أحيت فرقة "غوكسيل باكتاغير" التركية الأمسية الثانية من فعاليات الدورة الثانية لمؤتمر ومهرجان الكويت الموسيقي، أمس الأول، على مسرح الموسيقار أحمد باقر في المعهد العالي للفنون الموسيقية، وسط حضور فني وإعلامي.

استطاعت الفرقة أن ترحل بالجمهور إلى الأجواء التركية من خلال تراثها وعبقها الفني الأصيل، بالعزف الساحر والمتناغم، وإبداع مجموعة العازفين، الذين يتقدمهم عازف القانون الشهير والمصنف الأول عالمياً غوكسيل باكتاغير، الذي برع في عزف المقطوعة الموسيقية التركية الشهيرة "الزئبق".

Ad

واحتوى برنامج الحفل على 22 مقطوعة موسيقية من بينها بعض مؤلفات غوكسيل (لديه أكثر من مئتي مقطوعة موسيقية وغنائية)، وأخرى من التراث التركي.

كما شكل العزف المنفرد الذي قدمه معظم العازفين في هذا الحفل حالة من الإبداع في المسرح، وبرزت الحرفية العالية لدى كل العازفين، إلا أن غوكسيل خطف الأضواء من زملائه. وغنى عازف الإيقاع حمدي بصوته الرخيم أغنية "حيدر حيدر" التي رددها معه الكثير من الحضور. وبعد انتهاء الفرقة من برنامجها عادت لتعزف موسيقى أغنية "صوت السهاري" لعوض دوخي من مقام حجاز إهداء للجمهور الكويتي. بعدها قام رئيس المهرجان د. محمد الديهان ومدير المهرجان د. خالد القلاف ووكيلة المعهد د. نسرين بتكريم أعضاء الفرقة.

الأغنية المحلية

ضمن الفعاليات المصاحبة للمهرجان انطلقت أولى الندوات تحت عنوان "الأغنية المحلية وأشكالها وخصائصها المعاصرة" التي شارك فيها د. أحمد الصالحي ود. أيمن تيسير، وقد أدار الندوة د. نبيل اللو.

وقال الصالحي، في ورقته البحثية "الصوت الكويتي بين التقاليد والمعاصرة"، "إن العديد من العوامل والمؤثرات دفعت أو حددت مسيرة الفنانين الكويتيين في تطوير الصوت وتقديمه بشكل مختلف عن السائد، ومن أهمها انتشار (الراديو) بين الكويتيين، مما أتاح لهم الاستماع للكثير من الإذاعات العربية، والتي قدمت مختلف الألوان الغنائية المعاصرة وبكثافة، خصوصاً الغناء المصري، وقد كانت مرحلة الخمسينيات هي مرحلة التحول الاقتصادي والاجتماعي في الكويت، مما جلب الكثير من العرب للإقامة في الكويت للمساهمة في إدارة مرافق الدولة وأهمها قطاع التعليم، ولاسيما أيضاً تكوين فرقة خاصة للإذاعة الكويتية، ومن مؤسسيها هناء العشماوي (كانت عضو هيئة التدريس بالمعهد)، وحينها بدأ يظهر الصوت التقليدي على أنه فن كلاسيكي أو فن قديم أو تقليدي ومتوارث".

وأضاف الصالحي: "لقد ظهر التطور عبر أساليب مختلفة، أولها تلحين أعمال جديدة على أوزان الصوت الكويتي، وكان أول من اشتغل بالأصوات الجديدة عوض وشقيقه د. يوسف دوخي، وسعود الراشد، وأحمد الزنجباري، وأحمد باقر، ومن أوائل الصوت الحديث كان صوت (يا من هواه) لعوض الدوخي، و(أعندك ما عندي من الشوق والوجد) لسعود الراشد".

واختتم حديثه بالقول: "إن التطوير داخل قالب الصوت يبرز ثقافة الملحنين الذين كان أكثرهم ممارسين لغناء الصوت التقليدي ومتأثرين به، لذلك خرجت ألحانهم الجديدة عبر قوالب قديمة لها تأثير على ثقافتهم".

ثم تحدث د. أيمن تيسير عن "الأغنية الأردنية" قائلاً: "إن الأهزوجة الأردنية تنقسم إلى أغاني التراث الشعبي الأردني، إلى ألوان من الغناء البدوي والريفي والبحري، والقوالب الفنية، إلى كل من ألوان الغناء وسماته وبنيته الفنية".

وتطرق إلى أهم رواد الأهازيج الأردنية، وهم عبده موسى الذي بدأ حياته الفنية بإحياء الحفلات الشعبية بالغناء والعزف، وأبرز اللهجة الموسيقية للصحراء الأردنية، وأيضا الموسيقي جميل العاص الذي لاقت أغنياته شهرة واسعة، وأعطى كثيراً لفن المسرح الغنائي (الأوبريت) في أجزاء كثيرة من الوطن العربي، وأخيراً الموسيقي وعازف العود الملحن توفيق النمري".