من أين نبعت فكرة مسرحية «انعكاسات»؟من معرض «انعكاسات» للفنان التشكيلي وخبير الديكور عنبر وليد. تتضمن غالبية لوحات المعرض إسقاطات سياسية واجتماعية. من هنا، ترسخت لدي فكرة العمل الرئيسة التي تنطلق من الوضع السياسي وصولاً إلى الوضع الاجتماعي. يتناول النص المجتمع ما بعد النكسة، تحديداً 2 نوفمبر 1917، وما أطلق عليه «إعلان وعد بلفور»، لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وكيف بدأت المجتمعات العربية تتأثر، وطاولتنا أمور غريبة شهدتها الأجيال المتعاقبة، فتجد أن لكل جيل قالبه ومشاكله. كذلك بدأ جيلنا ينسلخ عن مجتمعه الحقيقي، وعن عروبته وخليجيته، فطغى عليه الطابع الأوروبي. في العمل، أتطرق إلى «ثيمة» الانسلاخ، كيف حدثت وتأسست.
كيف بدأت العرض؟استهللت العرض بقبر، أي بالنهاية، بموت الإنسان، ثم حياته، لأعود به إلى مرحلة الموت. الشخصيات الثلاث الرئيسة متوفاة أساساً، وأعيد شريط حياتها لمعرفة أسباب موتها، من خلال طرح المشاكل وقضية الانسلاخ، وليس البحث عن الحلول، ذلك عبر انعكاس الوضع السياسي على المجتمع، والتطرّق إلى مجموعة الأمور التي غيرت مسارنا الحقيقي، فخرجنا من جلدنا لندخل جلداً آخر. في هذا العرض، صحيح أنني غيرت الشكل لكنني حافظت على الفكر نفسه والمضمون، لأنني مؤمن بأن لكل قضية تقدّم على المسرح، أو في الحياة عموماً، جذوراً سياسية، ولأول مرة أتطرق إلى عمل يتضمن قضايا اجتماعية عدة نعانيها سواء في المجتمعات الخليجية أو العربية عموماً، بمشاهد منفصلة ربما تكون حدثت في دول عالمنا العربي كلها.ما القضايا التي تطرقت إليها؟تطرقت إلى قضايا الخدم، وداعش، والمشاكل الزوجية وحالات الطلاق وأسبابها، ذلك من خلال عقدة الانسلاخ وما نتج عنها من أمراض وأفكار وقيم لا تنتمي إلينا. ما المدرسة الإخراجية التي اتبعتها في عملك؟لدي أسلوبي الخاص، اتبعه في أعمالي المسرحية كافة، ولا أحبذ الخروج عنه. حتى أنني وصلت إلى مرحلة عدم الاعتماد على النصوص الموجودة، فطلبت من د. علي العنزي أثناء اجتماعي به أن يكتب نصاً عن معرض «انعكاسات»، وقدّم لي نصاً جميلاً. عموماً، النص الأدبي يختلف عن الإخراجي، الذي تغير في وقتنا الراهن بنسبة تقارب 50 بالمئة. ما يراه الجمهور على الخشبة هو النص المسرحي الممثّل، وقدّمته بشكل إخراجي مختلف دامجاً المشاهد بترتيب مغاير، ومركزاً على عنصر التمثيل. أما بقية العناصر فهي مكملات تساعد في عملية تجميل المشهد. كذلك الديكور شبه معدوم لدي، إذ اعتمد على السينوغرافيا بدلالات خطيرة. وهنا لا أنسى التعاون الرائع لمصمم السينوغرافيا عنبر وليد، الذي اشتغل على الدلالات المسرحية، من خلال الإضاءة وشاطرنا الرأي أيمن عبدالسلام.لماذا تستعين بفريق عمل ثابت؟أحبذ العمل مع فريقي الذي أسسته منذ فترة، وفي هذه المسرحية اعتمدت على ثلاثة ممثلين فقط، هم أحمد العوضي، وعلي الحسيني، وروان مهدي، والأخيرة انضمت حديثاً إلى فريقي، لكن أحدثت توأمة سريعة مع زميليها، كذلك مصمم الإضاءة أيمن عبدالسلام يرافقني في عملي دائماً.
مهرجانات
ما انطباعك عن المشاركة في «مهرجان الشارقة الخليجي»؟سعدت بالمشاركة فيه. نعمل لأجل رفع اسم دولتنا الحبيبة الكويت عالياً، وكل مسرحي يقدّم ما يستطيع من جهد وتعب. حصد زملاؤنا من فرقة «المسرح الكويتي» عدداً من جوائز الدورة الأولى، ولله الحمد فزنا بأربع جوائز في الدورة الثانية عن عملنا «انعكاسات»، وهي: أفضل إخراج (خالد أمين)، وأفضل إضاءة (أيمن عبدالسلام)، وأفضل ممثلة دور ثان (روان مهدي)، وأفضل موسيقى (وليد سراب). هل تؤيد كثرة مهرجاناتنا المسرحية المحلية؟لا أؤيد الوضع الراهن للمهرجانات وجوائزها ولجان التقييم أو التحكيم، لأنني أفضل أن تحظى بالتفاتة مهمة من «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، لأنها أصبحت تشتت الجيل. عندما انطلقت المهرجانات كانت المنافسة سائدة بين جيل واع وعلى درجة عالية من الثقافة، فلم تجد مجالاً للمناحرات بسبب الجوائز، وكان الهدف تقديم فن راق. راهناً، بدأت هذه الميزة بالاندثار، لذا أفضل أن يُترك تقييم العروض المسرحية للجمهور، ونستقطب الضيوف لمشاهدة تجارب شبابنا، من دون جوائز.هل لديك مقترح آخر؟أجل، أن تقسم قيمة جوائز المهرجانات المحلية مضافةً إليها المنحة المالية على فرقنا الأهلية المشاركة، لمساعدتها إنتاجياً. من ثم، سيرتقي الجميع في مستوى العرض إلى الأفضل، وفي الوقت نفسه تستفيد المسارح الأهلية من النقود في ابتكار عروض أخرى وورش، بعيداً عن الميزانيات. ذلك كله، يشجعها على المشاركة في مهرجانات أخرى من «ليال مسرحية» و»القرين الثقافي» وغيرهما. إضافة إلى ضرورة وضع خطة من المجلس الوطني لاستقطاب الجمهور إلى المسرحيات الكويتية النوعية.رمضان
ما أعمالك التلفزيونية لشهر رمضان المقبل؟مسلسلان. انتهيت من تصوير دوري في «صوف تحت حرير» في إمارة دبي، وهو من تأليف إيمان سلطان وإخراج محمد دحام. ترسخ هذه الدراما دور العائلة وقيمها، وأجسد دور «يعقوب» الذي يظهر في الجزء الأول من الحلقات بشخصية انتهازية واستغلالية لكل من حوله، خصوصاً أفراد أسرته، لكنه مع تسلسل الأحداث يحاول التخلّص من أطماعه الشخصية. يشاركني البطولة كل من إلهام الفضالة، وأحمد السلمان، وعبدالله الباروني، وفوز الشطي، ولطيفة المجرن، وأحمد الهزيم.ماذا عن المسلسل الآخر؟أواصل تصوير «ممنوع الوقوف» مع المخرج البحريني علي العلي في إمارة عجمان، ويشارك في التمثيل كل من حمد العماني، ورؤى الصبان، ومحمد صفر، وليلى عبدالله، وإبراهيم الحساوي. أجسد شخصية مريض بانفصام الشخصية (الشيزوفرينيا). أشير هنا إلى أن البعض يعتقد بأن المصاب بهذا الداء يعيش شخصيتين، فيما هو اعتقاد خاطئ. الصحيح أنه يسمع وساوس دائماً وأناساً يحدثونه ويذمون فيه، فتتكسر شخصيته الأساسية، وينفصم منها، ويكون انفجارياً ويؤذي الآخرين. غالبية هذه الحالات، إذا لم تخضع للعلاج، ينتهي بها المطاف إلى الانتحار.ضرورة منح إجارة تفرغ للفنانين
عزا الفنان خالد أمين أسباب عدم ظهور طاقته الإبداعية في الدراما التلفزيونية إلى «غياب الكتاب، فنحن نستجدي منهم النصوص، فيما في مصر يطلب المنتج من النجم أن يستقطب نصاً مرسوماً له، لذا ينجح عمله».واستطرد: «تعرض علي أعمال عدة خارج الكويت، سواء من الدول العربية أو الأجنبية، لكنني لا أستطيع قبولها بسبب دوام العمل، ذلك لعدم منح الفنان إجازة تفرغ. أنا بحاجة ماسة إلى هذا التفرغ كي أقدم أعمالاً جادة من أفلام ومسلسلات. أما بالنسبة إلى دول الخليج فالأمر سهل إذ أستطيع السفر إليها لقربها من الكويت، إضافة إلى توافر الرحلات الجوية يومياً، لذا لا يشكّل التنسيق بين الدوام وتصوير الأعمال معضلة، فيما يستحيل هذا الأمر في حال ضرورة السفر إلى أوروبا. إذاً الحل ليس في يدي، لأنني أحب وظيفتي ولا أود تركها. لذا على الحكومة إيجاد الحل الكامن في إعادة تفرغ الفنانين الحقيقيين كي نتطوّر، أسوة بما يحصل مع الرياضيين بمنحهم التفرغ الرياضي، وبزملائنا الفنانين في سورية ومصر.