موسكو تنفي نشر صواريخ في كالينينغراد
نفى الكرملين أمس اتهامات وزارة الدفاع الأميركية بأن روسيا نشرت صواريخ عابرة للقارات في كالينينغراد تهدد أوروبا الغربية، وتشكل انتهاكا لمعاهدة عام 1987 التي تحظر الصواريخ المتوسطة المدى.وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "لسنا موافقين، ونرفض أي اتهام في هذا الصدد"، متابعا: "روسيا حريصة دائما، وستظل، على الوفاء بكل التزاماتها، بما فيها تلك المرتبطة بالمعاهدة حول القوات النووية المتوسطة".من جهته، أعلن رئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي (المجلس الأعلى للبرلمان)، فيكتور أوزيروف، أن روسيا تنفذ بدقة جميع بنود معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وكان الجنرال الاميركي بول سيلفا اتهم روسيا أمس الأول بنشر صواريخ تنتهك معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة المدى، و"تشكل خطرا على معظم منشآتنا في أوروبا"، مضيفا: "نعتقد أن الروس نشروها عمدا لتهديد حلف شمال الأطلسي ومرافق الحلف الاطلسي"، لدى ادلائه بإفادة أمام لجنة تابعة للكونغرس. وبالنسبة لواشنطن، فإن ذلك يشكل انتهاكا فاضحا لمعاهدة تاريخية تفاوض حولها رونالد ريغن وميخائيل غورباتشوف مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ونصت على حظر هذه الصواريخ المتوسطة المدى من الترسانتين الروسية والاميركية، وسمحت بإزالة 2700 منها.وكانت معاهدة القوات النووية المتوسطة، التي وقعت عام 1987، وضعت حدا نهائيا لما عرف بـ"أزمة الصواريخ الأوروبية" التي نجمت عن نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ نووية "اس اس-20" كانت تهدد عواصم أوروبا الغربية.ورد الحلف الأطلسي بنشر صواريخ نووية أميركية "بيرشينغ"، ما أدى إلى تظاهرات هائلة تدعو إلى السلام ونقاشات وجودية للرأي العام الأوروبي.وتتهم روسيا بدورها الولايات المتحدة بانتهاك المعاهدة، وترى أن النظام الدفاعي المضاد للصواريخ، الذي نشره الاميركيون في بولندا ورومانيا خصوصا، يمكن أن يستخدم في إطلاق صواريخ باتجاه روسيا.من جهته، حذر وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل أمس من خطر سباق تسلح جديد مع روسيا، مؤكدا أهمية استمرار التركيز على خفض عدد الأسلحة التقليدية والحفاظ على علاقات ثنائية جيدة.وفي شأن آخر، أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 10 جنرالات أمنيين في أعقاب اجتماع ترأسه بوزارة الداخلية انتقد خلاله أداء العديد من المؤسسات الأمنية.