«سناب شات»... عندما تتحول التسلية إلى ثروة!
• شركات التواصل الاجتماعي في منافسة شرسة لاستقطاب المتابعين والمعلنين
• طرح المنتجات ينبغي أن تواكبه عمليات تطوير ودراسة لاحتياجات السوق
سبب التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي الثلاث (سناب شات، وفيسبوك، وتويتر) يرجع إلى أنها مدرجة في أسواق الأسهم العالمية، مثل بورصة نيويورك، وبالتالي فإن بياناتها المالية والتشغيلية أدق من غيرها من الوسائل الأخرى المنتشرة في العالم.
مع إتمام عمليات إدراج اسهم شركة "سناب شات" في بورصة نيويورك، الأسبوع الماضي، لامست القيمة السوقية لشركة التواصل الاجتماعي الحديثة 31 مليار دولار، وسط توقعات بأن تنافس نظيراتها في شبكات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر.فمن شركة صغيرة انطلقت بعد صدفة إرسال طلاب جامعيين صوراً تختفي بمجرد الاطلاع عليها، وواجهت بعدها العديد من الصعوبات في بداياتها عام 2011، إلى شركة حققت إيرادات بنحو مليوني دولار في 2014، غير أن القفزة الكبيرة كانت في عام 2015 عندما تجاوزت أرباح سناب شات 55 مليون دولار، بدعم قوي من الفئات العمرية في المجتمع الأميركي ما بين 16 و24 عاما، حتى بلغت 400 مليون دولار في 2016، مع توقعات بأن تتعاظم الايرادات في العام الحالي إلى نحو مليار دولار، خصوصا مع توسع العمليات بعد طرح اكتتاب أولى للأسهم لجمع 3.4 مليارات دولار.
حصة كل مستخدم
وتعتمد "سناب شات" في إيراداتها، مثلها مثل نظيراتها فيسبوك وتويتر، بنسبة تتجاوز 80 في المئة على الإعلانات، وبدرجة أقل على منتجات إلكترونية، فضلاً عن البيانات الخاصة بالإحصائيات. ويبلغ عدد مستخدمي "سناب شات" 150 مليون مستخدم نشط شهريا، مقارنة بمستخدمي "تويتر" البالغ عددهم 320 مليون مستخدم نشط شهريا، ومستخدمي "فيسبوك" البالغ عددهم 1.23 مليار شخص، إلا أنه على مستوى الإيرادات الخاصة بكل مستخدم فإن الصدارة هي لمصلحة موقع فيسبوك بعائد 7 دولارات لكل مستخدم نشط، مقابل 2.66 دولار لمستخدمي "سناب شات" و2.25 دولار لكل مستخدم لـ"تويتر".وسبب التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي الثلاث (سناب شات، فيسبوك، وتويتر) يرجع إلى أنها مدرجة في أسواق الأسهم العالمية، مثل بورصة نيويورك، وبالتالي فإن بياناتها المالية والتشغيلية أدق من غيرها من الوسائل الأخرى المنتشرة في العالم، غير أن المقارنة بين هذه الوسائل الثلاث تكشف أهمية الابتكار والقدرة على التطوير، عبر تحليل النتائج المالية، فـ"سناب شات" و"فيسبوك" تنمو عملياتهما، على عكس "تويتر"، بصورة تؤكد أن طرح المنتجات ينبغى أن يواكبه عمليات تطوير ودراسة لاحتياجات السوق، كي تستطيع الشركة كسب المزيد من الإيرادات، لاسيما إيرادات الإعلان.خسائر «تويتر»
فالربع الاخير من عام 2016 كشف عن خسائر لـ"تويتر" بلغت 167 مليون دولار، مقارنة بخسائر الفترة نفسها عام 2015 التي قدرت بـ90 مليون دولار، وقالت الشركة إنها ستعيد النظر في استراتيجيات الإعلان الأساسية بعد ان نما عدد المستخدمين النشطين بنسبة 4 في المئة، عن الفترة نفسها من العام السابق، وهي نسبة نمو ضعيفة مقارنة بمواقع التواصل الاجتماعى الأخرى؛ كـ"فسيبوك" (23 في المئة)، و"سناب شات" (44 في المئة).أهمية ترامب
وتعول "تويتر" كثيراً على استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لبرنامجها في الإدلاء بتصريحات سياسية مثيرة لتنشيط قاعدة مستخدميها، وبالتالي زيادة حصتها الإعلانية، نتيجة لتنامي حصص منافسيها في السوق، مع أن توقعات المحللين ارتكزت على أن التحدي الحقيقي لموقع "تويتر" ينحصر في محدودية القدرة على الابتكار.اللافت في سياسات شركات التواصل الاجتماعي هو تركيزها المحض على الابتكار والانتشار، فـ"سناب شات" قبل أن تطرح اسهمها للاكتتاب لجمع 3.4 مليارات دولار طرحت مجموعة من الخدمات الجديدة على موقعها، وسهلت عمليات وضع خاصية Stories لتكون مرغوبة أكثر عند المستثمرين، وهو ما انعكس عليهم وعلى ايرادات الاعلان، الى جانب ان قوة "فسيبوك" تعود الى القدرة على استشفاف خيارات المشتركين، عبر نظام تلقائي يرصد النقاط المشتركة بينهم من تحليل خاصية "إعجاب"، وعليه يمكن استخلاص معلومات عامة يستفاد منها في توجيه الحملات الإعلانية.استهداف ذكي
وبحسب "فيسبوك" فإنها تقوم بجمع البيانات عن الملايين ممن يشتركون في الاهتمامات وربطها، ويقوم الموقع بتوجيه إعلان مستهدف يشاهده كل من شارك في الإعجاب، ليظهر هذا الإعلان فقط لمن لديه أدنى اهتمام بالموضوع المحدد، ولا يظهر لأولئك الذين لا يحققون الاستهداف المطلوب، ومن ثم استبعادهم من التسويق المفترض. والغرض من الاستهداف هنا هو ألا تنفق الشركات أموال حملاتها الإعلانية على الأشخاص غير المهتمين.فشركات التواصل التي ترتكز على الإعلان الرقمي بالدرجة الاولى تنفق ملايين الدولارات على رصد أذواق وخيارات المشتركين لاستقطاب الاعلانات، بعد تحليل البيانات، ومع انه لا يزال من المبكر الاعتماد الكلي على وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تسويق المنتجات وزيادة المبيعات، إلا انها تعتبر اليوم منصة أساسية في السوق، والمنافسة بينها شرسة للغاية لاستقطاب المتابعين، والمعلنين بالتالي، وفقا لعائد كل مستخدم نشط للموقع. "سناب شات" و"تويتر" و"فيسبوك"، وغيرها من شركات التواصل الأخرى، كلها انطلقت صدفة ومن دون تخطيط حقيقي، وبعضها لم يبتغِ اكثر من ان يكون مشروعا فرديا صغيرا، لكن وجود بيئة حقيقية للأعمال ومشجعة للابتكار حوّل الفكرة إلى استثمار، والاستثمار الى ثروات بالمليارات.