الجوائز العربية والنقد
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
إن قيام الصفحات الثقافية بنشر تحقيق أو أكثر عن عوالم روايات القائمة القصيرة يكون بمنزلة جائزة مهمة تقدمها للكاتب أيا كان حظه من الفوز، وتقديم مساندة ودعم مهمّين للجائزة نفسها. لكن أن تكتفي الصفحات بمتابعة أخبار الجوائز ومن ثم تركيز الضوء على الفائز فهذا يرمي بشيء من الظلم على كتّاب القائمة القصيرة، خاصة أن جائزة البوكر تقف عند حد تكرّيم هؤلاء الكتّاب بمبلغ مالي قدره 10 آلاف دولار أميركي، دون أن تتيح لهم مجال المشاركة في نشاط ثقافي يقدمهم للجمهور، كما يحصل مع الفائز الذي يقدم نفسه وعمله عقب إعلان الفوز من خلال مؤتمر صحافي. وربما يبدو لائقاً بالنسبة لجائزة البوكر العربية، بعد اجتيازها عقدها الأول، أن تفكر بتنظيم نشاط ثقافي روائي لمدة يومين يصاحب احتفاليتها في كل عام، ويشارك فيه كتاب القائمة الطويلة والقصيرة، إضافة لعدد من النقاد. وبما يجعل الجائزة نشاطاً ثقافياً عربياً عالمياً كبيراً لا يقتصر على اختيار روائي عربي والاحتفال به. وهذا ما قامت به جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية منذ انطلاق دورتها الأولى، من حيث انعقاد نشاط ثقافي قصصي في حرم الجامعة الأميركية في الكويت يشارك فيه كتّاب القائمة القصيرة بشهاداتهم القصصية إلى جانب شهادات ومداخلات أخرى لأهم كتّاب القصة القصيرة في الوطن العربي.يعيش الوطن العربي ظرفاً مأساوياً مخيفاً قطّع أوصاله وشتت أبناءه، وبات من النادر قراءة أو سماع خبر يفرح القلب، ووحدها أخبار الأدب والفن ما زالت قادرة على لمّ الشمل العربي، وقادرة أيضاً على ذرّ شيء من الفرح على قلوب الكتّاب والمثقفين وجمهور التلقي العربي؛ لذا فإننا نتمنى أن تتطور مشاريع الجوائز العربية، لتنتقل من خانة الشخصي إلى ساحة الفكر والإبداع والثقافة الواسعة.تترقب ساحة الرواية العربية إعلان جائزة البوكر عن الفائز في دورتها الأخيرة خلال الفترة القصيرة القادمة، وإلى ذلك التاريخ نتمنى أن تنبري الصحافة الثقافية العربية بنشر دراسات نقدية، ولو انطباعية، عن روايات القائمة، علها تساهم في إيصال أكثر من اسم روائي عربي إلى جمهور القراء.