وعد بلفور بعد قرن واعتذار بريطانيا المطلوب!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهكذا، واستناداً إلى هذا الوعد المشؤوم، جاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وقامت الدولة الإسرائيلية، ولذلك فإن مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الحق كله أن يطالب البريطانيين، حتى بعد قرن كامل، بالاعتذار عن وعدهم الذي لم يكن لهم أي حق بإعطائه، إذ "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق"... ثم، وفوق هذا عليهم أن يعترفوا بالدولة الفلسطينية التي اعترفت بها الأمم المتحدة "دولة تحت الاحتلال"، وبالأراضي كلها التي احتلت عام 1967 ومن ضمنها القدس الشرقية.إنّ المفترض ألاّ يبقى هذا الطلب المشروع طلباً فلسطينياً فقط، فالقضية الفلسطينية قضية عربية أولاً وأخيراً، ولذلك فإنه على العرب أن يلعبوا دوراً رئيسياً في هذا المجال، وبخاصة أن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، خلال وجوده أمس الأول في رام الله، فيها الكثير من الإيجابية، إذ أعلن أن بريطانيا تؤكد التزامها بحل الدولتين.ثم إن الواضح، رغم ما ساد من انطباعات مزعجة بعد اختيار دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة وبعد إطلاقه سلسلة التصريحات التي أطلقها خلال زيارة بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى واشنطن، أنّ هناك تحولات إيجابية بالنسبة لمواقف هذه الإدارة الأميركية الجديدة، بالنسبة للقضية الفلسطينية، إذْ إن آخر ما قيل في هذا المجال هو أن الناطق باسم خارجية أميركا مارك تونر قد أعلن أن "موقف واشنطن تجاه المستوطنات لم يتغير، وهو ضرورة وقف البناء الاستيطاني من أجل المضي في عملية السلام".