الترف الوظيفي
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
"المكتوب باين من عنوانه" مثل يضرب لحال الإدارة الحكومية، ففي زاوية هي تحاول أن تصحح مسارها، وفي جانب آخر تراها عاجزة عن تطبيق قراراتها التصحيحية ولسان حالها يقول "انفخ يا شريم قال ما من برطم". هوية الحكومة الإدارية على المحك، فمن غير المقبول ألا تضع حداً لوقف الترف الوظيفي واستنزاف الطاقات الكفؤة والاستجابة لضغوط السياسة رغم تصريحها عن أثر ذلك في ضعف أدائها وفي أكثر من مناسبة، ولذلك هي مطالبة بتفعيل قراراتها دون انتظار، فالشعب سيقف معها وسيدعم أي خطوة إصلاحية تصب في هذا الاتجاه.بعض القياديين مازال يكابر ويرفض سنّة الأولين في التغيير، ويعتقد في نفسه أنه الرجل الحديدي، وأن الأرض خلت من بعده، متناسيا أن الفارس عليه أن يترجل من صهوة جواده وهو رافع الرأس بدلاً من أن تجره عربة التغيير.أرجع إلى السادة أعضاء مجلس الأمة بتذكيرهم بالوعد الذي قطعوه على أنفسهم بتقديم مشروع بقانون لآلية الاختيار والتجديد للوظائف القيادية، وإلى هذا التاريخ على الحكومة أن تبادر وتلتزم بما ألزمت نفسها به من قرارات تنظيمية تخص تلك الوظائف، فقد ملّ الشارع من الترف الاجتماعي وتدخل أصحاب النفوذ السياسي.في الختام أترككم مع هذا الحديث الشريف للحبيب محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤوولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". ودمتم سالمين.