المصيلحي يعتذر عن شح الخبز... والدولار يلامس 18 جنيهاً
• «التموين» تسلم 100 ألف كارت للمحافظات الغاضبة
• المؤبد لـ 9 في قضية تجسس لإسرائيل
سعت الحكومة المصرية لاحتواء غضب المصريين، ومنعه من التصاعد أمس، على خلفية أزمة شح الخبز، وضخت وزارة التموين 100 ألف كارت للمواطنين في المحافظات التي شهدت تظاهرات حاشدة، وبينما أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بقرار تعويم الجنيه واصل الأخير تراجعه الحاد أمام الدولار، إلى 18 جنيها.
غداة تظاهرات مئات المواطنين في 7 محافظات، وفي ظل أزمة اقتصادية طاحنة، حاولت الحكومة المصرية أمس احتواء أزمة شح الخبز في الشارع، ومنعها من التصاعد، إذ بدأت وزارة التموين العمل على حل الأزمة، بتبني إجراءات تهدئة، بما فيها التراجع خطوة عن قرار تخفيض حصة المخابز من الخبز المدعم فيما يعرف بنظام "الكارت الذهبي".وأعلنت وزارة التموين والتجارة الداخلية، أمس، تسليم 100 ألف كارت ذكي توزع على المواطنين في 6 محافظات شهدت تظاهرات، ورفع حصة الخبز في الكروت الذهبية (التي يحصل عليها أصحاب المخابز)، بأربع محافظات، مع بدء العمل فعليا بإجراءات ضبط قاعدة البيانات وتأمين الكروت الذكية وضبط وصول السلع إلى مكاتب التموين، في إطار حل أزمة حصص الخبز، بمختلف المحافظات.واندلعت تظاهرات لمواطنين شملت قطع الطريق في الإسكندرية والجيزة و5 محافظات أخرى أمس الأول، بعدما لم يتمكنوا من صرف الخبز المدعم، على خلفية توجه وزارة التموين إلى خفض الحصص المخصصة لأصحاب البطاقات الورقية، ضمن آلية الكارت الذهبي لأصحاب المخابز، من ثلاثة آلاف رغيف لكل مخبز إلى 500 فقط، لكن الحكومة التي بدت مدهوشة أمام الانتفاضة الشعبية تراجعت عن الإجراء.
بدوره، حاول وزير التموين علي المصيلحي امتصاص الغضب بتقديم اعتذار على الهواء للمواطنين، خلال لقائه ببرنامج "مساء dmc"، أمس الأول، مؤكدا أنه اتخذ قرارات لتوفير الخبز لجميع المواطنين، واعترف المصيلحي، في مؤتمر صحافي عقده بشأن الأزمة، مساء أمس الأول، بأن هناك خللا في منظومة الخبز المدعم تتعلق بالبطاقة الورقية، متعهدا بعدم الاقتراب من الدعم.وأوضح أنه ستتم زيادة الحد الأقصى لحصص الخبز المدعم بالمحافظات بحسب البطاقات الورقية، مشددا على أنه يتم الآن حصر البطاقات الورقية في المحافظات، لصرف الخبز المدعم لأصحابها وفقا لمنظومة الـ5 أرغفة لكل فرد مقيد على البطاقة التموينية، مشددا على أنه سيتم إصدار كروت ذكية لكل أصحاب البطاقات الورقية.
تحركات المحافظين
في السياق، قال محافظ الإسكندرية محمد سلطان، خلال جولة تفقدية على المخابز أمس، إنه سيتم صرف جميع مستحقات الخبز لمن يمتلك "البطاقات الورقية"، لحين استخراج البطاقات الذكية خلال أسبوعين، وانه تم رفع حصة المخابز من الكروت الذهبية إلى ألفي رغيف لكل كارت، لتغطية الرقم الذي كان يتم صرفه على البطاقات الورقية.من جهته، رحب رئيس شعبة المخابز في الغرفة التجارية بالإسكندرية عبدالعال درويش بتراجع وزارة التموين عن قرار تخفيض حصة المخابز الخاص بالكارت الذهبي، مضيفاً لـ"الجريدة": "الأمور استقرت بالمدينة، ولم تنشب أي مشكلات بين المواطنين وأصحاب المخابز أمس".اجتماع السيسي
الرئيس عبدالفتاح السيسي اجتمع برئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، ووزير المالية عمرو الجارحي، أمس الأول، موجها بضرورة مراعاة محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجا، من خلال التوسع في شبكات الحماية الاجتماعية، وضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، والاستمرار في زيادة الموارد المالية اللازمة لتوفير السلع الأساسية للمواطنين، وضرورة الاستمرار في تنفيذ برامج الإصلاح الهيكلي، بما يساهم في تحقيق الأهداف المالية والاقتصادية والاجتماعية، وأهمها جذب الاستثمارات. وقال مصدر رفيع المستوى لـ"الجريدة" إن "السيسي، اطلع على تقرير أزمة الخبز خلال لقائه مع رئيس الحكومة، حيث طلب الرئيس حل الأزمة سريعا قبل تفاقمها، وتواصل مع وزير التموين وطالبه بتقرير كامل عن الأزمة، إذ أكد المصيلحي أن أصحاب المخابز وراء الأزمة لقيامهم بسرقة المواطنين"، فيما كشف مصدر حكومي أن رئيس الوزراء اجتمع مع وزير التموين، أمس، لبحث الأزمة ومعالجة تداعياتها، مطالبا بحل الأزمة قبل نهاية الأسبوع الجاري.ارتفاع الدولار
وبينما أعلنت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي أمس وصول وفد من البنك الدولي إلى القاهرة الأحد المقبل، لمناقشة الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة المصرية لتحسين مناخ الاستثمار، قال السيسي إن "القرارات الاقتصادية الخاصة بتعويم الجنيه وتخفيض دعم المحروقات تشير إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي يسير بخطى حثيثة".وأضاف السيسي، في مقابلة أجراها مع مؤسسة الأبحاث والاستشارات العالمية، "مجموعة أوكسفورد بيزنس جروب"، أن هذه التدابير تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي.في المقابل، واصل الجنيه تراجعه أمام الدولار، إذ لامس الأخير سقف 18 جنيها، في تعاملات البنوك أمس، بينما وصل إلى 18.2 جنيها في السوق الموازي، وسط توقعات بمواصلة العملة المحلية التراجع مع بدء موسم العمرة وقرب شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعا قياسيا في استهلاك المصريين للسلع الغذائية.ورفعت وزارة المالية لمجلس الوزراء تقريرا يؤكد ارتفاع أسعار الدولار خلال الفترة المقبلة، محذرة من لجوء المستثمرين إلى السوق الموازي لتأمين احتياجاتهم من الدولار.وحاول البنك المركزي تخفيف الضغط على الجنيه، إذ أرسل للبنوك كتابا دوريا يطالب فيه بإخطاره قبل تدبير العملات الأجنبية لأي من الجهات الحكومية، ومقاوليها ومورديها دون حد أدنى، معلنا عن توفير البنوك المصرية 21 مليار دولار لتمويل عمليات الاستيراد منذ قرار تعويم الجنيه في نوفمبر الماضي.وقال مصدر مصرفي لـ"الجريدة" إن تعليمات صدرت من مجلس الوزراء بتدبير احتياجات كبار المستثمرين والمستوردين، من العملة الصعبة، ما أدى إلى استياء المستثمرين والمستوردين الصغار الذين اضطروا للتعامل مع السوق الموازي.قضية تجسس
وفيما التقى السيسي أعضاء المجلس القومي للمرأة بالتزامن مع يوم المرأة العالمي أمس، قضت محكمة جنايات شمال سيناء، المنعقدة في الإسماعيلية استثنائيا، أمس، بالسجن المؤبد على مصريين اثنين حضوريا، ومصري وستة إسرائيليين غيابيا في قضية التخابر لمصلحة إسرائيل، والمعروفة إعلاميا بـ"شبكة عوفاديا".وترجع أحداث القضية إلى عام 2013، عندما أحالت نيابة أمن الدولة العليا المتهمين إلى محكمة الجنايات، بتهمة التخابر مع عناصر من المخابرات الإسرائيلية، وإمدادهم بمعلومات تضر بالأمن القومي المصري مقابل مبالغ مالية ضخمة.
السيسي يلتقي أعضاء المجلس القومي للمرأة