القوات العراقية تحرر 60% من «أيمن الموصل» و«داعش» ينهار
● سيطرت على المجمع الحكومي ومناطق استراتيجية
● العبادي يتفقد المعارك: سنخرج مرفوعي الرأس
واصلت القوات العراقية توغلها في قلب الساحل الأيمن لمدينة الموصل، حيث سيطرت على مناطق استراتيجية مهمة بينها المجمع الحكومي، فيما بدا أن تنظيم داعش فقد كل دفاعاته، ويقف عاجزاً أمام الهجوم، الذي يجري بمشاركة أميركية، ودول التحالف.
أكد قائد جهاز مكافحة الإرهاب عبدالغني الأسدي، أمس، أن القوات العراقية استطاعت تدمير دفاعات تنظيم «داعش» في الموصل، مستبعدا حدوث معارك ضارية خلال الأيام المقبلة.وقال الأسدي إن «الشرطة الاتحادية بالمحور الشرقي بالجانب الأيمن من الموصل أكملت مهمتها باتجاه تحرير المجمع الحكومي وجسر الحرية، أما في محور الوسط لجهاز مكافحة الإرهاب فإن قواتنا تتحرك في اتجاهين: شرقي مع الشرطة بتحقيق أهداف جيدة والعمليات مستمرة في حي المنصور بعد تحرير الصمود ووادي حجر، وغربي مع الفرقة التاسعة بإكمال تحرير تل الرمان والتوجه نحو حي العمال الشهداء».وأضاف أن «العدو منهار والموقف جيد، ولا يهمنا عدد المناطق المتبقية بقدر أهمية المستعادة التي تمثل خط الصد القوي الذي يعتمد عليه داعش في دفاعاته»، مضيفا أن «دفاعات داعش انهارت قبل يومين، واستطاعت القوات العراقية التوغل في العمق، واذا تحدثنا عن الأهمية فيمكننا القول إن 60 في المئة من الساحل الأيمن محرر».
وأوضح الأسدي أن «المناطق المحررة، مثل وادي حجر والصمود والمأمون وتل الريان والطيران والجوسق، شهدت قتالا قويا، لانها كانت بمنزلة خط الصد القوي الذي استند إليه داعش»، متابعا: «لا نتوقع حدوث معارك ضارية بقدر ما رأيناه قبل يومين».وذكر أن «مسلحي داعش استخدموا الطائرات المسيرة باتجاه مناطق قوات مكافحة الإرهاب، وتم رصد 72 طلعة في اليوم الأول من معركة تحرير أيمن الموصل، و52 طلعة في اليوم الثاني، لكن بعد استخدام أجهزة التشويش قلت عدد طلعات التنظيم إلى 8، ومنذ 5 أيام انعدمت هذه الطلعات».وأضاف أن «الساحل الأيسر كان مفتوحا أكثر، ما كان يتيح المجال للمناورة، أما الجانب الأيمن فالمناطق مكتظة والشوارع ضيقة والأحياء متلاصقة، لذا فإننا نتجنب قصف منازل المدنيين».
استعادة مناطق
واستعادت القوات العراقية، التي تقاتل لطرد تنظيم داعش، المبنى الحكومي الرئيسي في المدينة، وفرع البنك المركزي، والمتحف الذي دمر المتشددون تماثيل وقطعا أثرية فيه قبل ثلاث سنوات.ودمرت المباني الحكومية في الموصل، ولم يستخدمها التنظيم المتشدد، غير أن السيطرة عليها ما زالت تمثل نصرا رمزيا في معركة استعادة آخر معقل «داعش» في العراق. وقال المقدم عبد الأمير المحمداوي، المتحدث باسم قوة الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية، إن فريقا تابعا للقوة اقتحم مبنى محافظة نينوى والمجمع الحكومي ليل الاثنين - الثلاثاء، كما استعادت القوات العراقية السيطرة على مبنى كان يضم المحكمة الشرعية الرئيسية للتنظيم المعروفة بأحكامها المتشددة، مثل الرجم والرمي من شاهق وقطع الأيدي. وقال المحمداوي: «قتلوا العشرات من داعش» في الهجوم الذي استغرق أكثر من ساعة.ونهب المتشددون فرع البنك المركزي، عندما سيطروا على الموصل في 2014، وصوروا مقاطع فيديو لأنفسهم وهم يدمرون تماثيل وقطعا أثرية.وكان من بين مصادر الدخل الرئيسية للتنظيم تهريب الآثار التي تزخر بها المناطق الخاضعة لسيطرته من تدمر في سورية إلى نينوى في العراق.وصول العبادي
في غضون ذلك، وصل رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس، إلى المناطق المحررة في مدينة الموصل.وحطت طائرة عسكرية تقل العبادي، الذي ظهر بلباس عسكري، في إحدى القواعد العسكرية برفقة عدد من مساعديه، واستقبله قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله وكبار القادة العسكريين والضباط الطيارين.واستقل العبادي على الفور مروحية عسكرية لتطوف به في سماء المناطق المحررة في الموصل، لمشاهدة سير العمليات العسكرية وحركة القطعات العسكرية واستقرار الأوضاع في المناطق المحررة. وعقد العبادي فور وصوله اجتماعا في أحد مقرات الجيش العراقي، بحضور رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عثمان الغانمي وكبار قادة الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب، لتدارس آخر مستجدات الوضع في محاور القتال.وقال العبادي للتلفزيون العراقي عند وصوله للموصل: «لا محالة من هزيمة داعش، والعراقيون سيخرجون مرفوعي الرأس من هذه المعارك».