التناغم بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو بشأن إيران وصلت الى ذروتها، بعد أن واجه البلدان ضغوطات قاسية على إيران، في إطار خطة مشتركة للجم النفوذ الإيراني، الذي تضخم في منطقة الشرق الأوسط، خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وبعد أن تفردت "الجريدة" بنشر خبر على صفحتها الأولى في عددها الصادر بتاريخ 7 الجاري، عن أن الزيارة العاجلة لنتنياهو إلى موسكو ستكون على قدر كبير من الأهمية، إذ سينقل الأخير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة إسرائيلية- أميركية مشتركة، مفادها أن البلدين قررا القيام بعملية لردع إيران عن بسط نفوذها في سورية، بدأت ملامح هذه الحملة تظهر الى العلن.
وأعلنت نيكي هالي سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، مساء أمس الأول، أن "سورية لا يمكن أن تظل ملاذاً آمنا للإرهابيين"، مضيفة: "علينا أن نعمل على إخراج إيران ووكلائها من سورية، وعلينا أن نتأكد أننا كلما أحرزنا تقدما فإننا نؤمن الحدود لحلفائنا أيضا"، في إشارة إلى إسرائيل. إلى ذلك، استقبل بوتين نتنياهو أمس في موسكو، وأجريا جولة من المحادثات تطرقت خصوصاً إلى الأوضاع في سورية وإيران. وقال نتنياهو لبوتين في مستهل اللقاء، إن "إيران تسعى الى تدمير إسرائيل. تقول ذلك على الملأ وبكل وضوح وتكتبه على صواريخها الباليستية"، وأضاف: "إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها، لكن تهديد التطرف الشيعي ليس موجهاً فقط ضدها بل ضد المنطقة والسلام العالمي".وتابع: "لا نريد استبدال الإرهاب السني بإرهاب التطرف الشيعي الذي تقوده إيران"، مشيراً إلى أن "روسيا ساهمت جدا في التقدم الذي تم احرازه في مكافحة الإرهاب السني الذي يمثله داعش والقاعدة"، ومؤكدا: "أنا أعلم أننا شركاء في النية للحؤول دون اي انتصار للتطرف الإسلامي أيا كان نوعه".
التنسيق العسكري
وأكدت مصادر لـ"الجريدة" أن التنسيق الإسرائيلي- الروسي بشأن الأجواء السورية، الذي تم التوصل اليه قبل أشهر، لم يتغير ولايزال معمولاً به. وشدد المصادر على أن الضربات الجوية الإسرائيلية في سورية تتم كلما دعت الحاجة وفق خطوط إسرائيل الحمراء المقبولة من الجانب الروسي. وكانت مصادر أفادت أمس بأن روسيا منحت إسرائيل تفويضاً جديداً لاستخدام الأجواء السوررية لضرب حزب الله. ونفى الكرملين منح تفويض جديد، كما نفى التطرق إلى استهداف إسرائيل لحزب الله، علماً بأن موسكو أعلنت سابقاً وجود تنسيق روسي- إسرائيلي، لمنع الاحتكاك والتصادم في الأجواء السورية عبر خط مباشر بين القدس، وقاعدة حميميم الجوية الروسية في اللاذقية.وشنّت إسرائيل منذ بدء الحرب السورية في عام 2011 عشرات الغارات في سورية، واستهدفت في الغالب قوافل صواريخ لحزب الله.وفي إيران، يحاول المسؤولون تقييم الموقف بحذر، وعدم الانجرار إلى حرب كلامية أو نفسية، قبل التأكد من نوايا تل أبيب وواشنطن. وحاولت إيران، أمس الأول الرد على التهديدات الأميركية- الإسرائيلية من خلال إعلان ميليشيا "حركة النجباء" العراقية الشيعية المتشددة الموالية لها من قلب طهران أنها شكلت فيلقا للقتال في الجولان السوري المحتل.بدوره، خرج الرئيس الإيراني حسن روحاني بخطاب مختلف، متوعداً الغزاة بمواجهة مصير أسود.وصرح القائد العام للجيش الإيراني أمس بأن إيران صنعت نموذجا أفضل من منظومة صواريخ "إس300" المضادة للطائرات روسية الصنع.وكان نائب وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أعلن مطلع الشهر الجاري أن اختبارات جرت لمنظومة "باور 373" الصاروخية للدفاع الجوي، وهي النسخة الإيرانية لمنظومة صواريخ إس 300 الروسية. وقال إن "هذه الاختبارات ستستمر حتى إدخال هذه المنظومة الخدمة".