استمرت الحال على ما هي عليه في بطولة دوري ڤيڤا بعد انتهاء الجولة الـ14، فيما يخص الصراع على القمة، بعد مواصلة الكويت تربعه عليها، ودخول النصر في مركز الوصافة منفردا، مستثمرا تقهقر القادسية للمركز الثالث، في حين واصل الفحيحيل عروضه الرائعة ونجاحه في حصد النقاط تباعاً، الأمر الذي يؤكد أنه بات قادرا على البقاء في البطولة.

الجولة شهدت حدثين مهمين جدا هما، الخسارة المذلة التي تعرض لها العربي على يد النصر بأربعة أهداف مع الرأفة الشديدة، إضافة إلى القمة السلبية التي كانت بين القادسية والكويت، والتي صدرت الإحباط لجماهير الفريقين بمستواها الهابط.

Ad

قمة سلبية

جاءت قمة القادسية والكويت سلبية جدا، وبدلا من أن يقلّص الفارق إلى 3 نقاط فقط، أو يواصل الأبيض زحفه نحو اللقب بثبات، فرط الفريقان في الفرصة، وأبقيا الأمر على ما هو عليه حتى إشعار آخر.

وكان القادسية الأفضل والأشد خطورة على مرمى الكويت والأكثر تهديدا للحارس مصعب الكندري، وشهدت المباراة تألقا لافتا للرباعي محمد الفهد وبدر المطوع وعبدالعزيز المشعان ومساعد ندا، الذين وضعوا في الاعتبار ضرورة تفادي الهزيمة لكسر التفوق الكاسح للمنافس في الموسم الحالي.

القادسية عابه فقط إنهاء الهجمات بشكل مثالي بسبب المهاجم البرازيلي داسيلفا المتواضع المستوى والإمكانات، والذي بات خارج حسابات الجهاز الفني بقيادة داليبور بالفعل في المرحلة المقبلة.

أما الكويت، فيبدو أن جهازه الفني بقيادة المدرب محمد عبدالله اقتنع بأن التعادل بطعم الفوز، وهو أمر سلبي جدا، فالأبيض رغم بدايته القوية وتهديد مرمى أحمد الفضلي بواسطة السوري فراس الخطيب في البداية، فإنه كان بلا حيلة ولم يقدم المستوى المأمول منه دون مبرر اللهم إلا إذا كان الفريق يعاني بقوة من جراء التعادل مع الفحيحيل في الجولة السابقة.

واللافت للنظر أن غياب جمعة سعيد عن الكويت كان له تأثير سلبي واضح جدا في الفاعلية الهجومية، خصوصا أن تحركات اللاعب إيجابية في فتح ثغرات بدفاع المنافسين.

فوز مذل مع الرأفة

قبل مباراة النصر والعربي، خرج رئيس جهاز الكرة خالد الشريدة بتصريح مستفز جدا، أكد فيه أن الأخضر فريق أقل من العادي وأن العنابي قادر على هزيمته، ومن المفترض أن مثل هذا التصريح يستفز مشاعر لاعبي العربي بقوة، لكن ما حدث هو العكس تماما.

لاعبو العربي فتحوا المجال بالمستوى الذي ظهروا عليه لطرح العديد من الأسئلة منها: هل هم قادرون على المنافسة على اللقب؟ وهل يستحقون إثارة مجلس إدارة النادي أزمة النقاط الثلاثة؟ وهل هناك اتفاق بينهم للإطاحة بالمدرب الصربي ميودراج؟

بعيدا عن أجوبة هذه الأسئلة، فإن الجميع داخل النادي العريق يتحملون المسؤولية ابتداء من مجلس الإدارة الذي أصاب اللاعبين بالتوتر بحديثه الدائم عن الانسحاب من البطولة بسبب أزمته مع الكويت، إلى جانب عدم صرف مستحقاتهم في الوقت المحدد، فضلا عن التفكير فقط في كيفية الاستمرار على المقاعد الوثيرة، وصولا إلى أعضاء الجهاز الفني والإداري واللاعبين، في حين تظل الجماهير الوفية هي فقط من تتجرع مرارة الخسائر والمستويات السيئة.

مستوى العربي يجب ألا يجعلنا نغفل حق النصر في هذا الفوز الرائع وغير المستبعد على لاعبيه الأكفاء الذين يقودهم جهاز فني وطني بقيادة المدرب ظاهر العدواني الذي أكد أنه الأفضل في الموسم الحالي دون نقاش.

العنابي ذاك الفريق الواعد نجح في الموسم الحالي في الفوز على الكبار، الكويت والقادسية وكاظمة والعربي، عن جدارة واستحقاق شديدين، الأمر الذي يؤكد أنه أيضا كبير ويستحق التحية والاحترام والتقدير من الجميع، وأن وجوده في مركز الوصافة أمر مستحق.

الفحيحيل ظاهرة

ويحسب لإدارة نادي الفحيحيل دعم الفريق في فترة الانتقالات الشتوية بلاعبين محترفين أكفاء نجحوا في صنع الفارق مع بقية اللاعبين المحليين، كما يحسب للجهاز الفني بقيادة المدرب التونسي حاتم المؤدب رفضه الاستسلام للنتائج السلبية في الجولات العشر الأولى، والتي تراوح فيها ترتيب الفريق بين الأخير وقبل الأخير.

الفوز الذي حققه الفحيحيل على خيطان بهدف في الدقيقة الأخيرة، أكد أن الروح عادت مجددا للاعبين، وأن الفريق يسير على الطريق الصحيح فيما يخص البقاء، إذا استمر على نفس الروح والمستوى.

في المقابل، بات بقاء خيطان في الدوري أمرا شديد الصعوبة، نظرا لمعاناة الجهاز الفني بقيادة المدرب أنور يعقوب الغيابات العديدة، ووجود 11 لاعبا فقط في التدريبات.

الفوز الأول للسالمية

من جانبه، حقق السالمية فوزه الأول تحت قيادة المدرب "الجديد" عبدالعزيز حمادة، ولعل أهم ما يميز الفريق في مواجهته أمام اليرموك المستوى الجيد والروح التي عادت للاعبين مجددا، واستمرار الثنائي الأردني محمود زعترة وعدي الصيفي في التألق وهز شباك المنافسين.

أما اليرموك، فبات مدربه البرازيلي داسيلفا على المحك بعد أن ساءت النتائج، وتراجع المستوى بشكل ملحوظ، دون تدخله من قريب أو بعيد لرأب الصدع.

تعادل عادل

أما مباراة كاظمة والتضامن، فإن التعادل جاء عادلا جدا، وأرضى إلى حد كبير الفريقين، خصوصا مسؤولي التضامن بعد ان استرد اللاعبون عافيتهم اثر خسارتهم في الجولة السابقة على يد الجهراء بأربعة أهداف لهدف.

أما كاظمة الذي افتقد لاعبيه يوسف ناصر وحمد حربي وطلال الفاضل وهم لاعبون مؤثرون، فالتعادل أفضل من الخسارة، في ظل مرور الفريق بمرحلة انعدام وزن سببها خسارة نهائي كأس سمو الأمير.

لقطات

• الحضور الأمني بعد المباريات وخارج المستطيل الأخضر بات ضروريا، بعد ان تكررت مشاهد تجاوز بعض الجماهير على اللاعبين والإداريين، ولعل آخرها ما جرى بعد لقاء العربي والنصر.

• سادت حالة من الفرح اركان نادي النصر بعد التفوق على الأخضر برباعية، وكان من أكثر المشاهد تأثيرا انخراط مدرب الفريق ظاهر العدواني في البكاء.

• قامت إدارة الفحيحيل بصرف مكافأة 200 دينار لكل لاعب بعد الفوز على خيطان، مع الوعد بزيادة المكافآت في الجولات المقبلة.

• تلقى لاعب السالمية عدي الصيفي، ومحمود زعترة خبر انضمامهما إلى منتخب الأردن قبل مواجهة اليرموك، ما زاد من عزيمتهما في المباراة.

• واصل فريق الشباب غيابه عن الانتصارات منذ انطلاق مسابقة الدوري، حيث استمر مسلسل التعادلات للمرة السادسة في الموسم الحالي، نظير 4 خسائر.

• سادت أروقة الساحل رضا عن أداء مدرب الفريق راشد البوص بعد التعادل بهدف لمثله في مهمته الأولى.

أرقام

• شهدت الجولة الـ14 إحراز 14 هدفاً فقط، بمعدل هدفين في المباراة الواحدة.

• انتهت 4 مباريات بالفوز، بينما انتهت 3 منها بالتعادل، اثنتان منها إيجابياً، وواحدة سلبياً.

• يتصدر الكويت والنصر قائمة الفرق الأكثر فوزا، حيث فاز كلاهما في 9 مباريات، بينما الشباب هو الأقل، إذ فاز في مباراة واحدة، ويعد الفريق الأكثر تعادلاً في 8 مباريات.

• ما زال رصيد الكويت خالياً من الهزائم، وهو الفريق الوحيد الذي لم يتعرض للخسارة في البطولة حتى الآن، بينما برقان هو الأكثر خسارة (11 مباراة) يليه خيطان (10 مباريات).

• يتصدر الكويت قائمة الفرق الأكثر تهديفا برصيد 33 هدفا، في حين أن برقان والساحل هما الأقل تهديفا برصيد 11 هدفاً لكل منهما.

• القادسية صاحب الدفاع الأقوى حيث منيت شباكه بـ6 أهداف، أما برقان فهو صاحب الدفاع الأضعف بعدما تلقت شباكه 44 هدفاً.

• لم تشهد قائمة الهدافين تغييرا، حيث ما زال عبدالهادي خميس (الكويت) ونايف زويد (السالمية) والتونسي أمين الشرميطي (العربي) في صدارة القائمة، ولكل منهم 6 أهداف.