«أيام بيروت السينمائية» يركز على أعمال المنفى

عروض جديدة للأفلام المستقلة وأسبوع الفيلم الفلسطيني

نشر في 08-03-2017
آخر تحديث 08-03-2017 | 00:05
تحت شعار «السينما والمنفى» تنعقد بين 16 و26 مارس الجاري الدورة التاسعة من «أيام بيروت السينمائية»، وهو مهرجان غير تنافسي للسينما المستقلة من العالم العربي وعنه، يتضمّن مجموعة من الأفلام الجديدة، فضلاً عن أسبوع الأفلام الفلسطينية.
يستقبل مهرجان «أيام بيروت السينمائية» أفلاماً لمخرجين عرب أُنتجت بعد أبريل 2015، ويخصص حيزاً لمخرجين غير عرب يلقون نظرة على قضايا ذات صلة بالعالم العربي أنتجت بعد أبريل 2015، وتُعطى الأولوية للأفلام التي لم تعرض في بيروت قبل المهرجان.

اختيرت الأفلام المشاركة سواء الروائية أو التوثيقية في 10 فبراير 2017. ويقدِّم المهرجان هذا العام أحدث الإنتاجات اللبنانية والعربية بما فيها الطويلة، الوثائقيّة والقصيرة. كذلك تنظِّم خلاله السينمائية الألمانية إيرت نيذارت التي تُعنى بالسينما الفلسطينية، أسبوع الفيلم الفلسطيني الروائي والوثائقي الذي أُنتج في سنوات المقاومة الفلسطينية في لبنان، بالتعاون مع المتحف الألماني للوثائق المرئية «الأرشيف السينمائي» الألماني... وكان المتحف السينمائي الألماني نظَّم في عام 2015 أسبوعاً للسينما الفلسطينية حقّق نجاحاً وحضره عشاق السينما في برلين ونقاد وصحافيون.

«عائد إلى حيفا»

أحد أبرز الأفلام المعروضة في المهرجان «عائد إلى حيفا» (1981) من إخراج قاسم حول وإنتاج «مؤسسة الأرض للإنتاج السينمائي»، وهو مقتبس عن رواية غسان كنفاني بالاسم نفسه، وحصد أربع جوائز عالمية.

تتمحور الأحداث حول أم تخرج صبيحة 21 أبريل 1948 من منزلها تاركة ابنها الرضيع خلدون للبحث عن زوجها، وسط القذائف التي تدكّ حيفا، فتتوه وزوجها بين الحشود المتدافعة للهرب، وسرعان ما يجدان نفسيهما نازحين. وبعد حرب يونيو 1967، تعود العائلة إلى منزلها في حيفا لتفاجأ بأن ابنها خلدون أصبح شاباً ومجنداً في الجيش الإسرائيلي، ويحمل اسم دوف. وعندما يعرف الحقيقة يصرّ على الانحياز إلى الأم الصهيونية التي تبنته. أمام هذا الواقع، يتمنى الأب أن ينضمّ ابنه الثاني خالد إلى العمل الفدائي.

ولد قاسم حول عام 1940 في العراق. درس التمثيل والإخراج في معهد الفنون الجميلة في بغداد، ثم غادر العراق عام 1970 إلى لبنان وسورية، حيث ركّز على صناعة الأفلام السياسية، والأفلام التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية.

«الجائزة»

«الجائزة» (2011) أحد أبرز الأفلام المعروضة أيضاً، وهو من إخراج بولا ماركوفيتش. يتمحور حول فتاة في السابعة من عمرها، عليها الحفاظ على سر ضخم لكنها لا تفهم كنهه جيداً، وتعتمد حياة عائلتها على صمتها. لكن ما هو هذا السر الذي يجب أن تسكت عنه؟ تقيم الفتاة مع والدتها خفية عن القمع العسكري في الأرجنتين، وهي لا تنفكّ تسأل نفسها: ماذا يجب أن تقول؟ بماذا عليها أن تؤمن وتفعل لتستحق حب والدتها والآخرين؟

بولا ماركوفيتش كاتبة ومخرجة، من أبرز أفلامها Elisa antes del fin del mundo (1997)، «بطة الموسم» (2004) و«الجائزة» (2011).

«المنام»

كذلك يعرض المهرجان فيلم «المنام» (1987) من إخراج محمد ملص. صور قبل مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1980 بسنتين، ويتضمّن مقابلات مع اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات صبرا، وشاتيلا، وبرج البراجنة، وعين الحلوة، والرشيدية في لبنان، حول أحلامهم التي تذهب كلها نحو فلسطين: تحلم امرأة بكسب الحرب، ويحلم فدائي بضرب العدو الإسرائيلي والاستشهاد في سبيل أرضه...

أثناء التصوير، أقام محمد ملص في المخيمات الفلسطينية حيث أجرى مقابلات مع أكثر من 400 شخص. في عام 1982، وقعت مذبحة صبرا وشاتيلا وقُتل أناس كثر من الذين أجرى مقابلات معهم، فتوقف العمل في المشروع. وفي عام 1986، عاد ملص إلى مشروعه ووثّق لقطات في هذا الفيلم القصير.

ولد محمد ملص عام 1945 في القنيطرة في هضبة الجولان، ويشكل علامة فارقة في السينما السورية. نشأ وترعرع في ظل الحروب والصراعات في المنطقة التي أدّت دوراً محورياً في عمله في وقت لاحق. عمل مدرساً في دمشق أثناء تخصصه في كلية الفلسفة، ثم درس السينما في المعهد الحكومي الروسي للسينما (VGIK). نال شهرة واسعة في الأفلام الوثائقية وحصل على جوائز في مهرجانات سينمائية في أنحاء العالم. ومن أبرز أفلامه: «أحلام المدينة» (1983)، «ليلة» (1992)، و«العاطفة» (2005).

«ليس لهم وجود»

«ليس لهم وجود» (1974) من إخراج مصطفى أبو علي. يبدأ الفيلم مع نظرة شاعرية إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين في منطقة النبطية في جنوب لبنان، حيث الأزقة الضيقة والأزهار على الجدران والنساء والرجال الذين يعملون في محلات بيع الخضراوات.

يؤكد الفيلم رفض المزاعم الصهيونية القائلة إن فلسطين كانت «أرضاً بلا شعب»، ويركز على الكفاح المسلح الفلسطيني الذي بلغ ذروته علم 1974، وتعرّض المخيم في مايو ويونيو لقصف إسرائيلي دمر جزءاً كبير من النبطية، مما أسفر عن مقتل مدنيين وقادة عسكريين.

كذلك يتضمن الفيلم شهادات حول الهجمات الإسرائيلية والناجين منها، ويكشف ظروف مخيمات اللاجئين في لبنان، وآثار القصف الإسرائيلي، وحياة المتمردين في معسكرات التدريب.

درس مصطفى أبو علي السينما في لندن، وتخرج عام 1967. يعتبر أحد مؤسسي السينما الفلسطينية تحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية، وجمعية السينما الفلسطينية في بيروت عام 1973. كتب أربعة سيناريوهات وأخرج أكثر من 30 فيلماً، ونال أكثر من 14 جائزة.

«ثورة حتى النصر»

ثورة حتى النصر» (2016)، إخراج مهند اليعقوبي. الفيلم عبارة عن تأمل في نضال الشعب الفلسطيني لإنتاج صورة حول التمثيل الذاتي وفقاً لشروطه مع إنشاء وحدة الفيلم الفلسطيني كجزء من منظمة التحرير الفلسطينية.

يبدأ الفيلم مع احتجاجات شعبية في فلسطين الحديثة ويستعيد وجه السينما الثورية والنضالية، ويحث على التفكير النقدي.

مهند اليعقوبي مخرج ومنتج، أستاذ في الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين، وتركز أفلامه على الكفاح الفلسطيني المسلح.

أحد أبرز الأفلام المعروضة في المهرجان «عائد إلى حيفا» من إخراج قاسم حول

«ليس لهم وجود» يؤكد رفض المزاعم الصهيونية القائلة إن فلسطين كانت «أرضاً بلا شعب»
back to top