«انتفاضة خبز» تتفجر في محافظات عدة رفضاً لـ «التقليص»
• رئاسة الوزراء تتابع الاحتجاجات في صمت... ووزير التموين لـ الجريدة•: الإجراء لتقنين الأوضاع
• المحتجون اشتبكوا مع الأمن وقطعوا سكك حديد إسكندرية وكفر الشيخ وحطموا مكاتب تموين «العصافرة»
عبر مواطنون مصريون في محافظات عدة عن غضبهم العفوي، أمس، من قرار وزير التموين علي مصيلحي بخفض حصص الخبز المدعم المقررة لأصحاب البطاقات الورقية، وفي حين دافع الوزير المعين حديثاً، عن قراره بالقول إنه جاء لتقنين الأوضاع، تظاهر عدد من المحتجين في محافظات عدة، وقطعوا طرقاً رئيسية إلى جانب تعطيل حركة بعض القطارات، واقتحام بعض مكاتب التموين.
شهدت محافظات مصرية عدة احتجاجات واسعة، أمس، على خلفية قرارات تنظيمية أصدرتها وزارة التموين تتعلق بحصص صرف المواطنين للخبز المدعم من المخابز المرخصة من الوزارة، إذ علمت «الجريدة» أن الوزارة قررت خفض الحصص المخصص صرفها لأصحاب «البطاقات الورقية» – استمارات مخصصة لصرف الخبز فقط، وتختلف عن بطاقات التموين الذكية التي تصرف شهريا السلع التموينية – من 3000 رغيف لكل مخبز إلى 500 فقط، ما دفع شرائح عديدة من المواطنين إلى الخروج للتظاهر، وقطع شريط السكك الحديدية في عدد من المحافظات، بينها الإسكندرية «الساحلية» وكفر الشيخ.وانتشرت تظاهرات الخبز، كما وصفتها مواقع التواصل، في العديد من المحافظات بينها (الإسكندرية وكفر الشيخ والسويس ومدينة المحلة ومناطق في الجيزة)، وبينما التزمت الفضائيات الصمت تجاه تغطية تلك الأحداث، نشطت مواقع التواصل في توثيق كل ما له صلة بتلك التظاهرات، من لقطات مصورة تظهر قطع المحتجين خطوط السكك الحديدية، وأخرى لاقتحام مبنى وزارة التموين في منطقة العصافرة والعجمي بالإسكندرية.وقال شهود عيان لـ «الجريدة»، «إن المحافظة اشتعلت منذ صباح أمس (الثلاثاء)، حينما لم يستطع مواطنون صرف حصصهم من الخبز المدعم، وقاموا إثر ذلك بقطع طرق رئيسية في مناطق المنشية والعجمي ومحطة الرمل والدخيلة والبيطاش وكليوباترا، مما تسبب في شلل مروري تام في المحافظة، إلى جانب قيام محتجين بإيقاف قطار «أبوقير» من محطة العصافرة وتحطيم مكاتب التموين في العصافرة والعجمي، وقد تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين، مما تسبب في إصابات جراء تدافع المحتجين».
«لبسنا الخيش»!
وقالت إحدى المتضررات من القرار لـ «الجريدة»: «سعر الرغيف السياحي وصل إلى 75 قرشا من غير البطاقة، ومش بقينا قادرين على احتمال هذا الوضع»، كما قالت شاهدة العيان سلمى يونس: «منزلي قريب من مكتب تموين سيدي بشر في إسكندرية، وفوجئنا بقدوم عدد من المواطنين للاحتجاج على عدم صرف حصصهم من المخابز، وطالبوا الموظفين بإيجاد حل لأزمتهم، ورددوا هتافات «مش كفاية لبسنا الخيش، عايزين ياخدو رغيف العيش»، ما دفع قوات الأمن إلى الوجود بكثرة لتأمين المبنى.وسجل هاشتاغ «انتفاضة التموين» الصدارة على موقع «تويتر»، وكتب الحقوقي نجاد البرعي، عبر صفحته: «ما يحدث نتائجه سيئة، والله لا ننازع أحدا على شيء، ولكن الناس مازالت تستوعب صدمة ارتفاع الأسعار، تقوم وزارة التموين تخفض حصص الخبز..؟!»، كما دان حزبا «التجمع» و»التحالف الشعبي الاشتراكي» القرار، واصفين إياه بـ «الخاطئ» والاستمرار عليه سيؤدي إلى عواقب وخيمة.من جانبه قال القيادي في حزب «التحالف الشعبي»، زهدي الشامي، لـ «الجريدة»: «ما حدث شيء متوقع في ظل توجه الحكومة إلى إلغاء الدعم نهائيا، بما فيه دعم الخبز»، واصفا الإجراءات بـ «غير المسؤولة والمتخبطة وشديدة الخطورة».اعتراف بالخفض
وفي حين التزم مجلس الوزراء الصمت حتى عصر أمس، اعترف وزير التموين علي المصيلحي، في تصريحات لـ «الجريدة» بخفض خزئي لحصص بعض المواطنين من أصحاب البطاقات الورقية من الخبز المدعم، وقال: «جاءت لتقنين أوضاعهم»، وشدد الوزير على عدم اتخاذ أي قرارات بخفض حصص الخبز المدعم لأصحاب البطاقات الذكية، وأن حصة الفرد الشهرية لاتزال 150 رغيفا، فيما قال المتحدث باسم الحكومة، السفير أشرف سلطان، لـ «الجريدة»، «الحكومة لم تتخذ أي قرار بشأن خفض حصة المواطنين من الخبز المدعم».وعلمت «الجريدة» من مصادر حكومية، أن وزير التموين لم يراجع مجلس الوزراء في قراره الأخير، وأن رئيس الحكومة شريف إسماعيل يتابع تداعيات الأمور، وأن قوات الأمن لاتزال تفرض سيطرتها على الأوضاع، حيث تقرر أن يعقد الوزير علي المصيلحي مؤتمرا صحافيا في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء.من جانبه، اتهم وكيل مديرية التموين بالإسكندرية، سليمان الطيب، في تصريحات صحافية، أصحاب المخابز، بالوقوف وراء احتجاجات حاملي البطاقة الورقية، لرفضهم قرار الوزير الذي يهدف إلى منع التلاعب بالبيع خارج البطاقات، فيما وصف رئيس شعبة المخابز في الغرفة التجارية بالإسكندرية، عبدالعال درويش، قرار وزير التموين بـ «الخاطئ»، وأنه تسبب في أزمة بالشارع، لأن قرار تخفيض حصة الكارت الورقي من الخبز، من 3000 إلى 500 رغيف، وراء قرار امتناع المخابز عن صرف الخبز.احتجاجات الخبز التي اندلعت أمس، هي الثانية من حيث المشاركة الشعبية، إذ لم يشهد حكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي منذ توليه مسؤولية البلاد في يونيو 2014 احتجاجات واسعة بشكل تلقائي، إلا في أعقاب توقيعه اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية في أبريل 2016، ما دفع مواطنين إلى التظاهر، معتبرين الاتفاقية يترتب عليها التنازل عن جزء من السيادة المصرية.الناتو
على صعيد آخر، وفيما له صلة بالنقاشات الواسعة التي أجراها وزير الخارجية المصري سامح شكري في بروكسل، عقد الوزير المصري جلسة مباحثات مع السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطي (الناتو)، ينز ستولتنبرغ، في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الأول، وقال الناطق باسم الخارجية، أحمد أبوزيد: «بدأ اللقاء بتوجيه التهنئة من السكرتير العام للحلف للوزير شكري بمناسبة إقامة تمثيل دبلوماسي مصري لدى الحلف للمرة الأولى، مما يمثل دفعة نوعية للعلاقات بين الجانبين».وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق، إن التمثيل جيد، لكنه ليس الأول لدولة عربية، فالمملكة الأردنية الهاشمية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، لها تمثيل دبلوماسي أيضا في الحلف، فيما قال سفير مصر في واشنطن، عبدالرؤوف الريدي: التمثيل سيساعد مصر في نقل رؤيتها إزاء القضايا المهمة مثل «الإرهاب وضبط الهجرة غير الشرعية».في السياق، أكد وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول صدقي صبحي أن القوات المسلحة ماضية بكل عزم على التطوير والتحديث لإمكاناتها وقدراتها لمواجهة التحديات التي تواجه مسيرة الوطن والتصدي للإرهاب الأسود، مشددا، خلال حضوره تخريج الدفعة 154 من معهد ضباط الصف المعلمين بالتل الكبير، التابعة لمحافظة الإسماعيلية، أمس، على حرص القوات المسلحة على توفير جميع الإمكانات في بناء أجيال جديدة قادرة على حماية الوطن والدفاع عن أمنه.
ماضون في التطوير للتصدي للإرهاب الأسود ... صدقي صبحي