باتت القوات العراقية على مشارف الوسط التاريخي لمدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، بعد أن واصلت توغلها في قلب الساحل الأيمن للمدينة، فيما بدا أن دفاعات تنظيم "داعش" تنهار أمام الهجوم المحكم لتحرير أكبر مدينة سنية في العراق.

وأعلنت عمليات "قادمون يا نينوى"، أمس، عن تحرير حيين في الساحل الأيمن من مدينة الموصل. وقال قائد العمليات الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، في بيان، إن "قوات مكافحة الإرهاب حررت حيي المنصور والشهداء الثانية في الجانب الأيمن من الموصل"، مضيفا، أن "تلك القوات رفعت العلم العراقي فوق مباني الحيين".

Ad

وركزت القوات العراقية، أمس، على تطهير المناطق التي استعادت السيطرة عليها وسط الموصل، حيث بدأت عمليات تفتيش عن الجهاديين ونشرت حواجز ومصدات تمهيدا لعمليات التقدم المقبلة.

واستعادت القوات العراقية عددا من الأحياء، إضافة إلى المجمع الحكومي الذي يضم المحافظة ومجلس المحافظة وقيادة الشرطة والمتحف الأثري القديم.

وقال المتحدث باسم قوات الرد السريع المقدم عبدالأمير المحمداوي: "التركيز اليوم على تطهير المناطق التي تم تحريرها، أمس الأول، ورفع العبوات، وتفكيك البيوت المفخخة بالقرب من مبنى المحافظة، مجمع الحكومة، مجمع المحاكم والمتحف"، مضيفا أن "تحرير مركز المدينة خطوة أولى ومهمة جدا لبداية تحرير المدينة القديمة".

وتتمير هذه المنطقة بأبنية تراثية على الطراز القديم، حيث تكثر الأزقة الضيقة التي يصعب على العجلات العسكرية التحرك خلالها.

وأضاف المحمداوي أن "المدينة القديمة منطقة صعبة جدا، مكتظة بالبيوت ولا توجد ممرات واسعة وشوارعها بعرض متر ونصف".

من جهته، ذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أمس، أن "وحدات الشرطة الاتحادية نشرت المصدات والحواجز لحماية قواتها وباشرت بعمليات تفتيش مناطق الدواسة والندان والعكيدات للكشف عن مخلفات الدواعش تمهيدا لاستكمال عمليات التقدم"، مؤكدا أن "عملية استعادة المجمع الحكومي أسفرت عن قتل 139 إرهابيا وتدمير 19 عجلة ملغمة، و36 موضع للهاونات والقناصة و5 أسلحة مقاومة للطائرات".

صد هجوم

في غضون ذلك، قال اللواء علي اللامي من الفرقة الخامسة بالشرطة الاتحادية، أمس، إن القوات العراقية صدت هجوما مضادا شنه تنظيم داعش الإرهابي، مساء أمس الأول، قرب المبنى الحكومي الرئيسي في الموصل بعد ساعات من انتزاع السيطرة عليه في إطار سعي القوات لدفع المتشددين لمزيد من التقهقر.

وأضاف اللامي أن مقاتلي التنظيم استخدموا عدة سيارات ملغومة في الهجوم، متابعاً: "حاليا نقوم بتطهير المنطقة التي تم تحريرها في الدواسة الخارج والدواسة الداخل ومنطقة نبي شيت".

وأكد أن المتحف خال تماما من أي قطع أثرية، مشيرا إلى أنها سرقت كلها وربما هربت، وأن أغلب المقاتلين الذين قاتلوا حول المتحف من المحليين، لكن كان هناك بعض الأجانب.

وذكر أن أوامر صدرت للمقاتلين الأجانب الذين ترافقهم أسرهم أن ينسحبوا مع أسرهم، وأُمر الذين لا ترافقهم أسرهم بالبقاء والقتال، سواء كانوا محليين أو أجانب.

قطع الطريق

في سياق متصل، ذكر قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالأمير يارالله أن قوات الفرقة المدرعة التاسعة وفرقة العباس القتالية وفرقة الامام علي تمكنت من استعادة محطة قطار الصابونية وقرية تل خزف ضمن محور عمليات بلدة بادوش شمال غربي الموصل.

وأضاف يارالله، في بيان، ان القوات سيطرت أيضا على طريق الموصل-الكسك باتجاه مدينة تلعفر وعزلت الساحل الأيمن لمدينة الموصل عن تلعفر.

العبادي

من ناحيته، أكد رئيس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، أمس، أن بلاده لن تتردد في ضرب مواقع لتنظيم "داعش" في دول مجاورة اذا كانت تهدد أمن العراق.

وقال العبادي، في كلمة ألقاها في ملتقى السليمانية بالجامعة الأميركية، "أقول مع احترامي لسيادة الدول الأخرى، سوف لن أتردد في ضرب مواقع الإرهاب في دول مجاورة اذا كانت تهدد الأمن في العراق"، مضيفا: "حصلت على موافقة الحكومة السورية في ضرب مواقع الإرهاب في البوكمال السورية، لأن هذه المواقع الإرهابية هي التي تمكن السيارات المفخخة التي ترسلها الى بغداد، وباقي المدن العراقية".

وأكد: "إننا سنستمر في محاربة الإرهاب في هذا الاطار، لكن أقول نريد أن ندافع عن العراق، عن المواطنين ونحميهم ونريد تعاونا مع كل دول المنطقة".

خطة للمهاجرين

على صعيد متصل، أعلن وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد، أمس، خطة تشمل إنشاء 100 ألف خيمة لاستقبال نصف مليون نازح باتفاق مع الأمم المتحدة وحكومة إقليم كردستان العراق.

وأشار محمد إلى نزوح نحو 300 ألف في الأشهر الأخيرة، منهم 260 ألفا من الموصل و40 ألفا من الحويجة، مؤكدا أنه "لا توجد عائلة نازحة لم تتسلم المساعدات".