تراجع تركي يفتح المجال لتنسيق مع واشنطن وموسكو

• «قسد» تضيّق على «داعش» بالرقة
• النظام يحقق تقدماً في معركة الخفسة ومطار الجراح

نشر في 08-03-2017
آخر تحديث 08-03-2017 | 00:05
عائلة نازحة من ريف حلب الشرقي تحط رحالها في مخيم مؤقت قرب منبج أمس الأول (أ ف ب)
عائلة نازحة من ريف حلب الشرقي تحط رحالها في مخيم مؤقت قرب منبج أمس الأول (أ ف ب)
بعد إعلان تركيا أنها لن تشن معركة في منبج من دون تنسيق مع واشنطن وروسيا، ونشر واشنطن قوات في منبج لمنع مواجهة محتملة بين الأكراد وأنقرة، عقد رؤساء أركان الجيوش التركية والأميركية والروسية اجتماعاً مفاجئاً بمدينة أنطاليا الساحلية التركية تناول المسائل الأمنية وآخر التطورات الميدانية في سورية.
في اجتماع هو الأول من نوعه، بحث رؤساء أركان الجيوش التركي خلوصي أكار، والأميركي جوزيف دانفورد والروسي فاليري غيراسيموف، أمس بمدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، المسائل الأمنية وآخر التطورات الميدانية في سورية والخطوات القادمة في الحرب على تنظيم «داعش» فيها.

ووفق رئاسة الأركان التركية، فإن الاجتماع المفاجئ، الذي لم يعلن عنه في وقت سابق، «بحث قضايا مشتركة تتصل بالأمن الاقليمي وخصوصاً سورية والعراق»، وأكدت وزارة الدفاع الروسية عقد الاجتماع، مشيرة إلى ان مباحثات «حول مسائل أمنية في سورية والعراق مدرجة» على جدول أعماله.

ويأتي الاجتماع الثلاثي للقوى الداعمة لأطراف متباينة في النزاع السوري، غداة إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أن بلاده لن تشن عملية للسيطرة على منبج «بدون تنسيق مع روسيا والولايات المتحدة».

وكانت تركيا قالت قبل أيام انها لا تمانع تسليم منبج لقوات النظام السوري، شرط مغادرة الأكراد.

إشارة ردع

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جيف ديفيس، أمس الأول، أن الجيش الأميركي نشر عدداً من قواته رافعين العلم الاميركي على آلياتهم داخل مدينة منبج وحولها لضمان عدم مهاجمة حلفائه الأكراد وتركيا وفصائل «درع الفرات» بعضها بعضاً، وإبقاء التركيز منصباً على قتال «داعش».

وقال ديفيس إن القوات نُشرت هناك كي تكون «إشارة واضحة للردع والطمأنة»، مضيفاً: «هذه المرة الأولى التي يستلزم الأمر فيها أن نقوم بشيء كهذا، وهو ضمان أن نكون هناك كرمز واضح إلى تطهير منبج من العدو ولا حاجة لتقدم قوات أخرى لتحريرها».

معركة الرقة

وغداة تمكنها من قطع الطريق السريع بين الرقة ومعقل «داعش» في دير الزور، أعلن المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) طلال سلو استمرار حملة هذه القوات ذات الغالبية الكردية حتى يتم عزل المدينة تماماً، وأن جميع الطرق الرئيسية للخروج منها أصبحت مغلقة الآن تمهيداً للسيطرة عليها.

وأوضح يلو أن «قسد» وصلت إلى مسافة 20 كيلومترا من المدينة في بعض المناطق والخطوط الأمامية للقتال لم تصل بعد إلى الرقة، ومازالت تنتزع السيطرة على مناطق الريف المحيطة بالرقة.

تقدم النظام

في موازاة ذلك، أحرزت قوات النظام بدعم روسي تقدماً ميدانياً، أمس، على حساب «داعش» في ريف حلب الشرقي، حيث باتت على مشارف مطار الجراح العسكري، وبلدة الخفسة والمحطة الرئيسية لضخ المياه إلى مدينة حلب، التي تعاني منذ أكثر من خمسين يوماً انقطاع المياه.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه «لم يعد هناك أي قرى تفصل قوات النظام عن بلدتي الخفسة ودير حافر الواقعتين تحت سيطرة تنظيم داعش».

وبدأت قوات النظام بدعم روسي منتصف يناير هجوماً في ريف حلب الشرقي يهدف الى توسيع نطاق سيطرتها في المنطقة، وتمكنت من طرد «داعش» من أكثر من 110 قرية وبلدة بحسب المرصد.

وأكد مصدر أمني سوري أن «الجيش أحرز تقدماً كبيراً» بعد سيطرته على نحو عشرين قرية وبلدة واقترب من «مشارف الخفسة ودير حافر والضفة الغربية لنهر الفرات»، معتبراً أن «هذا التقدم سيسهم في تضييق الخناق على تنظيم داعش ووضعه في ظروف صعبة تجعل عملية انسحابه والهروب (من المنطقة) مسألة وقت لا أكثر».

واستولى «داعش» على مطار الجراح العسكري في يناير 2014، بعدما كانت فصائل المعارضة قد سيطرت عليه بعد معارك ضد قوات النظام في فبراير 2013. وأفادت تقارير بخضوع مقاتلي التنظيم لتدريبات على الطيران في المطار، بعد سيطرتهم عليه، مستخدمين طائرات كانت موجودة فيه.

إلى ذلك، أعلن الجيش الروسي أمس، عن وقف لإطلاق النار في الغوطة الشرقية، التي تعد معقل المعارضة شرق العاصمة دمشق، موضحاً أنه دخل حيز التنفيذ اعتباراً من ليل الاثنين- الثلاثاء وسيستمر حتى يوم 20 مارس ولم يسجل "أي خرق" له حتى الآن.

مستقبل سورية

سياسياً، أعلنت ممثلة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، استضافة بروكسل في الخامس من أبريل المقبل مؤتمرا دولياً حول مستقبل سورية والمنطقة بهدف دفع المسار السياسي، موضحة أنه يأتي استكمالاً لمؤتمر لندن، وأن الاتحاد سيشارك الأمم المتحدة وحكومات الكويت وألمانيا والنرويج وقطر والمملكة المتحدة في رئاسة هذا المؤتمر.

أستانة

وفي موسكو، نقلت وكالة «انترفاكس» الرسمية عن مصادر مطلعة، أمس الأول، أن الجولة المقبلة من مباحثات أستانة ستجري في 14 مارس الجاري بمشاركة جميع الأطراف المعنية، وفي مقدمتها تركيا وإيران، موضحة أن مبعوث الكرملين ألكسندر لافرنتنيف سيترأس الوفد الروسي خلالها. ولم تظهر واشنطن أي اشارة الى أنها ستنخرط أكثر في هذه الجولة من المحادثات، علماً انها تمثلت في الجولات السابقة بشكل رمزي.

الكويت تشارك برئاسة مؤتمر دولي في بروكسل لبحث مستقبل سورية
back to top