القصر غير المكتمل

Ad

«القصر غير المكتمل» أحد قصور مدينة فلورنسا الإيطاليّة التي تعتبر بكاملها متحفاً في الهواء الطلق.

باع أحد الفلورنسيين بيته وحانوته وحديقته لثريّ يدعى ألساندرو ستروزي ليشيد فيه قصراً فخماً، فأوكل المشروع إلى المهندس المعماريّ برناردو بيونتالنتي العام 1593 للمباشرة به. كان المهندس أحد رعايا البلاط وذا موهبة خارقة، فوضع تصميماً خلاقاً للمشروع، وعهد بتنفيذ كلّ قسم منه إلى مهندس آخر.

بعد ثلاث سنوات من الشروع في العمل أشرك ألساندرو أخاه معه، فتضاربت الآراء وتبيّن أن كل مهندس كان ينفذ العمل كما يحلو له، وأن هندسة جميع الأقسام تختلف في ما بينها، فاستنكف ألساندرو بعد صدامات عدّة وتوقّف عن الإشراف.

تولّى المشروع مهندس آخر، لكنّ ظروفاً مالية قاهرة منعته من متابعته فبقي قسم داخلي كبير فيه غير مكتمل.

مرّت أجيال عدة تبيّن بعدها أن الاختلاف في هندسة القصر وهبته رونقاً خاصاً وأضفت عليه أشكالاً لم تعهدها الأبنية سابقاً، فجعلته فلورنسا متحفاً وطنياً لها.

لوحة نابوليون بونابرت

بعد توقيع اتفاقيّة كامبو-فورميو بين نابوليون بونابرت وإمبراطور النمسا فرنسوا الأول عام 1797، استقبل الفرنسيّون قائدهم استقبال الأبطال. في ذلك الوقت، لمحه الرسّام جاك- لوي دافيد للمرّة الأولى وصنع التخطيط الأولي لجانبيّة رأسه. ثم التقيا معاً في إحدى المناسبات، وخلال محادثتهما عرض الرسّام على الجنرال أن يأتي إلى مرسمه في اللوفر، وبعدما كرّر طلبه في أوقات لاحقة، زاره بونابرت وجلس أمامه لمدة ثلاث ساعات فقط، بينما كان الأمر يقتضي جلسات عدّة، ولم يعد إلى المرسم ثانية.

رسم دافيد وجه نابوليون وهو يتطلّع نحو اليمين بنظرة متعالية، وشعره الفاتح يتمايل قليلاً في الهواء، ولم يلوّن من ثوبه الرسميّ سوى قبّته والمشلح. وضع الجنرال قبضته اليمنى فوق وركه الأيمن، واليسرى فوق صدره. ولم يؤرّخ دافيد تلك اللوحة ولم يوقّعها، بل تركها غير منجزة لعدم مبالاة صاحبها، وانصرف إلى أعماله الأخرى.

وفي العام 1955، اتخذ الرسم نموذجاً لتكريم نابوليون، فطبع على أوراق العشرة آلاف فرنك فرنسيّ، ثمّ طبع على ورقة المئة فرنك الجديدة.

كاتدرائية «العائلة المقدّسة»

«العائلة المقدّسة» كاتدرائيّة في مدينة برشلونة يسمّيها الإسبان «معبد الاستغفار»، هي من العمارات القتلانيّة النموذجيّة، ومن أجمل المعالم الهندسيّة في العالم.

بدأ المهندس المعماري أنطوني غودي في تشييدها العام 1882 ليجعل منها «قصيدة صوفية» قائمة على أعمدة وأقواس تتصاعد منها أبراج في غاية الجمال نقشاً وزخرفة، لكن غودي توفي بعدما أنهى الواجهة الضخمة والقبو الذي يحتوي على المدافن فقط.

في العام 2005 وضعت الأونيسكو هذا الموقع على لائحة التراث الإنساني، وفي العام 2012 بلغ عدد زائريه 3.2 ملايين شخص، ممّا سيساعد مادياً على متابعة البناء.

عبادة المجوس

استقبل الرسّام ليوناردو دو فنتشي العام 1480 وفداً من الرهبان طلبوا منه رسم لوحة «عبادة المجوس»، وكانت أولى الطلبيات التي يستلمها في مطلع شبابه. وكان العقد يمهله 24 شهراً قد تطول إلى 30 شهراً لينهي اللوحة إضافةً إلى بنود مالية أخرى.

لكن ليوناردو غادر فلورنسا وسافر إلى ميلانو قبل إنجازه اللوحة، وبعد مرور سنوات طوال فقد فيها الرهبان أملهم بإكمالها، عهدوا إلى الرسّام فيليبينو ليبي برسم لوحة في الموضوع عينه، وهي موجودة راهناً في أحد متاحف فلورنسا.

تميّزت هذه اللوحة بإبراز السيّدة مريم وتصوير المجوس والعمق الذي أعطاه ليوناردو لأبعاد لوحته المربّعة تقريباً (243x246 سنتم)، وعلى الرغم من الإضافات التي زادها الكثير من الرسّامين على اللوحة لاحقاً، فإنّ ترميمها أنجز أخيراً وغدت في أحد متاحف فلورنسا تقف على مسندٍ خشبيّ صنعه الرسام في السابق لها.

العبد المحتضر

«العبد المحتضر» تمثال لم يكتمل نهائياً لمايكل أنجلو، الرسّام والنحات الأبرع في عصر النهضة.

شرع مايكل أنجلو في عمله العام 1513، تنفيذاً لمشروع إقامة قبر جليل لرئيس أساقفة روما يوليوس الثاني، وأوكل إليه صنع تمثالين ينتصبان إلى جانب القبر، فبدأ في نحتهما معاً: «العبد المحتضر» و{العبد المتمرّد»، ولأسباب لم تذكر استثني هذان العملان من المشروع، فأصيب النحّات بخيبة أمل كبيرة ولم يرغب في إنهائهما. وفي العام 1542 أهدى أنجلو التمثالين إلى أحد أصدقائه الذي أهداهما بدوره إلى ملك فرنسا فرنسوا الأوّل.

يبلغ علوّ التمثال الرخاميّ للعبد المحتضر 229 سنتمتراً، وهو يتربّع اليوم مع رفيقه إحدى قاعات متحف «اللوفر» في باريس.

أعمال أخرى

ثمة أعمال كثيرة غير مكتملة في مختلف الميادين كالموسيقى والأدب والشعر، وهي تلاقي إقبالاً عليها منقطع النظير، وأمسى تقييم أسعارها يفوق الأعمال المكتملة التي توازيها فكراً وفناً وجمالاً، ويعود ذلك إلى فضول الإنسان ورغبته في اكتشاف المجهول.