شهيد الواجب المرحوم أ. خالد جاسم الشمالي
لقد فقدت الكويت واحداً من أبرز أبنائها الذين تولوا سدة المسؤولية "كوكيل لوزارة التجارة والصناعة"، إثر أزمة قلبية داهمته وهو يؤدي واجبه بعيداً عن أهله وذويه.ليس من السهل على من عرف المرحوم وخصاله الكثيرة أن ينسى مآثره ودوره في تطوير وزارة التجارة والصناعة، وبحق فإن المرحوم أ. خالد الشمالي، ورغم قصر المدة التي قضاها وكيلاً لوزارة التجارة والصناعة، والتي لا تتجاوز العامين، يعد نموذجاً للقيادات الوطنية الشابة التي أثرت العمل الإداري في هذه الوزارة. وبحكم وجودي على سدة الوزارة لمدة خمسة عشر شهراً ابتداء من يناير 2014، استعنت خلالها بالمرحوم مستشاراً في مكتبي، ثم وكيلاً للوزارة، وخلال هذه الفترة كانت علاقتي به تزداد يوماً بعد يوم، وإعجابي بأدائه ووطنيته، وبإخلاصه في العمل وتفانيه جعلني أجزم بأن المرحوم يتميز بصفات القيادي الناجح. بالإضافة إلى تفانيه في العمل، فقد كان شفافاً في عمله يقول كلمة حق بغض النظر عمن هو أمامه، نناقش قضايانا العالقة لإيجاد الحلول لها والتغلب على العقبات، وكان معياره الأول مصلحة الكويت وأهلها، وليس ذلك بغريب عليه فهو سليل أسرة من أقدم الأسر الكويتية، والتي ساهم أجداده في بنائها منذ قرون.
وبعد مرور عام كامل شغر منصب وكيل الوزارة، فبالحال لم يكن في ذهني إلا شخص المرحوم فعرضت عليه القبول وبعد تردد، إلا أنني ذكرته بالكويت وبالتطوير والتنمية التي نحلم بها جميعاً، ومع الإلحاح قبل رحمه الله تولي هذه المسؤولية. ولقد أثبتت الأيام أنه أهل لها، فقد انبرى من أول يوم من تعيينه بالعمل الجاد الهادف إلى الإصلاح والتنمية. إن التركة التي تولاها المرحوم ليست بالسهلة، فقد أسندت إليه من أول أيام عمله ملفات عديدة، مثل ملف النافذة الواحدة، وملف التموين، والإشراف على بعض اللوائح التنفيذية المرتبطة بالوزارة وبعض أجهزتها، فكان رحمه الله شعلة من النشاط، ووجدته مندفعاً بكل ثقة لأداء واجبه، حريصاً على إنجاز الأعمال الموكلة إليه على أكمل وجه، دون كلل أو ملل. لقد كان رحمه الله ذا علاقة جيدة مع جميع العاملين تحت إدارته، كان أخاً للجميع، تجده يومياً سائلاً ومستفسراً عن موظفيه، لم تسمع منه كلمة مسيئة لأحد، بل كان مرحباً بكل من يأتي إلى مكتبه، شاكياً أو مستفسراً عن أمر من الأمور، فاتحاً أبوابه لأصحاب الأعمال وشكواهم، موجهاً ومسهلاً دون تمييز. وبحق فإن المرحوم أ. خالد جاسم الشمالي يعد نموذجاً يحتذى به ومثالاً لنموذج القيادات الشابة الوطنية، التي تثري العمل الحكومي في دولتنا، وتدفع بعجلة التنمية والإصلاح فيها. رحم الله أبوجاسم رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، ولأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.