1000 من «المارينز» في الكويت لدعم الحرب على «داعش»

واشنطن تنشر أول بطارية مدفعية بسورية... وتشن غارات على الرقة «عاصمة الخلافة»

نشر في 10-03-2017
آخر تحديث 10-03-2017 | 00:05
سوريان فرا من مناطق القتال في الرقة يتقدمان باتجاه مقاتلين في «قسد» أمس الأول (رويترز)
سوريان فرا من مناطق القتال في الرقة يتقدمان باتجاه مقاتلين في «قسد» أمس الأول (رويترز)
على وقع خسارته معظم أراضي «الخلافة» التي أعلنها في يونيو 2014، كثفت الولايات المتحدة تحركاتها لهزيمة تنظيم «داعش» في معقله بسورية، مع نشرها أول وحدة مدفعية هاوتزر ورفع عديد قواتها إلى 900 جندي، واستعدادها لنشر 1000 آخرين في الكويت كقوة احتياطية لدعم العملية الوشيكة بالرقة.
مع تسارع وتيرة الحرب على «داعش»، نشرت الولايات المتحدة بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سورية مع 400 جندي إضافيين، وتدرس إرسال ما يصل إلى 1000 جندي إلى الكويت كقوة احتياطية دعماً للهجوم الوشيك على معقل التنظيم في الرقة.

ونقلت «رويترز» عن مسؤولين أميركيين يؤيدون هذا الخيار، الذي لم يعلن من قبل، أن نشر هؤلاء الجنود سيختلف عن الوجود العسكري الحالي في الكويت، ويتيح للقادة العسكريين على الأرض قدرا أكبر من المرونة للاستجابة بسرعة لفرص قد تسنح فجأة وتحديات قد تطرأ على ساحة المعركة.

وأوضح المسؤولون أن البت في إنشاء قوة ترابط في الكويت ويمكن تحريكها بسرعة أكبر يمثل جزءا من المراجعة المستمرة لاستراتيجية الولايات المتحدة لهزيمة «داعش» في العراق وسورية، حيث يوجد نحو 6000 جندي أميركي يتركز نشاطهم في الأساس على دور استشاري.

وسيمثل خيار إدارة الرئيس دونالد ترامب خروجا على ما جرت عليه العادة في عهد إدارة سلفه باراك أوباما، وذلك لأنه سيترك للقادة المحليين القرار النهائي في نقل بعض هؤلاء الجنود الاحتياطيين المرابطين في الكويت إلى سورية أو العراق.

وبينما لم يتضح ما إذا كان هذا الاقتراح يحظى بتأييد وزير الدفاع جيم ماتيس الذي قد يختار استخدام أدوات أخرى لإتاحة مزيد من سرعة الاستجابة لقادته، امتنع المتحدث باسم وزارة الدفاع الكابتن جيف ديفيس عن التعليق على الخيارات التي تدرسها إدارة ترامب.

مشاة البحرية

وفي خطوة مهمة، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الكولونيل جون دوريان انضمام وحدة أميركية إضافية تضم وحدة مدفعية من مشاة البحرية ومجموعة من 400 جندي إلى 500 ينتشرون بالفعل في سورية لتعجيل هزيمة «داعش» في مدينة الرقة قاعدة عملياته.

وذكر دوريان، وهو من سلاح الجو الأميركي، أن القوات الإضافية لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية، وستعمل مع شركاء محليين، في إشارة إلى قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها أنقرة إرهابية.

بطارية «هاوتزر»

وفي وقت سابق، أفاد مسؤول أميركي أن جنوداً من الوحدة 11 لمشاة البحرية نشرت مدفعية عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية بسورية، موضحا أن مشاة البحرية «مستعدة للقيام بمهمتها» في دعم هجوم الرقة.

ووفقا لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن نشر المدفعية كان في طور النقاش «لبعض الوقت»، وليس جزءاً من طلب ترامب وضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد «داعش».

ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين أن مقاتلي «قسد» المدعومين من الولايات المتحدة يستعدون للتحرك خلال الأسابيع القادمة إلى مدينة الرقة.

إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن قتل 14 مدنيا بينهم ستة أطفال أمس في غارات شنها التحالف الدولي على بلدة المطب في ريف الرقة، دعما لتقدم «قسد» في اتجاه هذه البلدة، التي تقع قرب طريق استراتيجي يربط معقل «داعش» في الرقة بمدينة دير الزور مركز المحافظة المجاورة الغنية بالنفط.

§وربما تدفع الحملة على «داعش» ترامب إلى موقف لا يحسد عليه يضطر فيه للبت فيما إذا كان سيجازف باستعداء تركيا عضو حلف شمال الأطلسي بالاعتماد على «قسد».

وطالب المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين المسلحين الأكراد بأن يخرجوا من منطقة منبج إلى شرقي نهر الفرات، وفقاً للوعود المقطوعة، مشيرا إلى أن «القرار النهائي بشأن مَن وكيف ستشن العملية على الرقة لم يتخذ بعد».

وقال كالين، في إشارة إلى الاجتماع الثلاثي لقادة الأركان التركية والأميركية والروسية الذي جرى يوم الثلاثاء في أنطاليا: «خطتنا واضحة للغاية، لكن عملية المفاوضات مستمرة».

وجدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو تأكيد أن «هدفنا بعد مدينة الباب هو مدينة منبج، ونحن أكدنا سابقا أننا سنضرب تنظيم «ي ب ك» (وحدات الحماية) في حال وجدنا عناصره فيها عندما نصل إليها»، مشددا على «هذا التنظيم الإرهابي يريد الذهاب لمدينة الرقة ليوسع سيطرته ونفوذه، وليس بهدف تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي».

واعتبر أوغلو أن «تطهير المنطقة من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية أمر بغاية الأهمية بالنسبة لأنقرة، ولن تسمح للتنظيم بتحقيق أحلامه بإقامة «كانتونات في المنطقة».

«داعش» يحشد

وفي ظل استمرار تقدم «قسد» في إطار عملية «غضب الفرات»، عزز «داعش» قواته بنحو 150 مقاتلا استدعاهم من دير الزور والريف الشرقي لحماة إلى الرقة، بحسب المرصد السوري، الذي أوضح أن هذه العناصر وصلت إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات، ومن ثم انتقلوا بواسطة جسور متحركة، للمدينة التي لاتزال محاصرة مع أجزاء من أريافها الغربية والشمالية والشرقية، من القوات المدعومة بطائرات التحالف الدولي.

وفي ريف دير الزور الشرقي، أفاد المرصد أمس عن مقتل «سبعة مدنيين على الاقل، بينهم رجل وزوجته وأطفالهما الثلاثة، جراء قنابل ألقتها طائرتان روسيتان على الأرجح على مدينة الميادين» التي يسيطر عليها «داعش»، موضحا أنها استهدفت أماكن عدة بينها مدرسة تأوي مئات النازحين ومنازل سكنية، وأدت إلى إصابة أكثر من 70 شخصاً بجروح، بعضهم في حالات خطرة.

«جنيف 5»

سياسياً، أعلن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا عزمه عقد الجولة الخامسة من محادثات جنيف في 23 الجاري، التي سيستهدف جدول أعمالها تنفيذ القرار رقم 2254 ومكافحة الإرهاب.

وعقب مشاركته في جلسة مغلقة لمجلس الأمن عقدت مساء أمس الأول، أوضح ديميستورا أن «الجولة المقبلة ستناقش أيضا 4 مواضيع رئيسية هي الحكم والعملية الدستورية والانتخابات وإعادة الإعمار»، مطالبا دعم المجلس لأجندة الجولة الخامسة، ومناشداً المشاركين في اجتماع أستانة المقرر الأسبوع المقبل معالجة تحديات وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن.

ديميستورا يحدد «جنيف 5» في 23 الجاري ويعلن جدول أعماله
back to top