل الإعلام هنا المدرسة الغوبلزية، القائمة على استمرار الكذب إلى أن يتقبله الناس ويصدقوه، لكن ليتها حافظت على أسس المدرسة ونقلتها كما هي وكما جاء في الكتاب، لا، نقلتها بطريقة فجة ممسوخة مشوهة، فاختلط الكذب البواح بالبهتان الذحاح والافتراء البجاح (مذكر البجاحة، كي تستوي القافية)، على نظام "أي نعم نكذب، شعندك؟".

زادت فوق ذلك كله تسخيف الخبر المهم الكبير، وتفخيم الخبر التافه الصغير. لذلك تجدها تغض الطرف عن سرقات بمئات الملايين من الدنانير، وتولول على شقيقة نائب في المعارضة ابتُعثت للعلاج من مرض مستعصٍ. وتجدها تسكت عن فساد مقاولين كبار لمشاريع كبرى وهامة، وتبكي بحرقة على تعيين ابن عم ذلك النائب المعارض في منصب رئيس قسم. وتشاهدها تتجاهل موضوعاً بحجم سحب الجنسيات من الأسر، بينما تلطم وجهها وتبكي بحرقة وتخصص مساحة كبيرة لموضوع بحجم مشاغبة تلميذ في مدرسة، وتحرض الأجهزة الأمنية للقبض عليه، لاستعادة هيبة الدولة!

وإن كان الألمان، وقتذاك، قد صدقوا الداهية غوبلز، فإن الكويتيين لا يمكن أن تنطلي عليهم حماقات هذا الإعلام المقرف، رغم تكرار أكاذيبه ومحاولة جعلها حقيقة مسلّماً بها. لذا يصدّق الناس تغريدة مختصرة لشاب غير مشهور، ويكذّبون المانشيتات العريضة ونشرات الأخبار وتصريحات البشوت، فتصبح تلك التغريدة كعصا موسى تلتهم كل حيّات السحرة وأخبار الكذابين.

back to top