إيران ترفض منح الجنسية للأجانب المرسَلين إلى القتال في الخارج
اكتفت بالموافقة على منحها للقتلى والمعوقين بنسبة تزيد على 50%
نفى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أمس الأول، موافقته على قرار يسمح بإعطاء الجنسية الإيرانية لـ»مدافعي الحرم» من الاجانب وعائلاتهم، وذلك بعد ساعات على إعلان المدير العام لمؤسسة الشهداء والمضحين في محافظة خراسان الرضوية (مشهد) عابدين مقدم أن المجلس أصدر القرار.ولم ينف «الأمن القومي» انه اصدر قرارا لإعطاء الجنسية لعائلات القتلى والمعوقين الأجانب.ولا يسمح القانون الإيراني بإعطاء الجنسية، إلا إذا كان الشخص مولودا لأب إيراني أو بقرار خاص من المجلس الأعلى للأمن القومي.
ورغم موافقة مجلس الشورى (البرلمان) على قانون يسمح للحكومة بإعطاء الهوية لـ«مدافعي الحرم» وعائلاتهم منذ نحو 8 أشهر، فإن القانون واجه رفض مجلس صيانة الدستور على أساس تعارضه مع مبدأ منع ازدواجية الهوية المنصوص عليه في الدستور.وقال مقدم إن «امام جمعة مشهد احمد علم الهدى أرسل رسالة الى مجلس الامن القومي، يطلب فيها قرارا خاصا واستثنائيا بالنسبة إلى مدافعي الحرم وعائلاتهم، وردا رسالة علم الهدى فقد أقر المجلس إعطاء الجنسية لهؤلاء».وكانت هذه النقطة موضوع جدل واسع داخل الشارع الإيراني تم على إثره تناسي مشروع القانون الذي اقره مجلس الشورى وعارضه مجلس صيانة الدستور. وأكد مصدر في مجلس الأمن القومي، لـ«الجريدة»، أن الموضوع تم بحثه في المجلس، وتمت الموافقة على إعطاء الجنسية للقتلى والمعوقين التي تزيد نسبة اعاقتهم على 50 في المئة، لكن لم تتم الموافقة على إعطاء الجنسية للذين يتطوعون للقتال في سورية ككل.وبحسب المصدر، فإن خلافا بين أعضاء المجلس دار حول المدة التي يجب أن يقاتل فيها الاجنبي في سورية لمنحه الجنسية، وتفاوتت الآراء بين عامين أو اكثر، مضيفا أن عابدي تسرع بإعلان موضوع كان يتم بحثه، وبهذا التصرف قام بنسف الاقتراح، إذ إن المجلس سيضطر الى تأجيل البت فيه.وإصدار قرار من هذا النوع من شأنه أن يثير غضبا عارما داخل إيران، إذ إنه يعطي امتيازات كبيرة جدا عن الجنسية للذين يشملهم، وخاصة اذا تم اعتبارهم «شهداء او مضحين او مناضلين تحت اشراف منظمة الشهداء والمضحين»، إذ يمكنهم مع عائلاتهم مثلا دخول جامعات عبر نظام خاص، والحصول على وظائف حكومية او رواتب دائمة او رعاية صحية خاصة مدى الحياة وامتيازات اجتماعية اخرى لا يحصل عليها المواطن الايراني العادي.ويرجع العديد من المراقبين سبب تسرع عابدي بإعلان هذا الموضوع، الى أن المديرين والموظفين في مؤسسة السجلات العامة رفضوا تسجيل مجموعة من اللاجئين الافغان الذين تم ارسال اسمائهم عبر وزارة الخارجية الإيرانية بضغط من مؤسسة «الشهداء والمضحين» وإمام جمعة مشهد.الى ذلك، أعلن محمد علي شهيدي محلاتي، رئيس مؤسسة الشهداء وقدامى المحاربين في إيران، أمس، مقتل أكثر من ألفي مقاتل أرسلتهم إيران إلى العراق وسورية.وقال محلاتي: «استشهد نحو 2100 شخص في العراق وأماكن أخرى من مدافعي الحرم»، دون أن يحدد الفترة التي قتلوا فيها أو جنسياتهم، مضيفاً أن «هؤلاء المقاتلين ماتوا دفاعا عن العتبات المقدسة».وكان محلاتي قد صرح في نوفمبر الماضي بأن «عدد شهداء بلادنا الذين قتلوا في سورية تجاوز ألف مقاتل».