الأغلبية الصامتة: عمان... الوجه الثقافي
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
أعود لمعرض مسقط الدولي للكتاب لأسجل أهم ما رأيته خلال يوم كامل بدأ منذ العاشرة صباحا حتى الساعة الثامنة مساء، تمركز فيه جناح دار الفراشة للتوقيع على كتابي الأخير "آسيا.. المائدة الباذخة" وتحركت في جولات مكوكية بين الحين والآخر للشراء والتفحص.الملاحظة الأولى وهي شكلية تتعلق بطريقة تنظيم المعرض الذي جعلت كل الأجنحة فيه داخل قاعة واحدة ضخمة ضمت بين صفوفها مساحات لتنظيم الندوات والفعاليات، مع اهتمام واضح بالطفل الذي أفرد له فضاء لا يستهان به من مسرح ومناطق تعليمية وترفيهية، هذه التجربة لا تتناقض مع فكرة التقسيم وتوزيع معارض الكتب على قاعات متخصصة، ولكن ما عاينته بنفسي يعتبر تجربة جديدة في تحريك الزوار على الكثير من الأجنحة في حركة انسيابية تخلو من الاختناقات الطويلة. الملاحظة الثانية وهي جوهرية وأعتبرها "حقيقة" كل معرض كتاب، وهي "الرقابة" التي أمقتها من قبل ومن بعد، فمن حيث المبدأ لم يزرع الرقباء عند المداخل لتفتيش خلق الله خشية دخول كتاب ممنوع كما يحصل عندنا، كما لم يوكل لشرطة المحتسب مهمة التدقيق على فواتير الشراء عند المخارج، وكأن فعل الشراء جريمة يجب التحقيق فيها، وبمعنى آخر كانت البوابات مشرعة والأمن لم يكن غائبا لكنه موجود من غير تطفل.وفي السياق نفسه ذهبت لأغلب دور النشر المستهدفة من رقيب الكويت فوجدت أغلب المحظور معروضا في المقدمة، وبحثت عن الإبداع الكويتي الممنوع في بلده فلم يكن أقل توهجا أو تميزا على طاولات العرض.في الختام لم يكن ليومي اليتيم في معرض مسقط أن يكتمل دون ألتقي بنخبة من الأصدقاء الأدباء والصحافيين، ومنهم محمد سيف الرحبي وعاصم الشيدي وحسن المطروشي وعائشة الدرمكية، كم كانوا رائعين بروعة عمان، وكم كانوا قريبين مثل عمان.